ما أهمية حديقة منزلك في تحسين صحتك؟

إنَّ العمل في حديقة المنزل وتناول الطعام منها يمكن أن يكون له الكثير من الآثار الإيجابية في تحسين صحتك العامة سواء الجسدية أم النفسية، ولا يمكنك من خلال إنشاء حديقة فقط الحصول على تمرينات يومية؛ بل يمكنك أيضاً إعداد وجبات صحية بفضل عملك اليومي، وإذا كنتَ مهتماً بتحسين صحتك، فعليك التركيز في الخروج إلى حديقتك بانتظام.



تعلَّم كيفية زراعة النباتات والقيام بالنشاط البدني المطلوب لزراعتها؛ إذ يمكن أن يضيف ذلك التنوع والجودة إلى نظامك الغذائي وكذلك إلى روتينك البدني؛ لذلك سنستعرض في هذا المقال ما هي أهم الآثار الإيجابية التي تضفيها حديقة المنزل إلى صحتنا، وما هي أهم التصرفات التي يمكننا القيام بها لتحقيق الفائدة المثلى من العمل في الحديقة؛ لذلك إذا كنتَ من المهتمين، فتابِع معنا.

حديقة المنزل تجعلك أكثر لياقة:

لا بدَّ لك لكي تبني حديقة جميلة أن تقوم ببعض الحركات الرياضية التي من شأنها تعزيز لياقتك وتحسين صحتك؛ لذلك أنصحك عندما تعمل في حديقة المنزل أن تقوم بما يأتي:

1. مارِس تمرينات الإحماء قبل البدء بالعمل في الحديقة:

كما هو الحال مع أنواع التمرينات الأخرى، من الهام أن تمارس تمرينات الإحماء قبل أن تبدأ بممارسة أعمالك في الحديقة؛ افرد ساقيك وذراعيك ويديك قبل أن تبدأ حتى تكون هذه الأعضاء مستعدة للعمل الشاق القادم، ويجب أن تقضي ما لا يقل عن 5 إلى 10 دقائق في الإحماء قبل العمل في الحديقة.

2. اعمَل في الحديقة بانتظام:

من أجل تحسين صحتك من خلال ممارسة الرياضة عند عملك في الحديقة؛ يجب عليك القيام بذلك بانتظام والعمل في حديقتك لعدة ساعات على مدار الأسبوع؛ على سبيل المثال 30 دقيقة يومياً يمكن أن تمنحك بعض التمرينات المنتظمة التي تشتد الحاجة إليها؛ إذ يمكن أن تؤدي ممارسة 30 دقيقة من التمرينات المعتدلة كل يوم إلى خفض ضغط الدم والكوليسترول، ويمكن أن تساعد أيضاً على الوقاية من مرض السكري وأمراض القلب، فضلاً عن إبطاء تطور هشاشة العظام.

3. أَنجِز عدداً من المهام يومياً لكي تغير حركاتك:

كما هو الحال مع أنواع التمرينات الأخرى، من الجيد تغيير أنواع الحركات التي تقوم بها في أثناء عملك في الحديقة، وإذا كانت لديك مجموعة متنوعة من المهام للقيام بها في الحديقة، فتستطيع بذلك تحريك أكبر عدد ممكن من العضلات يومياً.

تساعد إزالة الأعشاب الضارة لمدة 15 إلى 20 دقيقة في المرة ثم أخذ قسط من الراحة للقيام بنشاط آخر على تجنُّب الألم أو الإرهاق وعدم الشعور بالملل.

4. كُن حذراً عند قيامك بالأعمال الصعبة:

عند العمل في الحديقة عليك أن تكون حريصاً بشأن كيفية الرفع والتمدد؛ على سبيل المثال استخدِم تقنية الرفع المناسبة عند نقل الأكياس الثقيلة من التربة أو الأسمدة، ويستلزم ذلك استخدام قوة ساقيك بدلاً من الاعتماد على عضلات ظهرك، بالإضافة إلى ذلك يجب عليك الجلوس بدلاً من الركوع عند الإمكان والحفاظ على المنحنى الطبيعي لظهرك وتجنَّب الالتواء في أثناء رفع الأحمال الثقيلة.

