لماذا يعد العمل من المنزل مفيداً لصاحب العمل والموظف؟!

تعني عبارة "الذهاب إلى العمل" بالنسبة إلى كثيرٍ من موظفي القرن الواحد والعشرين: النهوض من الفراش، والجلوس خلف طاولة المطبخ، ومن ثمَّ تشغيل اللابتوب؛ فلا يلقون بالاً للتنقل، ولا حتَّى لزي العمل الرسمي والثرثرة والأحاديث الجانبية في المكتب. هذا هو فحوى العمل في قرننا هذا.



لاقت فكرة فسح المجال للموظفين للعمل من خارج أماكن العمل في الشركات قبولاً كبيراً في كافة أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك وفقاً لخدمة (FlexJobs) للعمل عن بعد، والتي وظيفتها ربط العاملين عن بعدٍ بأرباب العمل.

وحتَّى الآن، هذه ليست سوى البداية، إذ تنبَّأت دراسةٌ حديثةٌ أجرتها شركة (Owl Labs) أنَّه بحلول عام 2025 ستعمل نصف القوى الأمريكية العاملة عن بعدٍ ولو بشكلٍ جزئيٍّ في كلِّ أسبوع، كما يَتوقَّع 42٪ من هذه القوى العاملة -ممَّن يعملون حالياً عن بُعدٍ- زيادة حجم العمل الذي يقومون به عن بعد على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وفي ظلِّ الاقتصاد الذي يشكِّل فيه العاملون عند الطلب -المستقلون، والمتعاقدون، والعاملون لحسابهم الخاص، وما شابههم- أسرع حصةٍ متناميةٍ من القوى العاملة، أصبحت ترتيبات مساحة العمل غير التقليدية أمراً روتينياً.

فيما عدا ذلك، فإنَّ كوكبةً من الشركات الريادية في مختلف المجالات رحَّبت بمفهوم العمل عن بعد، كما أكَّد بعض الخبراء أنَّه مع نهاية العام الحالي فإنَّ 19% من القوى العاملة سيكونون عمَّالاً مؤقتين (بدون تأمين وظيفي، دوام جزئي، الراتب نسبة من الإنتاج).

على أيِّ حال، إنَّ تلك التَّوقعات كانت قبل احتمالية انتشار الوباء العالمي (فيروس كورونا المستجد) وارتفاع نسبة العمل عن بعد، والذي كان من المتوقَّع أن يتبع مساراً أسلس إبان انتشار الفيروس الجديد الذي يهدِّد حياة ملايين الناس حول العالم، ويتسبِّب بإغلاق المدارس، وشلِّ حركة المرور والمواصلات ومرافق العمل؛ حيث من الممكن أن تنتشر العدوى وتنتقل من شخصٍ إلى آخر وسط هذه التجمعات.

إقرأ أيضاً: مع انتشار فيروس كورونا: نصائح لإدارة الموظفين عن بُعد في أوقات الأزمات

أضحى إغلاق البلديات والحجر الصحي لأسابيع -سواءً كان ذلك أمراً طوعياً أم بموجب مرسوم- ردَّة الفعل المفترضة والطبيعية للمسؤولين في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط ككل، حيث أُرشِد الناس الأصحاء إلى وجوب الالتزام في المنازل لئلا ينتقل الفيروس إليهم أو يتسبَّبوا هم في نقله، كما وتأهبت المستشفيات؛ ومع ذلك ما زالت الحاجة ملحةً لاستمرار الإنتاج الاقتصادي.

في الوقت نفسه، إنَّ اللبنة الأساسية للعمل عن بعدٍ من المنزل متوفِّرة، من شواغر عملٍ عبر الحاسب والشبكة، وصولاً إلى الهواتف المحمولة والحواسيب الشخصية؛ وجميعها مرتبطةٌ مع بعضها بعضاً بعامل توفِّر خدمة الاتصال.

يقول كيت ليستر (Katte Lister)، رئيس شركة (Global Workplace Analytics): "ما توضِّحه هذه الاستخدامات للشركات: أولاً: أنَّه يمكن إنجاز المهام عن بعد، ثانياً: إنَّ تكيف العاملين مع طبيعة العمل من المنزل جعلت من التغيير أمراً يسيراً".

أظهرت تلك التجربة أنَّ العمل عن بعدٍ قد عاد بالنفع على كلٍّ من الموظفين والمدراء في عدَّة جوانب، نذكر منها:

فوائد العمل عن بعد:

  • يوفِّر الموظف على رب العمل ما يقارب 10.000 دولارٍ في السنة من نفقات مكان العمل وما إلى ذلك.
  • يستفيد المدراء من مواهب وقدرات العاملين لديهم، بغض النظر عن أماكن تواجدهم؛ بينما يأخذ تنوع جغرافيَّتهم -الذي يعدُّ من ركائز تقدُّم الشركة- بالازدياد.
  • ترتفع الروح المعنوية لدى الموظفين إثر تبادل الأدوار والتناوب فيما بينهم، وتنخفض نسبة الغياب عن الدوام؛ كما ينخرطون في جوّ العمل أكثر فأكثر، حتَّى في أثناء العمل من المنزل وبدوامٍ جزئي.
  • تُعدُّ الجدولة المرنة من أولويات العاملين، وهذه ما يعزِّزها العمل عن بعد.
  • يحقِّق العاملون عن بعدٍ دوماً نسب إنتاجٍ مرتفعة.
  • يفسح العمل عن بعدٍ المجال لإشراك العديد من الفئات في العمل، مثل: أولئك الذين يعانون الأمراض المزمنة، وذوي الاحتياجات الخاصة.
إقرأ أيضاً: 10 أمور عليك القيام بها للنجاح في العمل من المنزل

منذ الأزل، وحتَّى أواخر القرن التاسع عشر؛ أُنجِزت أعمالٌ كثيرةٌ من المنزل، أو على بعد مسافةٍ قصيرةٍ منه. بالطبع، كان ذلك قبل عصر الإلكترونيات ووسائل التواصل الحديثة، لكنَّ فكرة العمل عن بعدٍ قد أُسِّس لها، وكان لوباء الكورونا في يومنا هذا يدٌ طائلةٌ في إعادة إحيائه.

 

المصدر




مقالات مرتبطة