ما الذي يتوجب على القادة فعله ليستعيدو ثقة الموظفين؟

"لم تعد الثقة بالمؤسسات تُمنح تلقائياً على أساس التسلسل الهرمي الوظيفي أو المنصب، في عالم اليوم يجب أن تكسب الثقة". هذا ما أكد عليه "ريتشارد إيدلمان" (Richard Edelman)، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "إدلمان" (Edelman)، في الدراسة العالمية الجديدة "مقياس إدلمان للثقة 2016".



التحدي الذي يواجه المنظمات:

لقد أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا ولوجاً غير مسبوق إلى المعلومات، ومنحت الموظفين فرصة استطلاع آراء الأشخاص المحيطين بهم للحصول على أفكار وآراء، بدلاً من القبول الأعمى للبيانات أو القرارات التي تقدِّمها إدارة الشركة.

فقد كشفت الدراسة أنَّ معظم الموظفين لا يعتمدون على أصحاب السُّلطة في المنظمات للحصول على معلومات بسبب نقص عام في الثقة بأرباب الأعمال، وبدلاً من ذلك يبحثون عن معلومات من الأصدقاء الموثوق بهم والعائلة وزملائهم الموظفين لاتِّخاذ القرارات؛ إذ يكمن التحدي - والفرصة - للشركات في الوصول إلى مجموعة المؤثرين هذه بطرائق جديدة وفعَّالة من شأنها إدماج الأقران وزملاء العمل بسهولة.

الموظفون هم أساس الحل:

المفارقة بالنسبة إلى القادة هي أنَّ الدراسة وجدت أنَّ الموظفين هم من أكثر المؤثرين مصداقية وموثوقية، وعندما يشجع القادة الموظفين ويدعمونهم كمدافعين عن الشركة، فإنَّ لديهم الفرصة للاستفادة من كادر جديد من المتحدثين الموثوق بهم.

يقول "مايكل ستيوارت" (Michael Stewart) الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "إيدلمان يوروب" (Edelman Europe): "عملياً لا يوجد متحدث موثوق به أكثر من موظفي الشركة، ومع ذلك لا يثق واحد من كل ثلاثة موظفين برب العمل، وبالنسبة إلى كل شركة تقريباً يُعَدُّ اندماج الموظفين اندماجاً عميقاً ثمرة يمكن قطفها على الأمد الطويل؛ وهي وسيلة مباشرة لزيادة الثقة بالأعمال التجارية على المستويين التنظيمي والمؤسسي".

لذا إنَّ النصيحة للقادة هي تحسين اندماج الموظفين لبناء ثقتهم بالإدارة؛ ومن ثم الاستفادة من هؤلاء الموظفين المندمجين لمساعدة الشركة على اكتساب الثقة مع الآخرين.

شاهد بالفديو: 18 إشارة تدل على أنّ ممارسة القيادة تحتاج إلى التحسين

كيف يمكن للقادة استعادة الثقة المفقودة؟

يحدد تقرير بحثي آخر تحت عنوان "تجربة القيادة الجديرة بالثقة"، أجرته مؤسسة "سي آي بي دي" (CIPD) و"جامعة باث" (University of Bath) الإجراءات التي تساعد على تعزيز مشاعر الثقة بين القادة والموظفين:

  1. التقارب بين القادة والموظفين.
  2. علاقات شخصية قوية.
  3. توجه إلى الثقة المتبادلة بين القادة والأتباع.
  4. تجنُّب الاستخدام الزائد لأنظمة المراقبة الإلكترونية.
  5. إظهار القادة اهتماماً فعلياً بالموظفين كأفراد وليس كموظفين فقط.
إقرأ أيضاً: كيف تبني الثقة مع العملاء والموظفين؟

الحاجة إلى قادة عطوفين ومهتمين:

ما ظهر من بحث مؤسسة "سي آي بي دي" (CIPD) هو أنَّ الموظفين تعاملوا مع الأشخاص الذين لامسوا فيهم الجانب الإنساني والشخصي والقدرة على بناء العلاقات كقادة يستحقون الثقة.

تمثل كل هذه النتائج تحديات لكل من القادة المستقبليين والحاليين والمسؤولين في الموارد البشرية أيضاً لاختيار وإعداد قادة المستقبل، كما تشمل الدروس المحددة لإعداد وتطوير قيادة جديرة بالثقة ما يأتي:

  1. الحاجة إلى تمكين شامل لتطوير القيادة.
  2. تحدي التقارب الشخصي في عصر التواصل الإلكتروني.
  3. دور مسؤولو الموارد البشرية في البناء والمحافظة على الثقة.
  4. أهمية الثقة بالنسبة إلى المنظمة وقادتها والموظفين.
إقرأ أيضاً: كيف يعزز اهتمام القادة بمشاعر الموظفين الثقة بهم؟

في الختام، القادة بُناة الثقة:

يجب على القادة اتِّباع السلوكات الآتية من أجل بناء الثقة مع موظفيهم:

  1. السلوك النزيه: التوافق بين الأقوال والأفعال.
  2. الاتساق السلوكي: يزيد هذا مع مرور الوقت القدرة على التنبؤ بالأحداث.
  3. مشاركة وتفويض السلطة: المشاركة في صنع واتِّخاذ القرارات المشتركة مع الموظفين.
  4. التواصل المفتوح: تقديم معلومات وتفسيرات دقيقة للقرارات.
  5. إظهار المخاوف: إبداء القلق والتصرف بطرائق تحمي اهتمامات الموظفين، بدلاً من استغلالهم.
  6. توضيح الرؤيا المشتركة وإظهار القيم المشتركة.

المصدر




مقالات مرتبطة