لماذا يُقرّبك طلب النصائح من الآخرين؟
هل سبق لك أن طلبت النصيحة؟ إذا لم تفعل ذلك سابقاً، فينبغي عليك القيام به؛ إذ إنَّ طلب النصيحة هو أحد أفضل الحيل الحياتية؛ وذلك لأنَّه يساعدك على تعلُّم أشياء جديدة وعلى التواصل مع الناس، ويغفله الناس كثيراً؛ لذا استمر في القراءة للحصول على مزيد من النصائح عن كيفية تقوية الروابط عن طريق طلب النصيحة.
لماذا يجب عليك الحصول على نصيحة؟
بينما نطلب عادةً النصيحة فقط من الأشخاص الأقرب إلينا، تكمن قيمة هائلة في طلب النصيحة من الأشخاص الذين نريد التقرب منهم؛ إذ إنَّ قوة الترابط التي تتعزز عند طلب المساعدة من شخص ما أمر رائع للغاية؛ فيمكنك استخدامها لتحويل العدو إلى صديق.
هذا ما يُعرَف باسم "تأثير فرانكلين" (Franklin Effect)، وينص على أنَّه عندما تطلب المساعدة من شخص ما، فيزيد إعجابه بك ومن ثم يرغب في مساعدتك أكثر. توصَّل "بنجامين فرانكلين" (Benjamin Franklin) أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة إلى هذه النظرية بعد أن واجه صعوبة في التعامل مع سيناتور منافس لم يستطع التوافق معه؛ وعندما سمع أنَّ منافسهُ قارئ شغوف ولديه كتاب نادر كان مهتماً هو بقراءته، طلب منه الكتاب وقرأه وأعاده مع رسالة صادقة أعرب فيها عن تقديره لسماحه له باستعارته، وبعد ذلك أصبح الاثنان أصدقاء مقربين.
على الرغم من أنَّ طلب استعارة الكتاب كان طلباً بسيطاً، ولكنَّه حقق شيئين هامين:
- أظهر أنَّ فرانكلين كان لديه شيء مشترك مع منافسه؛ وبالمثل عندما تطلب النصيحة، فهذا يشير إلى وجود اهتمام مشترك مع الشخص الآخر.
- لقد وضع ذلك منافس "فرانكلين" في وضع يُمكِّنه من مساعدته، فنحن كمخلوقات اجتماعية نشعر بالرضى عندما نساعد الآخرين، وتلك المشاعر الإيجابية تؤسس الروابط.
يثبت تأثير "فرانكلين" أنَّ سؤال شخص ما عن موضوع يهتم به؛ يمكن أن يغير علاقتك به.
الحصول على أقصى استفادة من طلب النصائح:
إنَّ طلب النصيحة ليس بالأمر الصعب، ولكن توجد بعض الأشياء التي يجب أن تضعها في حسبانك للحصول على أفضل استجابة ممكنة:
1. جعل الأمر شخصياً:
لتعزيز قوة الترابط التي سينشِئها طلبك، أخبر الناس عن سبب اختيارك لهم لطلب النصيحة منهم؛ فكلَّما زاد ما يمكنك إضافته، كان ذلك أفضل.
وفيما يأتي بعض الأمثلة:
- يكون لديهم أسلوب قيادة يعجبك.
- لقد أنجزوا شيئاً ما تحاول تحقيقه.
- لقد ساعدتك آراؤهم في الماضي خلال المواقف الصعبة.
يتيح لك إخبارهم بسبب رغبتك في الحصول على نصائحهم بأن تبدأ طلبك بإطراء يُظهِر أنَّك تقدر رأيهم.
2. طرح سؤال أكثر تحديداً:
على الرغم من أنَّ الناس عادةً ما يكونون أكثر من سعداء لتقديم النصيحة، إلَّا أنَّهم مشغولون أيضاً ولا يملكون الوقت لتضييعه على أسئلة غامضة ومربكة؛ لذا قبل طلب النصيحة ضع هذه القواعد في الحسبان:
- لا تطلب نصيحة عامة.
- لا تستغل معرفة الشخص للحصول على المعلومات.
- لا تسأل عن موقف افتراضي.
من المرجَّح أن يقدم لك الناس النصيحة التي تحتاج إليها إذا كنتَ تستهدف شيئاً محدداً، وفيما يأتي بعض الأمثلة عن الأسئلة المحددة التي يمكنك تعديلها وفقاً لموقفك:
- كيف ستتعامل مع "مشكلة معينة تعاني منها"؟
- أنا أعاني من "المشكلة التي تعاني منها"، وأعتقد أنَّ "الفكرة" قد تكون حلاً، ما هو رأيك؟
- تلقيت "وصفاً لرسالةٍ صعبة"، هل لديك أيَّة نصيحة عن كيفية الرد؟
3. التعبير عن امتنانك:
بعد أن يقدم لك أحدهم النصيحة اشكره على آرائه القيِّمة وأخبره كيف تخطط لتطبيق نصائحه، فغالباً ما ينسى الناس الجزء الثاني، ولكنَّه حاسم لبناء العلاقات كذلك؛ لأنَّه يُظهِر أنَّك تقدِّر وقته وخبراته.
4. المتابعة بالفعل:
بعد التصرف بناءً على نصيحة شخص ما، أخبره بمدى نجاحها؛ حيث يمنحه ذلك شعوراً بالفخر بإنجازاتك ويسمح لكما بالترابط بناءً على نجاحك.
إذا لم تنجح نصيحته، فتابع واشكره على آرائه مرة أخرى وشاركه ما تعلمته من تجربة نصائحه التي لم تنجح أو من موقفك حتى يعرف كيف انتهى الأمر.