ما الذي يجعل القائد مصدراً للإلهام؟

لا تجعل الألقاب وحدها القائدَ مصدراً للإلهام، فأن تكون قائداً ملهماً يعني قدرتك على قيادة الأشخاص للوصول إلى مستويات جيدة من الأداء والنجاح والتحلي بالصفات التي سيتبعها الموظفون طوعيَّاً، كالشغف والسعي إلى إحراز الأهداف والإنصات وإظهار أهمية الأدوار التي يؤدُّونها.



يتوقع معظم كبار القادة أن يقوم الموظفون باتباعهم بسبب مناصبهم الوظيفية أو ملكيتهم للشركة أو مرتبتهم ضمن التسلسل الهرمي للمنظمة، وفي الحقيقة يتَّبع العديد من الموظفين قادتهم لهذه الأسباب؛ لكن هذا لا يعني أنَّ القائد يلهمُهم لإنجاز أفضل الأعمال ويساهم في ذلك ويدعمهم.

الإجراءات التي تساعد على الإلهام:

لا يكتفي القائد المُلهِم بإخبار الموظفين أنَّ عليهم أن يسعوا بكل ما أوتوا من قوة إلى تقديم تجربة مميزة للزبائن؛ وإنَّما يجب عليه إظهار هذا الالتزام والحماس في كل اجتماع وعرض تقديمي وفي الطريقة التي يتعامل فيها مع مشكلات الزبائن، فيجب أن يلهم سلوك القائد الموظفين ليتصرفوا بالطريقة ذاتها.

يعد كل من أسلوب التواصل والنزاهة ومشاركة الموظفين في القرارات ومراعاة احتياجاتهم من صفات وخصائص القائد الملهم، فلا أحد يستلهم من قائد يعتقد الناس أنَّه لا يهتم بهم. تساعد القدرة على إيصال هذا الحماس والهدف والمغزى إلى الآخرين على ترسيخ الثقافة الملهمة لمنظمتك.

إقرأ أيضاً: 56 مقولة للحصول على الإلهام والتحفيز والنجاح في الحياة

1. الحماس:

يشعر القائد الملهم بالحماس تجاه الرؤية المستقبلية للمنظمة ورسالتها، كما أنَّه قادر على مشاركة هذا الحماس بطريقة تُمَكِّن الآخرين من الشعور به أيضاً؛ حيث يجعل الحماس المشترك المنظمات تحقق المزيد من الإنجاز في مهمتها ورؤيتها.

تعد طبيعة الرؤية المستقبلية للمنظمة ورسالتها أمرين هامين لتمكين الآخرين من الشعور بأنَّ لعملهم هدف وأهمية يتجاوزان المهام التي يقومون بها كل يوم، فيجب على القادة أحياناً مساعدة موظفيهم على ربط الأمور ببعضها من خلال شرح هذه الصورة الكبيرة للجميع؛ حيث سيساعد إيصال الصورة الكبيرة بانتظام على ترسيخ الغاية التي من أجلها أُنشِئت المنظمة.

2. الإنصات:

يُنصت القائد الملهم إلى الأشخاص في منظمته؛ إذ لا يكفي التحدث مع الناس عن شغفك وحماسك فحسب، بل يجب أن تسمح لأفكار وآراء الموظفين بمساعدتك في تشكيل رؤية ورسالة منظمتك، وذلك لمشاركة المغزى مما تقوم به، أو على الأقل المشاركة في وضع الأهداف وخطة العمل، فما من شخص يؤيد توجهاً لم يكن له دور في صياغته بصورة كاملة؛ حيث يحتاج الناس إلى رؤية أفكارهم مُدرجة ضمن خطة عمل المنظمة، أو على الأقل فَهْم سبب عدم وجودها.

3. مشاركة الموظفين في اتخاذ القرارات:

يحتاج الناس إلى الشعور بأنَّهم يشاركون في اتخاذ القرارات المتعلقة بعملهم من أجل الإحساس بالإلهام؛ حيث يتجاوز ذلك الإنصات وتقديم التغذية الراجعة، كما يحتاجون إلى الشعور بأنَّهم يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالإجراءات والعمليات التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف والقرارات النهائية من أجل الشعور بالمشاركة الفعلية.