5. ابذُل بعض الجهد:

لكي يصبح العمل في الحديقة تمريناً رياضياً؛ تحتاج إلى رفع معدل ضربات قلبك وبذل بعض الجهد البدني في أثناء القيام بذلك؛ وهذا يعني أنَّ مجرد الوقوف للري لا يُعَدُّ تمريناً، وتوجد بعض الأشياء التي يمكنك فعلها في الحديقة لرفع معدل ضربات قلبك؛ مثل الحفر وكنس الأوراق وإزالة الأعشاب الضارة ونقل كومة السماد.

إذا كنت ترغب في زيادة مجهودك في أثناء قطع الحطب، فحاوِل استخدام المنشار اليدوي بدلاً من المنشار الكهربائي.

شاهد بالفديو: 8 نصائح يجب معرفتها من أجل ممارسة التمرينات الرياضية بشكل أفضل

حديقة المنزل تجعلك تأكل غذاءً طازجاً وصحياً:

إنَّ وجود حديقة بجانب المنزل يجعلك تأكل طعاماً صحياً معروف المصدر وقليل التعرُّض للأدوية؛ لذلك لكي تستفيد من حديقتك في دعم صحتك لا بدَّ من قيامك بما يأتي:

1. اختر مجموعة متنوعة من النباتات لتزرعها في حديقتك:

عند التخطيط لحديقتك يجب عليك اختيار مجموعة متنوعة من النباتات التي من شأنها تحسين صحتك وتنويع نظامك الغذائي، وتُعَدُّ زيادة التنوع البيولوجي في حديقتك أيضاً طريقة جيدة لتكون حديقتك أكثر حيوية وتساعد البيئة.

ازرَع بعض الخضروات التي تسهل زراعتها نسبياً اعتماداً على مناخك؛ على سبيل المثال الطماطم والخس والبازلاء والفول والكوسا والخيار، وابدأ ببعض هذه الخضراوات إذا كنتَ جديداً في مجال إنشاء حديقة.

يمكن أن تكون زراعة بعض الأعشاب مثل الثوم المعمر والزعتر سهلة جداً أيضاً، ويمكن لهذه الأعشاب حقاً أن تعزز من صحتك وتضيف نكهة طيبة إلى الطعام.

عند التخطيط لحديقتك تحتاج أيضاً إلى مراعاة طبيعة تربتك ومدة التعرُّض لأشعة الشمس في حديقتك ومناخك، فإذا كانت حديقتك لا تحصل على الكثير من ضوء الشمس، فما يزال في إمكانك زراعة النباتات المحبة للظل مثل الأعشاب والفطر.

2. خطِّط لمواسم النمو المختلفة:

إضافة إلى زراعة مجموعة متنوعة من النباتات، تحتاج إلى التخطيط للوقت الذي تجب فيه زراعة نباتات معيَّنة وتنميتها، وتوجد أوقات محددة يجب أن توضع فيها الفواكه والخضروات في الأرض حتى تنمو بشكل أكثر فاعلية، وهذا يعني أنَّ لديك عدَّة دورات للزراعة كل عام؛ عادةً في أوائل الربيع وأوائل الخريف.

على سبيل المثال تحتاج العديد من النباتات إلى أن تُزرَع بعد آخر موجة صقيع في الربيع؛ مثل الطماطم والكوسا والذرة، ومع ذلك يمكن لبعض النباتات أن تتحمل صقيع أواخر الشتاء وأوائل الربيع؛ مثل السبانخ والخس والفجل والبنجر.

إذا كنت تخطط لموسم النمو بشكل صحيح، فيمكنك تناول الفواكه والخضروات الطازجة طوال العام، والوقت الذي تزرع فيه نباتات معينة يعتمد اعتماداً كبيراً على المناخ الذي تعيش فيه، فأَجرِ بعض الأبحاث عن منطقتك المناخية المحددة، وما هو أفضل نوع من النباتات للنمو فيها، ومتى تجب زراعة نباتات معينة في الأرض.

إقرأ أيضاً: فوائد ومضار الفواكه والخضار المعدلة وراثياً

3. اطهُ الطعام المزروع في المنزل بطريقة صحيَّة:

بمجرد أن تزرع الفواكه والخضروات، من الهام طهيها بالطريقة الصحيحة؛ إذ سيحافظ طهيها بشكل صحيح على العناصر الغذائية الموجودة بداخلها وسيساعدك على تجنُّب إضافة مكونات غير صحيَّة إلى الوجبة، وبشكل عام فإنَّ طهي الخضروات بشكل خفيف وتجنُّب إضافة الكثير من الدهون إليها سيساعدك على تحقيق أقصى استفادة منها.

