لا تكن أعمى البصيرة وتترك "شروط الاستخدام"

قبل أن نسجل في أيّ موقع، تأتينا قائمةٌ طويلةٌ من شروط وبنود تسمى "شروط الاستخدام"، وفي الغالب نوافق عليها، دون أن نتمعن قليلاً في محتواها، كونها لائحة مملّة. الفكرة في شروط الاستخدام أنها تعطيك الأمور التي توافق على تملكها من بيانات ومعلومات، بل أعمق من ذلك، بحيث تتملك موقعك الجغرافي أو أحيانا تضطر لبيع محتوياتك، ومن إطلاعي على شروط الاستخدام أنوّه للتالي:



1- للشركات حق في تعديل وتغيير بنود شروط الاستخدام: حيث إنّ معظم المواقع على الإنترنت وخصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بإخبار مسبق، بتعديل شروطها والبعض الآخر لا تُعْلِم المستخدمين بمثل هذه التغييرات، ولذا تلتزم بعض الشركات بالتزام أخلاقي بتنويه مشتركيها بفترة أسبوعين على الأقل، بينما تلجأ مواقع أخرى للتصويت على وضع الشروط الجديدة قبل اعتمادها من قبل المستخدمين، وكلها بنود ديمقراطية لإعطاء المستخدم أهميته.

2- للشركات حق في الاحتفاظ ببياناتك، حيث إنه من المعروف عند حذفك لأي بيانات على أي موقع، فإن لها مدة زمنية ثم يتم حذفها، وغالباً ما تتسم هذه المدة بالضبابية، حيث لا يتم تحديدها في أي اتفاقية من اتفاقيات استخدام المواقع الإلكترونية، ولذلك تبقى بعض الملفات مخزنة حتى لو تمّ حذفها من حساباتك.

إقرأ أيضاً: تطبيق فيس اب FaceApp بين التسلية وانتهاك الخصوصية!

3- بعض بنود المواقع الاجتماعية تمنعك من رفع دعوى قضائية ضدها، حيث إنّ المحكمة الأمريكية العليا وافقت على مقترح من بعض الشركات التقنية، وتمّ العمل بذلك، حفظاً لحقوق هذه الشركات.

4- يمكن إعطاء بياناتك للحكومات أو الجهات القانونية بدون علمك، حيث تطلب بعض الدول بيانات المستخدمين ومعلوماتهم التقنية، لو تمّ طلبها من الجهات المختصة، وغالباً يقود ذلك لمعرفة مكان تواجد المستخدم، ورقم جواله الذي يستخدمه وقد ساعد ذلك كثيراً، العديدَ من الجهات لتقليل فرص المخاطر لديها.

5- يمكن للشركات التقنية تعقّب نشاطك على الإنترنت مثل موقع الفيس بوك، الذي يعرف جميع المواقع التي قمت بزيارتها، وكذلك الأماكن التي تتواجد بها، وتراقب الشركة كل موقع تزوره ومدة بقائك في الموقع، وكذلك ربط البيانات بملفك الشخصي على الفيس بوك، ومن ناحية أخرى بعض المواقع تلجأ لعدم تمكينك من حذف حسابك، مما يعني عدم قدرتك على التخلص من تحديث هذه البيانات.

الإنترنت بالنهاية بحر وأنت السفينة فأحسن القيادة، وخصوصيتك مسؤوليتك، فلا تكن أعمى البصيرة، وتغفل عن دقائق تتسبب بتسريب أعز خصوصياتك لمن لا تعرفهم.




مقالات مرتبطة