على سبيل المثال، ألغَت إحدى الشركات مناسبةً كان يجتمع الموظفون فيها كل عام بسبب ازدياد الطلب على منتجاتهم، فلم يحبِّذ معظم الموظفين هذا القرار، لذلك شاركت الشركة فريق الإدارة وأعضاء لجنة الأنشطة ومعظم الموظفين الآخرين في مناقشة هذا القرار ومعرفة فيما إذا كان ينبغي إلغاء تلك المناسبة أو إعادة تنظيمها. 

لقد أدت تلك المشاركة إلى التوصل إلى حل وسط تضمَّن القيام باحتفال صغير وتعزيز الروح المعنوية الإيجابية، لكنَّه سمح للشركة بتلبية احتياجات الزبائن أيضاً؛ وذلك لأنَّ احتياجات الزبائن لها أهمية كبيرة، لذلك وافق الموظفون على هذا الأمر؛ حيث إنَّ قرار الشركة الذي اتُّخِذَ بناءً على آراء الموظفين لم يترك لهم المجال للاعتراض على شيء.

إقرأ أيضاً: التوجهات السائدة في بناء ثقافة الكوتشينغ

4. النزاهة والثقة:

يعد كل من الرؤية المستقبلية والحماس أمرين هامين، ولكن يجب أن يثق بك موظفوك إذا كنت تريدهم أن يشعروا بالإلهام؛ حيث يجب أن يؤمنوا بنزاهتك وبأنَّها تؤدي دوراً هاماً في اتخاذ قراراتك وطريقة تعاملك مع الزبائن والموظفين. لا تَقِلُّ طبيعة شخصيتك أهميَّةً عن التوجيهات التي تقدِّمها للموظفين في العمل، حيث يبحث الموظفون عن الشخص الذي يقول الحقيقة، ويحاول القيام بالأمور المناسبة، وصاحب مبدأ، ويبذل قصارى جهده؛ لذا تؤثر تصرفاتك وأفعالك في منظمتك، كما أنَّ السلوك الذي يتوافق مع ما تقوله دائماً ما يكون هاماً.

5. منح الناس ما يريدونه:

يعطي القائد الملهم الناس ما يريدونه ضمن حدود قدرته، على سبيل المثال، لا يمكنك تقديم زيادة في الرواتب ما لم تحقق الشركة المزيد من المكاسب؛ لكن يجب عليك تقاسم المكاسب إذا كانت المنظمة تعمل جيداً. على الرغم من أنَّ القائد الملهم يدرك أنَّ المال يُحفِّز الموظفين، إلَّا أنَّه يعلم أنَّ عبارات الإطراء والشكر والتقدير والمكافآت وملاحظة مساهمة الفرد تُعَدُّ ضروريَّةً أيضاً. كما يعد التحدث مباشرة إلى الموظف المساهم حول القيمة التي يوفرها عمله للمنظمة مصدراً رئيساً للإلهام، فتعُّد الإجراءات التي تتخذها كل يوم في العمل فعَّالة.

قائمة تتضمن أسلوب القيادة الناجحة:

نقدِّم لك فيما يلي الصفات والإجراءات المرتبطة بالقادة الناجحين:

  • اختيار القيادة.
  • أن تكون الشخص الذي يختار الآخرون اتباعه.
  • توفير رؤية مستقبلية.
  • أن تكون مصدراً للإلهام.
  • جعل الآخرين يشعرون بالأهمية والتقدير.
  • التعايش مع قيمك والتصرف بطريقة أخلاقية.
  • تحديد وتيرة العمل من خلال توقعاتك ونماذجك.
  • تحديد بيئة التحسين المستمر.
  • توفير الفرص للأشخاص للتطور والنمو على المستويين الشخصي والمهني.
  • الاهتمام والتصرف بتعاطف.

 

المصدر




مقالات مرتبطة