تجنَّب إضافة الكثير من الدهون إلى الخضار عند طهيها، وبدلاً من قليها أو تقليبها في الزيت المُضاف؛ جرِّب تبخيرها لإبراز مذاقها الرائع دون إضافة الكثير من الدهون غير الصحية.

توفِّر بعض الخضروات المزيد من العناصر الغذائية عندما تكون نيِّئة، وبعضها توفر المزيد من العناصر الغذائية عند طهيها؛ على سبيل المثال يؤدي طهي الهليون إلى إطلاق المزيد من العناصر الغذائية في جسمك، ومع ذلك يمنحك البنجر المزيد من التغذية عند تقديمه نيئاً؛ لذلك أنصحك بأن تجري بعض الأبحاث لمعرفة أفضل طريقة للاستفادة من الخضار الخاصة بك.

غذاء طازج

العمل في الحديقة يعزز من صحتك العقلية:

توجد الكثير من الفوائد النفسية التي يعززها العمل في الحديقة، ولعلَّ أبرزها:

1. يعزز العمل في الحديقة زيادة السعادة والرضى:

لا يساعد العمل في الحديقة على دعم صحتك الجسدية فحسب؛ بل يمكن أن يساعد أيضاً على دعم صحتك العقلية، ويمكن أن يكون العمل في الحديقة مشروعاً مُرضياً للغاية ويمنحك إحساساً بالإنجاز والرضى، وفي الواقع لقد ثبتَ أنَّ العمل في الحديقة يحسِّن نظرتك العامة ورضاك عن الحياة.

يمكن أن يؤدي العمل في الحديقة إلى إفراز جسمك هرمونات معيَّنة تزيد من السعادة والرضى.

2. يساعد العمل في الحديقة على تخفيف التوتر:

يتيح لك قضاء الوقت في العمل في الحديقة تصفية ذهنك والتخلُّص من التوتر، ويمكن أن يكون مفيداً خاصة لأولئك الذين يحتاجون إلى وقت للتعافي من الإرهاق العقلي وأولئك الذين يشعرون بالرضى عن الرعاية التي يتطلبها العمل في الحديقة، ونظراً لأنَّ العمل في الحديقة يساعد على تخفيف التوتر؛ فإنَّه في الواقع يمكن أن يخفض ضغط الدم لديك، وفي الواقع تبيَّن أنَّ مجرد النظر إلى النباتات يقلل من الغضب والتوتر ويعطي شعوراً بالطمأنينة والراحة.

إقرأ أيضاً: 4 أنواع من الحدود تساعدك على تخفيف التوتر

3. يساعد العمل في الحديقة على دعم صحة دماغك على الأمد الطويل:

لا يساعد العمل في الحديقة على تعزيز صحتك العقلية فقط؛ بل يمكن أن يساعد على دعم صحة دماغك على الأمد الطويل أيضاً؛ على سبيل المثال ثبتَ أنَّ العمل في الحديقة يمنع الإصابة بالخرف عند كبار السن؛ وذلك لأنَّه يمرِّن أجزاء الدماغ المرتبطة بالتعلُّم والإبداع ويجعلها أكثر نشاطاً، وحتى بالنسبة إلى أولئك الذين يعانون من الخرف يمكن أن يحسن العمل في الحديقة من الصحة العقلية لديهم، ولقد ثَبُت أنَّه أيضاً يقلل من مشكلات العدوانية المرتبطة بالخرف.

4. يساعدك العمل في الحديقة على شعورك بأنَّك إنسان منتج:

عندما تكون لديك حديقة تستطيع أن تزرع ما تريد وتأكل مما تزرع وتبتعد عن مأكولات السوق غير الصحية، فإنَّك تقلل من المصاريف التي تصرفها على شراء الطعام.

في الختام:

نجد أنَّ بعض الأمور البسيطة التي يُعَدُّ من السهل القيام بها من شأنها أن تعزز من صحتنا الجسدية والنفسية؛ فمثلاً رأينا أنَّ مجرد إنشائنا لحديقة صغيرة يمكن أن يعود بفوائد كثيرة على صحتنا وعلى حالتنا النفسية؛ لذلك ننصح الجميع بالاهتمام بهذه الأشياء التي لا تحتاج إلى وقت طويل، ولا تعوقنا عن القيام بأي عمل.




مقالات مرتبطة