لماذا ينبغي عليك السعي لتحقيق أهداف كبيرة؟

خلال فترة الركود الكبير في أواخر العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، كان مايكل هايت (Michael Hyatt) يدير شركة توماس نيلسون للنشر (Thomas Nelson Publishers) ولأنَّ هايت هو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة مايكل هايت وشركاه (.Michael Hyatt and Co)، فهو لم يواجه الاقتصاد المنهار فحسب، وإنَّما واجه الاضطرابات الشديدة التي كانت تشهدها صناعة الكتب.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن مات كروسمان (Matt Crossman)، والذي يُحدثنا فيه عن تجربته الشخصية في السعي لتحقيق أهداف كبيرة.

كان مايكل هايت (Michael Hyatt) يشعر بالخوف الشديد، وكما ذكر في كتابه "سينقذ رواد الأعمال العالم" (Entrepreneurs Will Save the World): "في وسط الأزمة، التقيت بالكوتش التنفيذية إيلين (Ilene)، والتي سألتني سؤالاً غيَّرَ كل شيء بالنسبة إليَّ: ما هي الفرص التي توجِدها هذه الأزمة؟".

إذا انتهى عام 2020 ولم تعالج المشكلات في أي مجال، فمن المتوقع حدوث المزيد من الفوضى في عام 2021، وسنُحِسُّ بالإرهاق كل يوم، وإذا كنت تتساءل عن نفس الشيء، يقترح علينا هايت العثور على إجابة من خلال البحث في سلسلة من الأسئلة، والتي تتضمن:

  • كيف يمكنك أن تكون في موقع فريد لمساعدة العملاء؟
  • كيف يمكن لمنتجاتك أو خدماتك حل المشكلات التي يواجهها العملاء الآن؟
  • ما هي الشراكات أو التحالفات التي ستساعدك في خدمة عملائك؟

ستقود الإجابة عن هذه الأسئلة رواد الأعمال إلى تحديد أهداف جديدة وكبيرة في عام 2021؛ وسيفيدني ذلك على الأقل، فأنا أستعدُّ لتحوُّلٍ كبير، ولا أدري ما هو وإذا ما كان سينجح، لكنَّني مهتم كثيراً بإجراء التحول؛ كل ذلك بفضل الدروس المستفادة من رحلة التجديف السيئة على نهر المسيسيبي (Mississippi River) التي حدثت في شهر تشرين الأول.

إقرأ أيضاً: 8 مهارات أساسية يحتاجها رواد الأعمال لتحقيق النجاح

في ذلك اليوم كانت الجزيرة تلوح أمامي في الأفق، حيث أخذ صديقي جون زورقه إلى الجانب الشرقي واختفى بعيداً، أما أنا سمحت للمياه أن تجرفني إلى الجانب الغربي بالقرب من الضفة، حيث لم أكن أملك الطاقة أو الإرادة لأُجدِّف بنفسي إلى جانب صديقي، وبدلاً من ذلك سمحت للمياه بسحبي؛ في اليوم الثالث والأخير من رحلة قوارب التجديف، كنت قد هُزِمتُ تماماً؛ حيث إنَّني توقفت عن التجديف، وبدأت المياه تدخل إلى القارب، فبدأ بالالتواء والانحراف.

أذكر حينها أنَّني كنت غاضباً من النهر ومن كل مَن اخترع قوارب التجديف، ومن نفسي لأنَّني أقحمتُ نفسي في وضع كان عليَّ أن أتخلى عنه.

"لا تستسلم أبداً"، نصيحة تجارية سيئة، ومع ذلك ما زلت أكره الاستسلام؛ فقد شعرت وكأنَّني خذلت صديقي، وجعلت من نفسي أضحوكة لاعتقادي بأنَّني أستطيع التجديف في نهر المسيسيبي.

أحد الأسباب الذي جعلني أقوم برحلات كهذه هو أنَّ تحمُّل المصاعب في منتصفها يجهزني لتحمل المصاعب في بقية حياتي، فقد تعلمت أنَّه إذا كان بإمكاني الاستمرار في ركوب الدراجة أو التنزه بعد رغبتي في الاستسلام، فيمكنني القيام بعملي بالإصرار نفسه؛ حيث أُخبِر نفسي في رحلات المشي: سأمشي خطوة أخرى، وفي جولات ركوب الدراجات: هناك ميل إضافي واحد؛ أما في العمل أحول ذلك الاستسلام إلى مكالمة هاتفية أخرى، أو كتابة مسودة أخرى، أو تحضير عرض تقديمي إضافي، أو أيٍّ كان.

لكنَّ هذا كان مختلفاً؛ فقد كانت تجربة نهر المسيسيبي من المصاعب التي لم أستطع تحملها، فقد كان التيار قوياً جداً، وكانت القوارب من حولي كبيرة جداً، وكانت الرياح شديدة جداً؛ ولم أستطع التجديف بشكل مستقيم مدَّة ثلاثة أيام، وفي النهاية تخليت عن المحاولة، وفشلت ولم أُجدِّف تجديفةً واحدةً إضافية.

في الأيام التي تلت الرحلة، أخبرت أصدقائي عن مدى انزعاجي من عدم قدرتي على الاستمرار في قيادة قرب التجديف في الاتجاه الذي أريده لأكثر من بضع دقائق، وأخبرتهم أنَّني محبط لأنَّنا اضطررنا إلى إنهاء أهداف وجهَتِنا لعدم تمكني من الوصول إليها، وأخبرتهم أنَّها كانت رحلة فاشلة؛ لكنَّهم كانوا رائعين، وأخبروني بأنِّي أبالغ في حزني ولا داعي لذلك.

