ما الأهم للعلامة التجارية: الثقة أم الابتكار؟

لقد غيَّرت جائحة كورونا (COVID-19) طريقة عمل العديد من الشركات، واختبر عاما 2020 و2021 الكثير منا نحن رجال الأعمال والقادة ورواد الأعمال، لقد اضطررنا إلى تغيير نمط حياتنا للتأقلم مع العالم الجديد من خلال إضفاء بُعد شخصي لتجاربنا عبر الإنترنت، أو مناصرة البيئة، أو دمج التقنيات الجديدة، علاوة على ذلك، أدى الفهم المتزايد لمسؤولية المجتمع تجاه الجماعات المهمشة إلى تغيير أولويات العمل تغييراً جذرياً.



لكن ماذا بعد ذلك؟ كيف يمكن للشركات أن تتكيف في عصر يسوده الإرهاق من الجائحة، والتغيير الاجتماعي، والخوف، والمعاناة؟

إذا كنت تتساءل عما يريده عملاؤك في المستقبل، فأنت بالتأكيد لست الوحيد، بعد كل هذا التغيير؛ لذا يتعيَّن على العديد من قادة الأعمال التشكيك في استراتيجياتهم والتساؤل عما إذا كان عليهم في هذه الفترة التي يتخللها الشك ابتكار علامة تجارية أم التركيز على الثقة للترويج لمنتجاتهم وخدماتهم وإغفال الابتكار.

ما الذي نعرفه عن الابتكار مقابل الثقة؟

أُجريت مؤخراً بعض الأبحاث حول استخدامات العلامات التجارية، وعلى نطاق أوسع، حول مكانة العلامة التجارية، سُئل الناس عما إذا كانوا يفضِّلون استخدام علامة تجارية مبتكرة وحديثة، أم علامة تجارية قديمة وموثوق بها؛ حيث وجدنا عموماً أنَّ المستهلكين اليافعين يفضِّلون العلامات التجارية الجديدة والمبتكرة، بينما يفضِّل من تجاوزت أعمارهم 45 عاماً القديمة والموثوق بها، كما تبين أنَّ الرجال أكثر حماسة تجاه العلامات التجارية الجديدة والمبتكرة من النساء عموماً، وكانت الفئة العمرية التي تزيد على 55 عاماً تميل إلى حد بعيد نحو العلامات التجارية القديمة والموثوق بها.

هذه البيانات حديثة العهد؛ لذا فهي مقياس موثوق للمشاعر في زمن الجائحة، ولكن من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه البيانات ستختلف في حال استطلاعها قبل الجائحة، أو قبل احتجاجات "حياة السود هامة" في أمريكا، على أية حال ليس من المفيد معرفة ما كان سيقوله الناس.

يُخبرنا هذا البحث بوضوح أنَّه في خضم الجائحة، ما يزال الشباب يحبون الابتكار؛ وهذا يعني مكانة العلامة التجارية التي تنطوي على التميز والابتكار وبعض المرح في كثير من الأحيان؛ حيث يميل المستهلكون الأكبر سناً إلى التمسك بالعلامات التجارية القديمة والموثوقة، لكنَّ الثقة كلمة مثيرة للاهتمام هنا، والفكرة هي أنَّ الشباب يثقون بالابتكار؛ حيث يجد المستهلكون الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً أنَّ الابتكار في حد ذاته أمر جدير بالثقة؛ لذلك، إذا توقفت عن الابتكار، فقد تصبح غير جدير بالثقة بالنسبة إلى العديد من المستهلكين، ولكن بالطبع للأمر حدود، فعليك الاستمرار فيما تبرع فيه، ولكن خذ بالحسبان أهمية التكيف والتغيير، فقد اضطررنا جميعاً إلى التغيير في عام 2020 عام انتشار كورونا.

إقرأ أيضاً: 6 طرائق لكسب ثقة الزبون في عصر انعدام الثقة

الثقة بالابتكار:

تكشف أرقام شركة ماكينزي (McKinsey) في عامي 2020/2021 أنَّ الابتكار كان ضرورياً لتجاوز دوامة العام الماضي، وفي الواقع، يرى 85% من المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا الجائحة فرصة للنمو؛ أي أنَّهم يعدُّونها فترة للابتكار وحافزاً للتغيير، وهذا ما حدث بالفعل، فقد سبقنا الزمن فيما يتعلق برقمنة حياتنا وجعل التكنولوجيا جزءاً منها في غضون بضعة أشهر فقط، ولكن لسوء الحظ لم تتمكَّن العديد من الشركات من الاستفادة من الفرص في عامي 2020 أو 2021 حتى الآن، فقد انشغل الجميع بالحفاظ على الوضع الراهن، ولكن مع تزايد عدد الأشخاص الذين أخذوا لقاح فيروس كورونا حول العالم، فقد حان وقت العمل.

إقرأ أيضاً: 5 استراتيجيات لتعزيز النمو لدى موظفيك وتحقيق النجاح في عملك

كيف نبتكر بفاعلية؟

كيف نتجنَّب العرقلة في أثناء انتقالنا إلى هذه الفترة الأكثر نشاطاً لإعادة ترتيب أولوياتنا في هذا الوضع الطبيعي الجديد؟

تحدُث المشكلات عندما تصف علامة تجارية نفسها بالابتكار أو الوعي الاجتماعي ولا تحقق ذلك، فالاستمرارية هي الأهم في العلامة التجارية، وإذا كنت مبتكراً بالفعل - هذا ينطبق على معظم شركات التكنولوجيا، ومن ثم على التنفيذيين التقنيين المتفائلين - فحافظ على علامتك التجارية، وطمئن عملاءَك بأنَّه ما زال في إمكانهم الثقة بها.

هناك طريقة رائعة للتأكد أنَّك متمسك بعلامتك التجارية؛ وهي وضع قائمة بقيم العلامة التجارية، بالإضافة إلى عرض القيمة، سيبقيك هذا إضافة إلى وصف مَن هو عميلك المستهدف على الطريق القويم بغضِّ النظر عما يحدث.

عرض القيمة هو مجرد جملتين حول ما تقدمه شركتك، وما الذي يجعلها فريدة ومؤهلة لتقديم ما تقدمه، يجب أن تكون قادراً على ابتكار واحدة بسهولة، بعد وضع قائمة بقيمك وعرض القيمة ووصف العميل المستهدف، يجب أن تكون قادراً على تحديد مكانة علامتك التجارية، هل تُروِّج لعلامتك بصفتها قديمة وموثوقة، أم حديثة ومبتكرة؟ أياً كان الأمر، فإنَّ الالتزام بما تختاره هو ما يخلق الثقة.

بالطبع، هذه فقط بداية العمل الذي يتعين عليك القيام به لبناء شركتك خلال الأشهر المقبلة، ولكنَّ القاعدة القوية ضرورية، إذا أردنا نجاح جهود وضع العلامة التجارية.

المصدر




مقالات مرتبطة