مؤسسة الزواج وتحصين اللبنة الأولى من المجتمع

يعدُّ الزواج لبنة أساسية من لبنات بناء مجتمع سليم، إذ تعدَّدت الدراسات والأبحاث الخاصة بدراسة العلاقة الأسرية، وكيفية مواجهة العلاقة الأسرية لمختلف صعوبات الحياة وتقلُّباتها.



تحصين اللَّبِنَة الأُولَى مِن المجتمع:

يقول الكاتب زياد ريس صاحب كتاب "تجربتي لحياة أفضل" إنَّ من طبيعة السُّنَن الكونيَّة أن يكون ثمة عدم تطابُق في التَّفكير بين البشر، وأن يكون ثمة اختلافٌ في الطِّباع والعادات وطريقة التَّفكير، وما إلى هنالك من اختلافات بين البشر، وعلى الرغم من اجتماع كثير من هذه الاختلافات في العَلاقَة بين البشر؛ لكن يمكن التعايش معها والتقليل من حدَّة هذه الخلافات ضِمْن ضوابط شرعيَّة وأنظمة تَحْكُم هذه العلاقات، بما فيها العلاقة بين الزوجين.

مفاهيم ونصائح لنجاح العلاقة بين الزوجين:

هنا أودُّ الإشارة إلى بعض المفاهيم والنصائح بخصوص العلاقة بين الزوجين وما يفيد في نجاحها:

1. ينبغي لكلا الزوجين أن يقوم بالاطِّلاع على حقوق الطرف الآخر وواجباته نحوه؛ وذلك من مصادر موثوقة، وسيكون لذلك أثر كبير في معرفة حقائق خارجة عن سياق العُرْف الذي نحن عليه في مجتمعاتنا الشرقيَّة.

2. على الزوجين معرفة أنَّ الاختلاف بين الطرفين طبيعي، ولكن على كلٍّ منهم تفهُّم ضرورة العمل على التقارب وصولاً إلى الحلول المشتركة.

إقرأ أيضاً: كيف يمكن للذكاء العاطفي أن يعزز زواجك، وما هي أسرار تعلمه؟

3. مهما حدث من إشكال خلال النَّهار، على الزوجين التَّعهُّد بينهما، وبشكل مسبق، بألَّا يتم إقفال اليوم دون حلِّ المشكلة بينهما، وذلك من خلال خطوات يتمُّ الاتِّفاق عليها؛ ومنها: ألَّا يُسمح لأحد الزوجين بالمبيت خارج غرفة النوم المشتركة، أو خارج السرير المشترك.

4. على كل من الزوجين أن يُثْبِت للآخر أنَّه مُتمسِّك به، وأن يبادر في الإصلاح من طرفه ولو بأي شيء مهما كان بسيطاً (ربما فقط أن يمدَّ يده تِجاه الآخر بلمسة أو يحضر كأس الماء له، أو أي شيء آخر)، وعلى الطرف الآخر أن يكون متجاوباً بالرَّد على المُبَادَرَة الأُولَى مهما كانت بسيطة؛ أي يجب عليه ألَّا يتجاهل تلك المُبَادَرَة، بل أن يكون التَّجاوب أكثر إيجابية.

5. أن يتفهَّم الطرفان أنَّه لا توجد كرامة بالعلاقة الزوجيَّة، وعلى كل طرف أن يكون حريصاً على إدخال السَّعادة والسُّرور إلى الطَّرف الآخر، وألَّا يكون أنانيَّاً بهذه العلاقة، وعليه أن يعلم أنَّ الخجل والكرامة يجب ألَّا يكون لهما موقع هنا، والحاجز الوحيد بذلك هو ما نزل به نصٌّ شرعيٌّ صريحٌ، وخلاف ذلك فهو حلالٌ بل مطلوبٌ.

6. على كل طرف ألَّا ينام قبل إنهاء المشكلة مهما كانت الظُّروف؛ فاستمرار الزعل هو استمرار للخسارة على الطرفين، وليس على طرف واحد، والمُكَابَرَة لا تنفع هنا.

7. مهما كانت المشكلة كبيرة اليوم فسوف تكون من الماضي غداً أو بعد حين، لذا لا تُطِلْ الزَّمَن في الحزن والنَّكد والهموم؛ لأنَّها ستعود سلباً عليك أولاً، وعلى الطرف الأخر ثانياً، واحرص على ملء أوقات الأسرة بالسَّعَادة لك وللشَّريك الآخر.

شاهد بالفديو: أسس الذكاء العاطفي بين الزوجين

8. على كل طرف أن يكون حريصاً على تجنُّب مواقف تكون مصدر إزعاج أو حساسية للشَّريك الآخر مهما كانت بسيطة.

9. احرص على الاحترام لكل مَن هو ذو علاقة بالطَّرف الآخر، بصرف النظر إن كان يستحق ذلك أم لا؛ فإنَّ الأعور لا يرغب أن يُقال له أعور حتى لو كان ذلك حقيقة.

10. على الطَّرفين تجنُّب المزاح ذي الحساسية.

11. بادِر بإبداء الحُب والتعبير عنه للطَّرف الآخر حتى لو لم يكن موجوداً بالشكل الكامل.

12. احرص على تجديد العلاقة الزوجيَّة بين الحين والآخر، ولو كان ذلك من خلال تجديد بعض مراسم الزواج دون الإشهار أو الرحلات أو كثير من الأمور الأخرى.

13. على أي من الطرفين ألَّا يبخل بالهديَّة للطرف الآخر بين الحين والآخر حتى لو من مال الزوج.

14. على الطرفين أن يحرصا على إخفاء أي مشكلة تحدث بينهما وحلها معاً، وعدم الحديث عنها لأي أحد آخر؛ فإنَّ إفشاء أسرار البيوت قد يزيد المشكلات تعقيداً ويَحُد من فُرَص حلها، ويُقلل أوقات السعادة.

15. إنَّ الحُب بعد الزواج ينتقل من حب العاطفة إلى حُب العِشْرة والمعاملة والود والاحترام، ولا بأسَ مِن تجديد الحُب العاطفي بين الحين والآخر.

إقرأ أيضاً: 4 نصائح تساعد على نجاح الحياة الزوجيَّة

في الختام:

بعد الاطلاع على كل ما سبق يمكن لنا أن نستنتج أنَّ سلامة العلاقة الزوجية وأسس بنائها الصحيح قائم في الأساس على مبدأ تلافي التركيز على الأخطاء، وانتظارها، إضافة إلى وجود تنازلات من قبل الطرفين، والعنصر الأهم من عناصر نجاح العلاقة الزوجية هو وجود مهارات تواصل صحيحة بين طرفي العلاقة الزوجية.




مقالات مرتبطة