ما الذي يخبر به أسلوبك في التواصل عن ثقافتك التنظيمية؟

إنَّ كل شركة أو قسم أو فريق بحاجة إلى وجود قائد؛ إذ يحدد القادة الثقافة التنظيمية، وهذا الأمر حقيقة مثبتة؛ فهل يمكن أن تكون لديك شركة ناجحة دون رئيس تنفيذي؟ هل يؤدي قادة فريق كرة القدم دوراً رئيساً في موسم الجوائز؟ هل تحتاج سفينة الرحلات السياحية إلى قبطان للوصول إلى وجهتها بأمان؟ إنَّ التركيز في القادة هو المفهوم الطبيعي لكيفية عملنا كمجتمع.



إذاً، ما هو التعليم أو التدريب الذي يجب تقديمه لتطوير القادة، وتطوير المؤثرين اللازمين لتنمية شركتك، وترسيخ ثقافة علامتك التجارية، والحصول على أهداف إيرادات عملك في المستقبل؟

كيف نتواصل اليوم؟

دعونا نركز في إحدى السمات الرئيسة التي يجب أن يمتلكها القائد؛ ألا وهي القدرة على التواصل الفعال.

توجد عدَّة طرائق نتواصل بها كمجتمع حالياً:

  1. التواصل اللفظي: وجهاً لوجه عبر الكلمات وأسلوب الكلام.
  2. التواصل المكتوب: إمَّا عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو المنشورات والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي.
  3. التواصل غير اللفظي: عبر لغة الجسد.
  4. فهم البيئة: "المناخ السائد والأنماط الثقافية".

يجب أن يكون القادة الحاليون والمستقبليون لديك قادرين على التواصل بهذه الطرائق جميعها؛ وذلك لأنَّ طرائق اليوم تختلف عن طرائق الماضي وسوف تختلف عن طرائق المستقبل؛ إذ إنَّه تغيير مستمر، ومع ذلك بصرف النظر عن الطريقة التي تتواصل من خلالها؛ توجد بعض الأشياء التي لن تتغير.

التصوُّر حقيقة:

إنَّ الطريقة التي يصغي بها الآخرون إليك والتي يرونك بها هي حقيقة بالنسبة إليهم، وليست تفسيرك للموقف؛ فإذا كنتَ تتحدث إلى شخص ينظر باستمرار إلى هاتفه المحمول، أو يحدِّق فيما يفعله الشخص الذي يقف خلفك بدلاً من التركيز فيك كمركز اهتمامه، فما هو تصوُّرك أو إدراكك عن هذا الموقف؟ هل تعتقد أنَّهم يُصغون إليك فعلياً ويُظهرون لك الاحترام كفرد؟

إنَّ التصور هو حقيقة واقعة، وسواء كنت تصغي بإمعان بينما تحدق إلى مسافة بعيدة في أثناء محادثتك مع شخص آخر أم لا، فإنَّ الشخص الذي تتعامل معه سرعان ما سوف يفسر تصرفك على أنَّه ينمُّ عن عدم الاهتمام والوقاحة، وسرعان ما سوف ينهي تعامله معك.

هل تريد ذلك النوع من ثقافة مكان العمل التي يُنظر إليها على أنَّها غير مبالية بالموظفين؟ يجب أن يتمتع قادة المستقبل بدرجة عالية من الوعي الذاتي إلى جانب القدرة على المراقبة والقدرة على القيام بشيء مختلف تماماً عن الشيء الذي اعتادوا أن يفعلوه، ويجب أن تستثمر المنظمات في موظفيها لتحسين الوعي الذاتي وفهم أنَّ التصور هو الواقع والتعامل بشكل استباقي مع تأثير التواصل في ثقافتها العامة.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح حول التواصل المهني بطريقة صحيحة

عدم إلقاء اللوم على انطباعات الموظفين:

تُمثِّل الانطباعات الأولى 80% مما يعتقده الموظفون عنك، ويحدث هذا الأمر في غضون أول 90 ثانية أو أقل من ذلك؛ إذ إنَّ تغيير الانطباع الأولي الذي يأخذه موظفوك عن الشركة يتطلب الكثير من العمل على مدار عدة ساعات، وأحياناً حتى على مدار أيام، وفي عالم السرعة المعاصر، فإنَّ كلماتك أو رسائلك وطريقة إيصالها إمَّا ستلفت انتباه موظفيك أو ستصرف انتباههم.

