لماذا يواجه أرباب الأعمال صعوبة في التفويض؟

يجد بعض أرباب الأعمال صعوبةً في تفويض مهام معيَّنة لموظفيهم، ولا يعني هذا أنَّهم لا يثقون بهم؛ ولكنَّهم في بعض الأحيان يتجاوزون سُلطات الموظفين ويتَّبعون أسلوب الإدارة التفصيلية؛ فلا شك أنَّ تقويض سلطات الموظفين يثير استياءهم ويجعلهم يُحِسُّون بالإحراج وبأنَّهم لا يسيطرون على أعمالهم.



يكون الوضع أسوأ بالنسبة إلى الموظفين الأدنى مرتبة؛ فيشعرون بالارتباك، وأنَّهم عالقون بين مطرقة ربِّ العمل وسندان مديريهم، وليست لديهم فكرة عمَّن يجب تنفيذ تعليماته، ولا يعي رب العمل هذا مَغبَّة تصرفاته والمشكلات التي يسببها لشركته. تتكرر مِثل هذه المشاهِد كلَّ يوم في جميع أنواع الشركات والمؤسَّسات، ويرجع السبب في ذلك إلى جهل الشخص المسؤول كيفية التفويض، أو لأنَّه لا يرغب في القيام بذلك بصورةٍ حسنة.

إنَّ تعلُّم كيفية التفويض أمر بسيط من الناحية النظرية، وللقيام بذلك بفاعلية، عليك أن تأخذ بالحسبان فِعْل ثلاثة أمور:

  1. اختر الشخص الذي تريد تفويضه، واشرح له أولاً الوظيفة التي تريد القيام بها، ومتى وكيف تريد القيام بها ثانياً.
  2. ناقِش معه كيفية التخطيط للقيام بذلك، وأجِب عن أيَّة أسئلة تخطر له.
  3. دعه يتولى هذه المهمة.
إقرأ أيضاً: أهمية تفويض القيادة، وكيفية تفويض المهام على نحوٍ صحيح

لا يخفى على أحد أنَّ تطبيق هذا عمليَّاً يُعَدُّ أمراً صعباً، حيث يرجع السبب في مواجهة أرباب العمل والمدراء صعوبةً في التكليف أو التفويض إلى مسألة أساسية واحدة هي عدم القدرة على عدم التدخل وترك الأمور وشأنها، فلدى جميع البشر هذا الخوف المتجذر الذي يقودنا للشعور أنَّنا إن تركنا الأمور وشأنها فقد نفقد السيطرة، وتكون عواقب ذلك وخيمةً.

لكن قبل أن تدَع هذا الخوف يسيطر عليك، تذكَّر عدد المرات التي حمَّلتَ فيها نفسك فوق طاقتها، وارتكبتَ أخطاء بسبب ذلك، وكم مرة قضيتَ ساعات إضافية في المكتب لمجرد القيام بشيء كان من الممكن أن يتعامل معه أحد العاملين لديك بسهولة، وعن كمِّ الضغوط التي يمكِنك إزاحتها عن كاهلك إذا تركتَ الأشخاص الذين وظفتَهم يؤدُّون عملهم دون أن تتدخل.

عندما يتمكن القائد في العمل أو المؤسسة من معالجة هذا القلق ليحُول دون فقدان السيطرة عن طريق تفويض الآخرين بما يجب القيام به تماماً، حيث يؤدي ذلك إلى نمو حقيقي. إذاً، على أرباب العمل أن يتعلموا التراجع قليلاً وعدم الانجرار وراء الإدارة التفصيلية وإلا سيُلحقون الضرر بأنفسهم وموظفيهم وشركاتهم.

 

المصدر




مقالات مرتبطة