لماذا يزدهر القادة في أثناء الجائحة ولا يزدهر الموظفين؟

في حين أنَّ العديد من العمال مرهقون بسبب الجائحة، لكنَّ هذا ليس هو الحال بالنسبة إلى غالبية قادة الشركات. وفقاً لاستطلاع "مؤشر اتجاهات العمل" الذي أطلقَته شركة مايكروسوفت (Microsoft) حديثاً، فإنَّ 61% من قادة الأعمال يقولون إنَّهم ينجحون في الوقت الحالي، بينما يقول 38% فقط من الموظفين الذين ليست لديهم سلطة اتخاذ القرار الشيء نفسه.



أُجرِي الاستطلاع العالمي، الذي ضمَّ أكثر من 31 ألف موظف بدوام كامل أو يعملون لحسابهم الخاص، من مجموعة متنوعة من المجالات في 31 دولة، بما في ذلك "الولايات المتحدة" (United States) و"كندا" (Canada) و"البرازيل" (Brazil) و"الصين" (China) و"كولومبيا" (Colombia)، وقد نُشِرَت نتائجه.

كان قادة الأعمال في الاستطلاع، أكثر ميلاً إلى أن يكونوا ذكوراً وأقدم في المهنة، ومقارنةً بالموظفين الذين ليست لديهم سلطة اتخاذ القرار، أبلغ هؤلاء عن علاقات أقوى مع الزملاء والقيادة، وعن تقاضيهم أجوراً أعلى، وأخذهم جميع أيام الإجازات المخصصة لهم.

شاهد بالفيديو: السمات الثمانية للقيادة الرشيدة عند الأزمات

يعمل الوضع الراهن لصالح القادة، على عكس الموظفين:

يُظهر الاستطلاع انفصالاً واضحاً بين قادة الأعمال الذين يزدهرون في وظائفهم والعاملين الأصغر سناً؛ حيث قال 60% من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً إنَّهم يعانون الآن في عملهم.

كان هؤلاء الموظفون الذين هم في بداية حياتهم المهنية، أكثر عرضة للشعور بالإرهاق بعد يوم العمل، وواجهوا صعوبة أكبر في التحدث خلال الاجتماعات، مقارنة بما ذكرَته الأجيال الأكبر سناً في الاستطلاع.

  • يقول "جريجوري تال" (Gregory Tall)، مُيسِّر ورشة العمل الذي يقدم الكوتشينغ إلى المديرين: "إنَّ إحدى الديناميكيات التي يمكن أن تفسر هذا الانفصال هي المال".
  • ويقول "تال" (Tall): "هناك فارق في الدخل بين المديرين، وخاصة كبار المديرين، وأولئك الموظفين العاديين، وهذا يؤثر في كل شيء؛ يؤثر في تصورهم للعمل والعدل من حيث مقدار الوقت الذي تقضيه في العمل والحياة خارج العمل، وما يمكنهم تحمُّله".
  • يقول "تال" (Tall): "إنَّه سمع عن الرؤساء الذين ينجحون في العمل عن بُعد، بينما يعاني موظفوهم الأصغر سناً في العمل مع زملائهم في المكتب، ووجود خدمة إنترنت (Wi-Fi) سيئة".

فالأشخاص الذين لديهم المال لامتلاك منزل كبير حيث لا يعرضون أنفسهم والآخرين للخطر، أو منزل آخر يذهبون إليه إذا ساءت الأمور للعيش خارج شقتهم في المدينة، وما إلى ذلك، سوف يؤدون، بقدر ما هم غير سعداء، أداءً أفضل في الجائحة من الأشخاص الذين يعيشون في منزل أصغر حيث لا يتمتعون بالحماية، ولا يمكنهم استعمال سوى وسائل النقل العام للوصول إلى العمل، ويحتاجون إلى العمل لكسب لقمة العيش.

إقرأ أيضاً: 7 مهارات تُميّز القادة الناجحين عن غيرهم
  • تقول "ساندرا سوشر" (Sandra Sucher)، أستاذة في كلية إدارة الأعمال في "جامعة هارفارد" (Harvard Business School): "إحدى مشكلات الجائحة هي عدم التواصل بين العمل الإداري ونوع العمل في الخطوط الأمامية أو العمل الإنتاجي".

وفي حين أنَّ الوضع الراهن قد يكون مفيداً لغالبية القادة، إلا أنَّه في الاستطلاع العالمي قال ما يقارب 1 من كل 5 موظفين إنَّ رب العمل لا يهتم بالتوازن بين العمل والحياة، وقال الغالبية إنَّهم يعملون فوق طاقتهم؛ لذا لا عجب أنَّ 41% من المشاركين قالوا إنَّهم من المحتمل أن يفكروا في ترك رب العمل الحالي خلال العام المقبل.

  • يقول "تال" (Tall) إنَّه لاحظ عدم التواصل بين القادة والموظفين، عندما سمع المديرين يقولون مستغربين: "هذا الشخص استقال فجأة!"، ليأتيهم الرد بأنَّ الأمر كان مفاجئاً بالنسبة إليهم فحسب؛ إذ إنَّ هذا الشخص المستقيل كان يفكر في الأمر منذ أشهر.

فمن خلال تجربته، يقول "تال" (Tall)، "إنَّ الموظفين الذين استقالوا من أجل وظيفة أخرى، يفعلون ذلك لأنَّهم استنفدوا الخيارات الأخرى القابلة للتطبيق والأسهل بكثير، مثل تبديل الفِرق أو العمل في مشاريع مختلفة".

إذا كنت قائداً متفاجئاً بنتائج الاستطلاع هذه، فخذ وقتاً للتفكير في سبب عدم التواصل وكيف يمكن معالجته؛ حيث يقترح "تال" (Tall)، لتسهيل التعامل بصراحة مع الموظفين، الابتعاد عن طرح السؤال الروتيني "كيف حالك؟" وطرح أسئلة أكثر تحديداً، مثل "ما هو التحدي الأكبر الذي تواجهه في العمل من المنزل؟".

  • ثم يقول "تال" (Tall): "بهذه الطريقة، لن يقول الموظفون إنَّ الأمور بخير ونحن نتقدم".

المصدر




مقالات مرتبطة