لماذا تكمن السعادة في الأعمال الهادفة؟

نحن نتخيَّل الحياة عندما نفكر بالسعادة خاليةً تقريباً من التوتر، وفي هذا العالم الخيالي لم يعد العمل على مدار الساعة من الأولويات، فلدينا ما يكفي من المال لدفع فواتيرنا والإنفاق على الأشياء الممتعة مثل الإجازات والهوايات.



لكنَّ المفارقة هي أنَّ السعادة تبدو حلماً عندما نعمل يومياً بلا هوادة، ويتطلب الأمر كثيراً من الجهد وكثيراً من الوقت لبناء حياة سعيدة وقبل أن يحدث ذلك عليك أن تختار كلَّ شيء المحاولة والفشل والنهوض مجدداً.

يشرح ديفيد ميلتزر (David Meltzer) أحد المشاركين في تأسيس شركة سبورتس 1 ماركتينغ (Sports 1 Marketing) لماذا تأتي السعادة من العمل الهادف، وكتابه "اتخاذ القرار في أثناء العمل: استراتيجيات عمل مميزة من أهم الأشخاص في مجال الرياضة" (Game Time Decision-making: High-Scoring Business Strategies from the Biggest Names in Sports) مليء بالاستراتيجيات التي تتعلق بنجاح الأعمال والذي يسلط الضوء على اتخاذ القرارات الجيدة، كما أنَّه يعكس وجهة نظره المتعلقة بالسعادة، والتي يصفها بأنَّها نتيجة الانضباط والاستراتيجية.

يقول ديفيد: "لا أحد يريد أن يبدأ، فكم عدد التمرينات التي اقتربت من القيام بها وقلت لا أريد القيام بهذا؟ وبعد ذلك تبدأ بالقيام بها وتكون الدقائق الخمس الأولى سيئة، لكن بعد أن تنتهي منها تشعر بالامتنان والسعادة؟".

الرغبة هي أفضل محفز للسعادة:

تُعدُّ الرغبة في أي شيء نقطةَ البداية لكلِّ السعادة، فإنَّ توقع نتيجة رائعة من الحياة هو ما يضيف معنى لكلِّ ما تفعله، لكنَّ أسعد الناس لا يريدون الأشياء فقط؛ بل إنَّهم يرغبون فيها؛ إنَّهم يتوقون للنجاح الذي يتفوق على واقعهم الحالي وكما يقول ديفيد: "عندما تكون لديك الرغبة في تحقيق ذاتك، فإنَّ هدفك سوف يفوق الألم دائماً؛ أي سيفوق النكسات أو الإخفاقات أو الأخطاء".

إنَّ أول شيء يجب إتقانه في رحلة السعادة هو الرغبة الجامحة، فلا تختر هدفاً لا ترغب فيه حقاً ولست شغوفاً بشأنه؛ بل اختر هدفاً يحفزك على نَيل أسعد حياة بالنسبة إليك.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح لتبدأ نهارك وأنت في قمة السعادة

تحقيق السعادة تدريجياً:

يقول ديفيد: "معظم الناس يخططون لسعادتهم في المستقبل البعيد ويعتقدون أنَّهم سيشعرون بتحسن عندما يبدؤون بأعمالهم أو يتذمرون، ويتمنون أن يتخطوا كلَّ شيء حتى الوصول إلى الجزء الجيد من الحياة؛ إذ يملكون كلَّ ما يريدون، لكن هذا لا يترك كثيراً من الأمل من أجل الوقت الحاضر؛ لذا من الأفضل زيادة فرحة اليوم مع تكوين سعادة طويلة الأمد للمستقبل.

أنا أعتقد أنَّنا يجب أن يكون لدينا قرارات يومية تستند إلى قرارات العام الجديد وأهدافنا الفورية وطويلة الأمد؛ إذ سيساعدنا ذلك على معرفة ما نريد أن نفعله اليوم"، فوضع الأولويات في حياتك كلَّ يوم بيومه سيُبقي التسويف بعيداً، كما أنَّه يحررك لاستكشاف هدفك وتقبل السعادة الحقيقية.

فيما يأتي ثلاث نصائح لتصبح أفضل في تحديد الأولويات:

1. ركِّز على اليوم:

ما الذي تريد أن تجربه وتأخذه وتعطيه بما يتماشى مع أهدافك؟

2. ابحث عن مجتمع يفهمك:

إذ يكون هؤلاء أشخاص على استعداد لمساعدتك وكذلك قبول مساعدتك في نظام بيئي مؤلف من الأشخاص ذوي التفكير المماثل.

3. استخدم الأدوات العملية:

مثل الانضباط والاستراتيجية والوعي للوصول إلى أهدافك.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات سهلة للحصول على السعادة الأبدية

لا تقلل من شأن النوم:

إنَّ السعادة مرتبطة بالنوم أكثر ممَّا نعتقد ولا أحد يعترف بذلك، لكنَّ الإرهاق المزمن - حتى النوع الذي ينتج عن ريادة الأعمال - هو عامل يعوق السعادة؛ فأنت لا تشعر بأنَّك في أفضل حالاتك، ولأنَّك لا تملك الطاقة فإنَّك لا تتعامل مع أولوياتك بالطريقة التي خططت لها.

يقول ديفيد: "يجب أن يركز رواد الأعمال على قضاء ليالٍ أفضل وليس على الفترات الصباحية ذات الروتين المتعب؛ ففي النهاية ما المفيد في الروتين الصباحي إذا كنت متعباً جداً لدرجة أنَّك لا تستطيع القيام به؟ لا بدَّ أنَّك سمعت سابقاً أنَّ الناس العظماء كلَّهم لديهم روتين صباحي مضني، لكنَّ هذا الكلام خاطئ؛ فالناس العظماء لديهم روتين للاسترخاء؛ فهم يبدؤون غدهم من اليوم، وقد وضعوا أنفسهم في وضع يتيح لهم التعافي والاسترخاء".

إنَّ الاسترخاء في الليل يعني أن تكون واعياً، وهو فهم أنَّ شرب القهوة ومشاهدة التلفاز في السرير سيؤدي إلى اضطراب نومك، وكذلك هو إدراك أنَّه من الأفضل إجراء المحادثات الجادة في الصباح عندما تكون أكثر نشاطاً.

إقرأ أيضاً: 7 طرق مثبتة علمياً تؤكد فوائد النوم والاستيقاظ باكراً

في الختام:

إنَّ السعادة هي أشياء كثيرة، لكنَّها لا تأتي بلا مجهود وكلَّما كنت شغوفاً بما تفعله أصبح من السهل التوفيق بين رغباتك والعادات التي تجعل الأحلام حقيقة.

المصدر




مقالات مرتبطة