نصيحة من محترف "ابحث عن أصدقاء من هذا النوع":

بمجرد أن هدأ غضبي، وبعد الحديث الصريح مع أصدقائي، رأيت أنَّه لا يزال هناك الكثير من المرح في تلك الرحلة؛ حيث خيَّمنا أنا وجون ليلتين على ضفاف نهر المسيسيبي وتحدثنا وضحكنا طوال الليل؛ وما زلت أروي الكثير من القصص عن الرحلة، بما في ذلك هذه القصة، وحتى لو لم تكن كما تصورتها أساساً؛ حيث كان من المفترض أن تدور هذه القصة حول تعلم مهارات جديدة؛ والمشكلة الوحيدة أنَّني لم أتعلم أي شيء.

شاهد بالفديو: المبادئ 12 لتحقيق أهداف النجاح

نصيحة من مُجرِّب "لا تحاول تعلُّم التجديف على نهر المسيسيبي":

وجدت فيما بعد أنَّني تمكنت من إجراء تحول كبير في حياتي بفضل هذه الرحلة على الرغم من أنَّها لم تكن كما أردتها، وهذا دفعني إلى إعادة النظر في مسيرتي المهنية، وسألت نفسي متى كانت آخر مرة حددت فيها أهدافاً كبيرة تُعادل أهداف التجديف في نهر المسيسيبي بالنسبة إلى عملي ككل؟ الإجابة عن هذا السؤال هي أنَّني لم أفعل ذلك من قبل، وأتمنى تغيير ذلك.

أنا مرتاح تماماً لعرض القصص الصعبة أو التعامل مع المغامرات التي تدفعني للخروج من منطقة الراحة الخاصة بي؛ لكنَّ هذه الأشياء تتضمن إجراءات أمان؛ فعلى سبيل المثال، قمت ببيع قصة قبل بضع سنوات حول قضاء الصيف في محاولة الوصول إلى غاية معينة، حيث لم يكن هناك فرصة للفشل، وكل ما كان علي فعله هو المحاولة؛ ذلك لأنَّني كنت سأكتب القصة سواء حققت هدفي أم لم أحققه؛ ربما لم أكن لأتولى المهمة إذا حصلت على أجري فحسب.

نادراً ما كنت أتحمل مخاطر مماثلة في عملي لعدم وجود إجراءات أمان، والتي يتوجب معرفتها قبل أن نحدد هدفاً لتحقيقه، وهذا ما جعلني متردداً، فكلما فكرت في رحلة القوارب، أتساءل أكثر ما هي الفرص التي فاتني لأكون غير مستعد للمخاطرة بالفشل؟

كتب جيم رون (Jim Rohn): "الحياة أقصر من ألا تحقق أحلامك، وفي نهاية حياتك كل ما يمكنك فعله هو النظر إلى الوراء؛ وحينئذٍ يمكنك أن تشعر بالفرح أو الندم".

ومع اقتراب العام الجديد، أُلقي نظرة إلى ما يمكنني فعله في عام 2021 للاستفادة من هذا الدرس؛ وأتمنى أن تستطيع أنت القيام بذلك أيضاً؛ بالنسبة إليَّ بدأت بوضع قائمة بالمشروعات التي أحلم بإنجازها، مما يعني تدوين الأفكار التي لطالما شغلت تفكيري لسنوات، والتي لم يسبق لي بدء العمل بها.

تتجاوز فوائد السعي لتحقيق أهداف كبيرة أي دعم يمكن أن يوفره الوصول إلى الهدف، وكما كتبت كارولين آدمز ميلر (Caroline Adams Miller) والدكتور مايكل بي فريش (Dr. Michael B. Frisch) في كتابهما "اصنع أفضل حياة لنفسك" (Creating Your Best Life)، والذي أُعِيد إصداره مؤخراً:

"تُظهِرُ نتائج 30 عاماً من البحث حول الرضا عن الحياة أنَّ السعادة تتطلب وجود أهداف واضحة في الحياة تمنحنا إحساساً بالهدف والوجهة التي نسعى إليها.

ونحن عندما نحرز تقدماً في تلبية أهم احتياجاتنا وأهدافنا ورغباتنا في مجالات الحياة الستة عشر التي تساهم في الشعور بالرضا، فإنَّنا نوفر الرفاهية لأنفسنا؛ كما يُظهِرُ بحثنا أنَّه عندما نحرز تقدماً نحو تحقيق أهداف في مجال واحد من مجالات الحياة، فإنَّنا نرفع مستوى الرضا العام عن حياتنا في مجالات أخرى بسبب التأثير الفعال وغير المباشر".

الكلمات الأساسية بالنسبة إليَّ هي "إحراز التقدم"، وقد فاتني ما نتج من تأثيرٍ غير مباشر؛ وقد يسمح لي السعي نحو الأهداف الكبيرة بالتحدث عن تجربة التخييم على ضفاف نهر المسيسيبي والضحك في الليل؛ وسأحتاج إلى تذكير نفسي بذلك مراراً وتكراراً لأنَّني حددت هدفين يتعين أن أجري لهما تحولاً كبيراً وأن أحاول إقناع نفسي بمتابعتهما حتى لو فشلت.

أنا لست مستعداً لأذكر ما هي هذه الأهداف بعد، لكنَّها لن تتضمن قوارب التجديف أو نهر المسيسيبي.

 

المصدر




مقالات مرتبطة