لماذا يعد اتخاذ إجراء أمراً صعباً؟

توجد مناسبات معينة تجعلك تفكر في ماضيك، مثل أعياد الميلاد، واحتفالات الذكرى السنويَّة، والأعوام الجديدة، وغيرها من الأحداث الهامة التي تجعلك تتأمل في أمرها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون تايلر ترفورين (Tyler Tervooren)، ويُحدِّثنا فيه عن أنَّنا كلما تقدمنا في السن، شعرنا أنَّ العام أصبح أقصراً.

عندما تفكر في كل الأشياء التي حدثت في حياتك منذ الحدث الأخير، من الممكن أن تلاحظ أنَّها بدأت بالاندماج معاً؛ أي تشعر أنَّ الأشياء التي حدثت قبل عام أو أكثر كأنَّها قد حدثت في الأمس.

في بداية العام الجديد، يفكِّرُ الناس في جميع أنحاء العالم - بمن فيهم أنا - في العام الذي مضى، ويضعون خططاً للعام المقبل، لكن من الأخطاء الكبيرة التي تُرتَكب في كثير من الأحيان هي وضع هدف كبير أو الالتزام بمجازفة كبيرة ستبدأ بها في وقت لاحق.

لا يوجد خطب أساساً في "الوقت اللاحق"، لكن عليك أن تعطي الأولوية لحياتك فتوجد بعض الأشياء التي لا تناسبك الآن، ولكن كلَّما تقدمت في السن، أصبح القيام بشيء ما في "وقت لاحق" أكثر صعوبة؛ إذ يتعلَّقُ الأمر بعلم النفس البشري وتجربتنا مع الزمن.

إنَّ العام هو دائماً عبارة عن 365 يوماً، ولكن مع تقدُّمك في السن، يصبح كل عام أقصر من الذي قبله، سوف أتحدث عما أعنيه بهذا الكلام وما يمكنك فعله حيال هذا الأمر.

العام بالنسبة إلى الحياة طفل وجدِّه:

سوف أتحدث عن طفل يدعى تيمي (Timmy) وجدِّه، كان تيمي قد بلغ من العمر خمس سنوات، وكانت أكبر أمنياته هي الذهاب إلى مدينة الألعاب التي تدعى ديزني لاند (Disneyland)، لقد كانت هذه الفكرة في رأسه منذ أن كان يبلغ من العمر أربع سنوات ونصف، وانتظر إلى أن حان عيد ميلاده لكي يطلب الذهاب.

لقد سمع جده أنَّ تيمي يرغب في الذهاب إلى ديزني لاند؛ لذلك قرر اصطحابه إليها، ولكنَّ الوقت لم يكن مناسباً؛ وذلك لأنَّ تيمي كان لديه بعض الاختبارات الهامة في المدرسة، وكان لدى الجد بعض المشاريع التي ينبغي أن يعمل عليها؛ لذلك وضع الجد بطاقة لطيفة لتيمي وحزمة مليئة بصور لمدينة الألعاب وكتب عليها: "أعدك أنَّنا سنذهب إلى ديزني لاند في العام المقبل".

لكن عندما قرأ تيمي ما كتب له جده، صُدم تماماً؛ وذلك لأنَّه شعر أنَّه سيمضي وقتاً طويلاً جداً حتى يأتي العام المقبل، ولكنَّ الجد شعر بالارتباك فبالنسبة إليه العام المقبل قريب جداً؛ إنَّ كلَّاً من تيمي وجده لهما منظورين مختلفين تماماً؛ إذ إنَّ تيمي لا يبلغ من العمر إلا خمس سنوات، وبالنسبة إليه مطالبته بالانتظار لمدة عام تشبه مطالبته بالانتظار لمدى الحياة.

لكنَّ الجد يبلغ من العمر ستون عاماً، فقد عاش أكثر من تيمي بكثير، وبالنسبة إليه الانتظار لمدة عام أمراً سهلاً ولا يعده فترة طويلة؛ إذ يشعر وكأنَّه يمكنه أن يأخذ قيلولة ويستيقظ في العام المقبل.

شاهد بالفيديو: 8 خطوات عملية لاتخاذ القرارات الصعبة في الحياة

كن حكيماً كرجل عجوز وغير صبور كطفل صغير:

يُقال: "يضيع الشباب في عمر الشباب"؛ إذ كلَّما تقدمت في السن، يصبح من الأسهل اكتشاف الأخطاء التي يرتكبها الشباب في أثناء تعلُّمهم للتعامل مع العالم، وقد تتمنى لو كان بإمكانك أن تعود قليلاً في حياتك وأن تعيشها مرة أخرى، لكن هذه المرة مع كل المعرفة التي اكتسبتها على مر السنين؛ إذ إنَّ العيش في الماضي يضيع كل الفرص التي تمر عليك - بشكل أسرع - مع تقدمك في السن.

إنَّ الشباب لا يضيع في عمر الشباب، فبصرف النظر عن عمرك، يوجد درس هام يمكنك تعلُّمه من الشباب الذين يمكنهم مساعدتك على تحقيق أحلامك: خفف من صبرك، لكن طبِّق هذا الدرس بسنوات حكمتك التي جاهدت للوصول إليها، ولا تكن صبوراً إلا عندما يكون ذلك ضرورياً.

تتمثل إحدى مآسي الحياة في أنَّ صبر الشباب ينفد بسرعة عندما يكون أمامهم عمراً كاملاً لاكتشاف الأمور، أمَّا الكبار في السن ينمُّون صبرهم عندما لا يبقى من العمر متسع؛ إنَّ الصبر هو فضيلة في كثير من الحالات، ويجب التحلِّي به لكي لا تقوم برد فعل لا داعي له في حالات معينة.

لكن عندما يكون لديك شيء كبير وهام، وينبغي عليك القيام به فسيدفعك الصبر إلى تأجيل الأمر حتى فوات الأوان، فهذه الأشياء تستغرق وقتاً، والوقت يمرُّ بسرعة هائلة؛ لذا عندما يتعلق الأمر بأحلامك وأهدافك والمجازفات التي تريد القيام بها، كن حكيماً مثل رجل عجوز، وغير صبور مثل طفل صغير.

إقرأ أيضاً: خطأ الأشخاص الأذكياء: الشروع في اتخاذ الإجراءات مقابل اتخاذها فعلياً

في الختام:

مهما كنت تبلغ من العمر، فإنَّ العام سيبدو وكأنَّه فترة زمنية طويلة، لكنَّه ليس كذلك؛ فالسرعة التي تمر بها هذه الأيام تزداد سرعة كل عام.

في كل احتفال بالعام الجديد، يجعلك التفكير في أنَّ يومك كان طويلاً بشكل لا يطاق - كما لو كان لديك كل الوقت في العالم لتفعل ما تريد - تشعر أنَّ اليوم أو الغد أو أي يوم آخر من أيام هذا العام، سيكون مختلفاً؛ لذا إذا كانت لديك مجازفة تريد القيام بها هذا العام - شيء من شأنه أن يغير حياتك - فابدأ الآن، واغتنم اليوم ولا تتردد، فسوف يحلُّ الغد بشكل أسرع مما حلَّ به اليوم.

المصدر




مقالات مرتبطة