لماذا تشعر أنَّك مقيدٌ في عملك بعد أن تبقى فيه مدة طويلة!

على الرغم من أنَّنا مخلوقاتٌ تتحكم العادات بحياتها إلَّا أنَّ عاداتنا سرعان ما تبلى فنشعر أنَّنا مقيدون أو غير راضين عن جوانب معينة في حياتنا، حيث ينطبق هذا بشكلٍ خاص على الأفراد الذين لا زالوا يعملون في المنصب نفسه منذ عدة سنوات.

من الطبيعي حقيقةً أن يشعر الشخص أنَّه مقيد خلال مراحل معينة من حياته، حيث تظهر هذه اللحظات لتذكِّرك أنَّك شخصٌ دائم النمو والتطور وأنَّه يجب عليك أن تبحث عن التغيير بعد قضاء عدة سنوات في أداء العمل نفسه على كل يوم.



سواءً كنت تُحِسّ أنَّك مقيدٌ لأنَّك لا تشعر بالرضا عن عملك وتبحث عن فرصٍ جديدة على الصعيد المهني أو لأنَّ الأمور أصبحت مملة وأنت في حاجةٍ إلى البحث عن مزيدٍ من المتعة والأهداف في منصبك الحالي، سنستعرض في السطور الآتية سبب إحساسك بهذا الشعور وسنرى ما الذي تستطيع فعله للتخلص منه:

لماذا تشعر أنَّك مقيدٌ في عملك!

ربما ستتفاجأ إذا علمت أنَّ ثمَّة عدداً كبيراً من الأسباب التي تفسر إحساسك أنَّك مقيدٌ في عملك بعد أن قضيت سنواتٍ أو عقوداً في المهنة التي اخترتها. فدعنا نتعرف على بعضٍ من أبرز تلك الأسباب ونرى إذا ما كان في الإمكان العثور من بينها على تلك التي تسبب لك ذاك الشعور:

1- الاستخفاف بقيمتك وقدراتك:

أيَّاً كان الطريق المهني الذي اخترت خوضه سيكون ثمَّة أشخاصٌ ينافسونك في ذاك الطريق، وعلى الرغم من أنَّ العمل الجماعي يُعَدُّ جزءً مهماً من الوظيفة وأنَّه يجب عليك أن تكون قادراً على التعاون مع زملائك إلَّا أنَّه يُتوقَّع منك أن تكون مميزاً في عملك، إذ لن تستطيع الحفاظ على منصبك إلَّا إذا استطعت إثبات أنَّك واحدٌ من أفضل الأشخاص الذين شغلوه.

لكن بعد أن تحافظ على منصبك قد يكون من السهل أن تنظر حولك وتقول لنفسك أنَّ الوصول إلى مكانةٍ أعلى سيكون أمراً صعباً لأنَّك تظن بأنَّ الأخرين "أفضل منك". المشكلة في هذا النوع من التفكير أنَّه يمكن أن يمنعك من المضي قُدُماً في الوقت الذي يتابع فيه الآخرون تميّزهم.

لا يوجد مَن هو أفضل منك! فأنت تمتلك مجموعةً من المهارات ونقاط القوة التي تمنحك ميزةً تنافس بها الآخرين، وفي إمكانك استثمار نقاط القوة تلك لتصل إلى حيث تريد.

إنَّ الاستخفاف بقيمتك وقدراتك وعدم المضي قُدُماً إلى الأمام بسبب ذلك يُعَدُّ واحداً من الأسباب التي تفسر ربما إحساسك أنَّك مقيدٌ في عملك.

2- الشعور بالراحة وإغفال الأمور المهمة:

إذا لم تكن شخصاً يواجه شكوكاً تمنعه من المضي قُدُماً فربما تحسّ أنَّك مقيدٌ لأنَّك مرتاحٌ جداً في عملك.

قد يكون تعلّم مهاراتٍ جديدة والخضوع إلى تدريباتٍ جديدة مهمةً شاقة وقد يكون من الأسهل أن تقول: "أُفضِّل البقاء في منصبٍ أعرف فيه ما الذي أفعل".

من غير المفيد أن يُوفّر لك المنصب الذي تشغله ما يكفي من المال لعيش حياةٍ مريحة، إذ ربما تكون مرتاحاً لكنَّ الراحة لا تعني الشعور بالرضا وقد تكون الراحة التي تشعر بها العامل الرئيس الذي يجعلك تحسُّ أنَّك مقيدٌ في عملك.

إذا كنت قانعاً بوظيفتك لأنَّك تكسب منها ما يكفي لسدّ احتياجاتك قوِّم الأسباب التي دفعتك إلى القبول بهذه الوظيفة والبحث عن الراحة عوضاً عن السعي إلى التقدم وتحقيق الأهداف.


اقرأ أيضاً:
8 نصائح ذهبيّة لتكون مبدعاً ومتألقاً في عملك


3- غياب الحافز أو الشعور بالرضا:

المسار المهني بشكلٍ عام هو طريقٌ يستمتع عابره بخوضه ويشعر فيه بشيءٍ من الشغف، وهو أيضاً دربٌ يحثُّ سالكيه على النمو ويستمر في تشجيعهم وتحفيزهم طالما أنَّهم يسيرون فيه.

