لماذا يكره الناس وظائفهم؟ دراسة استمرت 15 عاماً تكشف لنا السبب الأبرز

لا يُعَدُّ بلوغ المسار المهني الذي يجعلنا نشعر بالرضا والنجاح أمراً سهلاً، ومما يجعل الرحلة نحو بلوغ هذا المسار صعبةً جداً هو أنَّ ذلك ليس من ضمن الأشياء التي يعلموننا إياها في المدرسة.

وقد كرَّسْتُ الـ 15 عاماً الماضية من حياتي لدراسة الفجوة العميقة التي يشعر الناس بأنَّها موجودة بينهم وبين وظائفهم وكانت النتائج التي توصلت إليها مزعجة.



وبما أنَّنا نقضي ثلث أيامنا (أو أكثر) في العمل فإنَّ العمل يُحدّد هويتنا كأشخاص، فحينما لا نكون سعيدين في العمل تتضرّر جوانب حياتنا الأخرى، ومع ذلك يقول 70% من العمَّال أنَّهم لا يشعرون بالرضا عن خياراتهم المهنية وأنا أعتقد بأنَّنا نعاني من وباءٍ خطير.

كم مرةً سمعْتَ عن أناسٍ انتهى بهم المطاف بالمرض، أو الاكتئاب، أو الطلاق، أو إدمان المخدرات لأنَّهم لم يكونوا راضين عن مهنهم؟ فماذا لو أحبوا مهنهم عوضاً عن ذلك؟ ألا يمكن أن يؤثر تحسن سلوكنا تحسناً كبيراً تجاه العمل على صحة مجتمعنا وسلامته؟

لقد تعاملتُ مع الآلاف من التحديات التي تواجه الأشخاص في مهنهم وتبين أنَّ واحداً من أسباب شعور الناس بعدم الرضا عن أعمالهم هو الأكثر شيوعاً بين الأسباب جميعها وهو ما يُدعى الإدمان على تلقي المديح.

لقد دُرِّبنا على البحث عن المُحفّزات كالدرجات الجيّدة، واللصاقات، والكؤوس، والمديح بكل تأكيد، والأهم من ذلك أنَّنا نحب أن نحظى باحترام الناس ونرغب في أن نثير إعجابهم إذ يمنحنا ذلك شعوراً مؤقتاً بالسعادة.


اقرأ أيضاً:
8 علامات تدل على أنك تحب عملك


المشكلة أنَّنا نتّخذ اختياراتنا المهنية في نهاية المطاف من أجل إثارة إعجاب الناس الآخرين بحيث نستطيع أن نشعر بجرعة التقدير العابرة تلك، وننسى في خضم ذلك ما يجعلنا سعيدين سعادة حقيقية. فيزداد شعورنا بعدم السعادة مع كل انتقالٍ نعيشه على الصعيد المهني، وكلما حاولنا أن نثير إعجاب الآخرين ازداد شعورنا بالإحباط؟

إذا كنت لا تصدقني فدعني أطرح عليك هذا السؤال البسيط:

ماذا تعمل؟

تُعَدُّ هاتان الكلمتان السبب الذي يجعل العديد من الناس يشعرون بعدم الرضا عن المهن التي يمارسونها، إذ يرغب معظم الناس في أن يجيبوا بشيءٍ يثير الإعجاب وأن يحترم الآخرون ما يقومون به. لماذا ذلك! مع كوننا بشراً فإنَّ ثمَّة سبباً وجيهاً يجعلنا نهتم بكيفية تلقي الإجابة من الآخرين. فنحن نعلم أنَّ الشخص الذي يسمع الإجابة سيبدأ بإصدار الأحكام علينا، لأنَّنا نصدر أحكامنا أيضاً على الأشخاص من خلال الأعمال التي يخبروننا أنَّهم يمارسونها.

وهنا تكمن المشكلة، فإذا لم توقف إصدار الأحكام على الأشخاص وفقاً لما يعملونه فلن تتحرّر من إصدار الأحكام بحقك، الجيّد في الأمر هو أنَّك إذا استطعت تحرير نفسك من هذه العادة السيئة فإنَّك تستطيع في نهاية المطاف تركيز الاهتمام على التحفيز الداخلي أثناء العمل وهو الأمر الذي سيجعلك تشعر بالتفاعل والسعادة.


اقرأ أيضاً:
9 أمور تجعلكَ سعيداً في عملك


تشكِّل ممارسة العمل المناسب لك حالةً ذهنيةً تغيّر حياتك، واسأل أيَّ شخصٍ تُكِنّ له الاحترام ويمتلك رضاً عميقاً عن مهنته وسيخبرك أنَّ ارتباطه بالعمل هو ما يجعله سعيداً إلى هذه الدرجة، ويحفزه نحو عدم الاستسلام، ويؤدي إلى بلوغه مستوياتٍ أعلى من النجاح والرضا.


المصدر




مقالات مرتبطة