لغة الجسد تشير بوضوح إلى حقيقة ما حدث؛ إذ إنَّ إدراكك لتعابير وجهك وخطواتك والتواصل البصري - على سبيل المثال لا الحصر - يمكن أن يعطي انطباعاً سلبياً للغاية أو إيجابياً للغاية، وبالإضافة إلى ذلك تُفسَّر السلوكات على أنَّها أفعال؛ سواء كانت لفظية أم لا.

ما الذي تخبرك به ثقافتك التنظيمية إذا كان الجميع في أثناء اجتماع يعقده المدير جالسين حول الطاولة وأذرعهم مطوية ويتفحصون هواتفهم؟ قد يساعدك تعلم المزيد عن التواصل غير اللفظي على تحقيق عائد الاستثمار الذي تطمح إليه.

إقرأ أيضاً: أسوأ أنواع الموظفين وطريقة التعامل الصحيحة معهم

التغيير المُفاجئ يؤدي إلى مشكلات:

ذكرنا آنفاً أنَّ التغيير أمرٌ مستمر، وإذا أرادت إحدى المنظمات تحقيق أهداف إيراداتها، فيجب أن تكون قادرة على مجاراة التغيير المستمر وتقليل أي نوع من الفوضى المرتبطة بكيفية إنجاز العمل بشكل مختلف؛ إذ إنَّنا نسمع أنَّ الثقافات الحالية والمستقبلية يجب أن تتقبل هذا الأمر كي تبقى قادرة على المنافسة، ومن ثم يصبح من المسؤوليات الرئيسة للقادة مساعدة الموظفين على اجتياز مراحل التغيير في أسرع وقت ممكن.

إنَّ بعض ثقافات الشركة التي تشهد تغييراً مستمراً غالباً ما شعرت بأنَّ أسلوب التغيير المفاجئ هو الأفضل؛ ونظراً لأنَّ الجميع ناضجون، فعليهم تجاوز الماضي والتعايش مع التعديل والتعامل معه؛ إذ يطرح القادة جميع التعديلات على الطاولة فجأة ويطلبون من موظفيهم بشكل أساسي قبولها أو مغادرة العمل.

هل جرَّبت هذا الأمر؟ إذا كان جوابك "نعم"، فماذا كان رد فعلك الشخصي؟ ماذا كان رأي زملائك وكيف تصرفوا؟ هل اختلف سلوك الموظفين عند إحداث التغيير التالي؟ هل ساعدك على أن تصبح أكثر إنتاجية؟

يقول الخبراء: "لا"؛ إذ يتسبب هذا الأمر في رغبة الناس في التفكير في الماضي وكيف كانت الأمور، ويمنعهم عن المضي قدماً ويُبطِئ من عمل فريقك وإنتاجيتك؛ إذ يجب أن يتعلم قادة الغد تقنيات القضاء على الآثار المخيفة للتغيير.

هذه مجرد أمثلة قليلة عن كيفية تأثير التواصل في ثقافتك التنظيمية؛ وهذه الأمثلة لا تُدرَّس أو تُمارس في المدرسة الثانوية أو في الجامعة، وبدلاً من ذلك يصبح الأمر - بالنسبة إلى الشركات الجادة بشأن مستقبلها - جزءاً من تطوير قيادتها لأنَّها تنمي قادة لتلبية الاحتياجات المتغيرة لمستقبل شركاتهم.

المصدر




مقالات مرتبطة