قد تمرّ خلال مسيرتك المهنية بفتراتٍ من الجمود تشعر فيها أنَّ العمل لم يعد يثير الحافز في نفسك أو تجد ألَّا قيمة لما تفعله، فإذا كان حالك كذلك اسأل نفسك متى حصل هذا؟ ولماذا لم تكن تشعر سابقاً بما تشعر به الآن؟ ومتى فقدت الإحساس بغياب الهدف؟

لن تكون قادراً على إصلاح الأمور والعودة إلى التمتّع بالصفات التي جذبتك إلى عملك في البداية إلَّا من خلال تحديد مواضع الخلل.

ما الذي تستطيع فعله!

إنَّ إحساس المرء بأنَّه مقيّد يمكن أن يتركه عاجزاً، لكنَّ حياتك رهن يديك، فإذا كنت تشعر بأنَّك مقيدٌ في عملك استَعِدْ زمام السيطرة باتّباع بعضٍ من النصائح المفيدة الآتية:

1- حدّد احتياجاتك الشخصية:

شعور الشخص أنَّه مقيّد يشبه شعوره بالجوع أو التعب إذ يعني أنَّ ثمَّة احتياجاتٍ يجب أن تُلبَّى، وقد يؤدي هذا في بعض الأحيان إلى تغيُّر المسار المهني بشكلٍ كامل وقد يعني في أحيانٍ أخرى أنَّك في حاجةٍ إلى تعديل بعض الجوانب الحالية في عملك حتى تستمر في حبِّه.

أهم أمرٍ تستطيع القيام به في هذه اللحظة هو تحديد الأمور التي تحتاج إليها وتفتقر لها في عملك، أيعجبك عملك؟ إذا كان الجواب نعم ما الجوانب التي لا تعجبك فيه وما الأشياء التي تحتاج إلى تغييرها لتقع مرةً أخرى في حبه؟ وإذا كان الجواب لا فما المهنة التي تريد أن تعمل بها وما المهارات التي تحتاج إليها من أجل ذلك؟

حينما تجيب عن بعض هذه الأسئلة الصعبة ستكون أقدر على تغيير طريقك والوصول إلى غايتك؟


اقرأ أيضاً:
علامات تدل على ضرورة تغيير عملك


2- أعِدَّ خطةً تساعدك في الوصول إلى حيث تريد أن تصل:

سواءً كنت تريد البقاء في عملك الحالي أم الانتقال إلى عملٍ جديدٍ كلِّيَّاً لا يمكنك النجاح دون تخطيط، إذ إنَّك تحتاج إلى إعداد خطةٍ محكمة تساعدك في الوصول إلى حيث تريد أن تصل.

فبعد أن وضعت قائمة الاحتياجات ضع قائمةً تتضمَّن إجراءاتٍ محددة يجب عليك اتّخاذها تكون بمنزلة أهداف مهنية تساعدك في المضي قُدُماً.

أأنت في حاجةٍ إلى تعلّم مهاراتٍ جديدة؟ إذا كان الجواب نعم، أين تستطيع تعلمها ومتى تستطيع تخصيص وقتٍ لذلك؟ أأنت في حاجةٍ إلى التقدم إلى وظائف جديدة؟ إذا كان الجواب نعم ما نوع العمل الذي تبحث عنه وكيف ستكون قادراً على الحصول عليه؟ أتحتاج سيرتك الذاتية إلى التحديث؟ وهل أنت مستعدٌ ماديَّاً للتغيير؟

يمكن أن يكون قيام الشخص بتغيير في حياته أمراً مربكاً لكنَّه يستحق العناء في النهاية والخطة المُحكمة ستساعدك في رحلة التغيير هذه. وكلما خططت بشكلٍ أفضل كانت النتائج أفضل في النهاية وكانت العقبات أقل مستقبلاً في طريقك المهني.

3- اثبَت على موقفك:

لا يتحقّق التغيير إلَّا بثبات الشخص على موقفه، فالتخلّص من القيود التي يفرضها عليك وضعٌ تشعر فيه أنَّك محتجز ليس امراً يحصل بين ليلةٍ وضحاها، إذ إنَّك في حاجة إلى المواظبة والعمل واضعاً في الحسبان الهدف النهائي الذي تريد بلوغه، فإمَّا أن تبدِّل عملك وإمَّا أن تقوم بتعديلاتٍ تطال عملك الحالي، وليكن ذاك الهدف حافزاً لك في أثناء تطبيق الخطة، حينئذٍ سيكون النجاح أمراً مضموناً.

الخلاصة:

إنَّ مسلسل حياتنا مليءٌ بالحلقات التي يجب عليك أن تعيد تذكرها بين الحين والآخر. فإذا بدأت تشعر أنَّ عملك ممل وأنَّ في إمكانك أن تعيد بثَّ الحياة فيه ستساعدك النصائح المذكورة في الأعلى في التحرّر من القيود والبدء بدايةً جديدة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة