لماذا لا تحتاج إلى شرح سبب أخذ يوم عطلة؟

أنا واحدة من هؤلاء الموظفين الذين يشعرون بالحاجة إلى "مُبرِّر" لأخذ يوم عطلة من العمل؛ وبسبب ذلك، تميل أيام إجازتي إلى التراكم، ولحسن الحظ أنَّ سياسة "إذا لم تستعمل أيام إجازتك ستخسرها" غير مُتَّبعة في "كاليفورنيا" (California)، ولكنَّها تُتَّبع هذه السياسة في العديد من الولايات؛ لذلك تُضَمُّ أيام إجازتي غير المستعملة إلى العام المقبل.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة "بريتاني وونغ" (Brittany Wong)، والتي تُحدِّثُنا فيه عن تجربتها في عدم حاجتك إلى شرح سبب أخذ يوم عطلة.

وفي كل مرة أطلب فيها يوم إجازة، أميل إلى المبالغة في التبرير فأقول: "سأذهب إلى مدينة "بالم سبرينغز" (Palm Springs) مع أخواتي"، وأكتب في طلب يوم الإجازة ضمن البريد الإلكتروني لمديري: "لدينا زوار قادمون من خارج المدينة وأنا بحاجة إلى الاستعداد؛ لذلك سأستغرقُ نصف يوم إذا كان هذا مناسباً لك"، ولكن كما أشارت تغريدة مستعملة على منصة "تويتر" (Twitter) إلى أنَّه في معظم الحالات هذا التبرير ليس ضرورياً حقاً.

كُتِب في التغريدة التي نُشِرَت في تشرين الأول/ أكتوبر: "عوِّد نفسك على عدم إخبار رئيسك في العمل ما هو سبب يوم إجازتك"، في إشارة إلى الأشخاص الذين يحتاجون مثلي إلى تقليل اهتمامهم المُبالَغ بالعمل، تتفق "كيني دومينغيز" (Keni Dominguez) كوتش مهني واستراتيجي لثقافة مكان العمل، تماماً مع التغريدة؛ حيث إنَّها تعتقد أنَّ هذا صحيح سواءً كنت تطلب من رئيسك في العمل الحصول على يوم إجازة أم أسبوع عطلة.

وقالت "دومينغيز" لموقع "هافبوست" (HuffPost): "إنَّ الطريقة التي تختارها لقضاء عطلتك أو إجازة مدفوعة الأجر (PTO) هي اختيار شخصي ولا تتطلَّب توضيحاً"، وأضافَت: "لا يهمُّ ما إذا كنت تخطط لقضاء عطلة أو قضاء إجازة أو الذهاب في موعد أو زيارة الطبيب أو قضاء بعض الوقت في رعاية طفل مريض أو مجرد قضاء وقت لإعادة شحن طاقتك بعيداً عن العمل، فلقد حان الوقت للاستمتاع وإعادة الشحن والراحة والعودة إلى العمل منتعشاً".

الإجازات المَرَضية والعُطَل والأيام التي تخصصها لشؤونِك الشخصية من حقك؛ وبالنظر إلى التوتر المتزايد الذي تتعرَّض إليه على الأرجح بسبب جائحة "كوفيد-19" (COVID-19)، فمن المحتمل أنَّك بحاجة إلى هذه الإجازة حقاً، حتى لو كنتَ لا تفعل شيئاً فيها، وقالت "دومينغيز": "نحتاج حقاً إلى جعل أخذ الإجازات أمراً عاديَّاً، وألَّا نُشعِر الناس بالذنب لأخذهم إجازة ولا نجعلهم يشعرون بأنَّهم كسالى"؛ إذ يجب أن تقول في الرسالة الإلكترونية شيئاً قصير ولطيف وتوضِّح أنَّك تطلب يوم عطلة، ولكن لا تبالغ في تبريره.

وقالت "دومينغيز": "أُوصي بإضافة "إجازة" أو "عطلة" في عنوان الموضوع مع التواريخ التي تطلبها، وفي نص الرسالة الإلكترونية؛ ما عليك سوى تضمين التواريخ التي تطلبها ومناقشة كيف تخطِّط إلى الاستعداد لقضاء إجازتك"، على سبيل المثال: إذا كنتَ تأخذ إجازة طويلة لمدة أسبوع أو أسبوعين مثلاً، فحدِّد ما يجب إكماله وشارِك خطة عملك مع رئيسك في العمل وأي زملاء في العمل يحتاجون إلى معرفة ذلك.

شاهد بالفديو: 4 طرق للاستفادة من عطلة نهاية الأسبوع والعودة إلى العمل مفعماً بالطاقة

تأكد من تقديم إشعار مسبقاً وخاصة إذا كنتَ تُخطِّط لأخذ أكثر من يوم إجازة، وإذا كانت لديك اجتماعات قادمة هامة، فتأكد من الإشارة إلى المنظِّم وإخباره مسبقاً أنَّه لا يمكنك الحضور في حالة رغبته في إعادة تحديد موعد عند عودتك أو يمكنك عرض إرسال شخص ما مكانك.

"نشعرُ بالذنب بشأن أخذ إجازة؛ وذلك لأنَّه في الثقافة الأمريكية غالباً ما يُنظَر إلى أخذ عطلة أو إجازة مدفوعة الأجر (PTO) والأيام المَرَضيَّة بطريقة سلبية". - "ليزا أوربي أوستن" (Lisa Orbé-Austin)، طبيبة نفسية مُجازة.

ومع هذا النهج، فأنت لا تبالغ في شرح أسباب أخذ إجازة وأنت تبذل العناية الواجبة بالتخطيط لغيابك، وبالطبع الأشخاص المجتهدون - الأشخاص الذين يضعون وظيفتهم في المقام الأول، حتى عندما يعني ذلك تجنُّب الإجازة الشخصية - قد يجدون صعوبة في اتباع هذا النهج الأكثر انسيابية في طلباتهم.

قالت "ميلودي ويلدينج" (Melody Wilding)، كوتش ومؤلفة كتاب "ثق بنفسك: توقف عن التفكير الزائد ووجِّه عواطفك لتحقيق النجاح في العمل" (Trust Yourself: Stop Overthinking and Channel Your Emotions for Success at Work): "في كثير من الأحيان، يجعلنا إسعاد الناس نشعر بأنَّنا مضطرون إلى شرح سبب أخذنا الإجازة".

وقالت: "قد نشعر بالخجل، كأنَّنا لسنا جيدين بما فيه الكفاية أو فاشلين، إذا احتجنا إلى قضاء يوم أو إجازة للصحة العقلية، وهذا ليس صحيحاً"؛ بل إذا كان هنالك تبرير منطقي، فإنَّ أخذ إجازة من أجل صحتك يثبت أنَّك تهتم بشركتك وأدائك.

وقالت أيضاً: "إنَّه استثمار في حياتك المهنية، وليس علامة على التقصير"، فقد نشعر أيضاً بأنَّنا مضطرون إلى إخبار رؤسائنا عن سبب أخذنا لهذا اليوم بسبب التوازن اللامنطقي بين العمل والحياة، وحتى عندما نأخذ أيام إجازتنا، فنحن سيئون في ذلك؛ حيث قال اثنان من كل ثلاثة موظفين إنَّهم يعملون في أثناء الإجازة، وأفاد 23% فقط بأنَّهم أخذوا كل إجازاتهم المسموحة خلال الأشهر الـ 12 الماضية؛ وذلك وفقاً لاستطلاعٍ أجراه موقع "غلاسدوور" (Glassdoor) عام 2017.

الولايات المتحدة هي الدولة المتقدمة الوحيدة في العالم التي لا تؤمِّن يوم أو عطلة قانونية مدفوعة الأجر، وفي الوقت نفسه، تُقدِّم كل دولة في الاتحاد الأوروبي بموجب القانون إجازة مدفوعة الأجر لمدة أربعة أسابيع على الأقل؛ حيث قالت "ليزا أوربي أوستن" (Lisa Orbé-Austin) اختصاصية نفسية مرخصة تركز في مساعدة المهنيين على إدارة حياتهم المهنية: "يمكننا أن نشعر بالذنب بشأن أخذ إجازة؛ وذلك لأنَّه في الثقافة الأمريكية غالباً ما يُنظَرُ إلى أخذ عطلة أو إجازة مدفوعة الأجر (PTO) أو الأيام المَرَضيَّة بطريقة سلبية".

وقالت: "حتى في المؤسسات التي تُقدِّم أيام إجازة غير محدودة مثل: شركة "نيتفلكس" (Netflix) والعديد من الشركات التكنولوجية الناشئة، فمن غير المرجح أن يأخذ الموظفون تلك الأيام"، وتعتقد "أوربي أوستن" أنَّنا بحاجة إلى ثقافة ترى أنَّ قضاء الوقت الذي يمثِّل جزءاً من فرص التعويض الخاص بك أمرٌ طبيعيٌ وصحيٌ، بدلاً من رؤيته على أنَّه مصدر إزعاج لزملائك في العمل أو العملاء أو رئيسك.

وتوافق الخبيرة في مكان العمل "لين تايلور" (Lynn Taylor) على ذلك، وقالت: إنَّ المديرين الجيدين نادراً ما يستجوبون موظفيهم بشأن إجازة شخصية معقولة، باستثناء عندما يشعرون بأنَّ الموظفين يستغلون هذه الفرصة.

وقالت "تيلور" مؤلفة كتاب "ترويض طاغية مكتبك الرهيب: كيفية التعامل مع سلوك المدير الطفولي والنجاح في عملك" (Tame Your Terrible Office Tyrant: How to Manage Childish Boss Behavior and Flavour in Your Job): "في هذه المرحلة، سيكون من المفهوم أنَّ المديرين سيصبحون فضوليين أكثر".

والآن بعد أن قامت المزيد من المكاتب بالانتقال إلى العمل عن بُعد كإجراء احترازي للسلامة من جائحة "كوفيد-19" (COVID-19)، تأمل "تايلور" أن ترى نهجاً أكثر ملاءمةً للإجازة مدفوعة الأجر (PTO) من قِبل المديرين، وقالت: "من الواضح أنَّ الأمر يعتمد على الشخص والشركة ولكنَّ ثقافات العمل هنا تتغير، ولحسن الحظ، لقد كانت الجائحة بمنزلة نقطة جذب لأرباب العمل؛ حيث يدرك العديد منهم أنَّ زيادة التوازن في الحياة العملية والمرونة يمكن أن تعزز الإنتاجية بالفعل".

المصدر