لا تخلط بين الرضى الوظيفي وتفاعل الموظفين

وَفقاً لتقرير استطلاع رضى الموظفين عن العمل والتفاعل الصادر عن "جمعية إدارة الموارد البشرية" (Society for Human Resource Management)، فإنَّ الموظفين الأمريكيين أكثر رضى عن وظائفهم الآن ممَّا كانوا عليه في السنوات العشر الماضية:



  • 88% من الموظفين كانوا راضين إلى حدٍّ ما على الأقل.
  • 37% منهم كانوا راضين جداً.

وتشير نتائج الدراسة الاستقصائية إلى أنَّ أهم ثلاثة عوامل تدفع إلى الرضى الوظيفي هي:

  1. التعامل المُتَّسم بالاحترام (67%).
  2. التعويضات، أو الأجور (63%).
  3. المزايا (60%).

تواضع مستويات تفاعل الموظفين:

على حين يبدو أنَّ مستوى الرضى الوظيفي بلغ أعلى مستوياته، فإنَّ البحث نفسه الذي أجرته "جمعية إدارة الموارد البشرية" (SHRM) يشير إلى أنَّ مستويات تفاعل الموظفين متواضعة؛ فعلى مقياس من 1 "تفاعل منخفض" إلى 5 "تفاعل مرتفع"، كان متوسط درجة التفاعل هو (3.8).

وكانت أهم ثلاثة شروط للتفاعل هي:

  1. العلاقات مع زملاء العمل (77%).
  2. فرص استخدام المهارات والقدرات (77%).
  3. جدوى عملهم (76%).
إقرأ أيضاً: مفهوم الرضا الوظيفي وأهميته وتأثيره في إنتاجية الموظفين

الرضى الوظيفي في مقابل التفاعل:

كما تشير نتائج الدراسة الاستقصائية، إنَّ تفاعل الموظفين ورضاهم أمران مرتبطان، ولكنَّهم ليسوا مترادفين؛ فيمكن للموظف أن يشعر بالرضى عن راتبه، أو ساعات عمله، أو بعض الامتيازات التي يحصل عليها من وظيفته، ولكن هذا لا يعني تلقائياً أنَّه متفاعلٌ مع عمله.

إنَّ الرضى يشمل: السعادة الشخصية بوظيفة الشخص، على حين أنَّ التفاعل يشير إلى شعور الموظف بالارتباط والالتزام بتحقيق الأهداف التنظيمية.

شاهد بالفيديو: 6 طرق مبتكرة لرفع معنويات الموظفين

التفاعل في مقابل اللامبالاة:

إنَّ الموظفين المتفاعلين مهتمون بعملهم وبالتقدُّم الذي تُحرِزه منظمتهم. إنَّهم يعملون بجد؛ ليس بسبب توقُّع المكافأة، ولكن من مُنطلق الرغبة الداخلية في التفوق في منصبهم.

تصف شركة الاستشارات الإدارية "ديسيجن وايز" (DecisionWise) تفاعل الموظفين بأنَّه "سحر" يُفضي إلى الاستقلالية والنمو والتأثير والتواصل. مع أنَّ الموظفين الراضين "غير المتفاعلين"، يشعرون بالرضى عمَّا تُقدِّمه وظائفهم، فإنَّهم غير مبالين بدورهم في المنظمة. فهم لا يستثمرون في المساهمة في نجاح الشركة؛ بل يجدون القليل جداً من السحر في عملهم، وهذا إن وجدوا.

فوائد التفاعل:

إنَّ فوائد تفاعل الموظفين كثيرة؛ إذ تشير الأبحاث التي أجرتها مؤسسة "غالوب" (Gallup) إلى أنَّ المؤسسات التي تتمتَّع بمستوى عالٍ من التفاعل تجد:

  1. زيادة في الإنتاجية بنسبة 22%.
  2. حوادث أمان أقل بنسبة 48%.
  3. انخفاض حوادث سلامة المرضى بنسبة 41%.
  4. عيوب بالجودة أقل بنسبة 41%.

هذه الفوائد ليست مُفاجِئة إذا وضعنا في حسباننا أنَّ الباحثين في مؤسسة "غالوب" يصفون الموظفين المتفاعلين بأنَّهم "أكثر انتباهاً ويقظة". كما يقولون أيضاً إنَّ الموظفين المتفاعلين يشعرون بأنَّ عملهم جزءٌ من ممتلكاتهم الشخصية؛ وهذا ما يؤثر تأثيراً إيجابياً في نتائج الأعمال.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح مهمة لتحقيق الرضا الوظيفي

القيام بدراسة استطلاعية لآراء الموظفين:

إذا كنت تريد أن تكون جاداً بشأن جني فوائد تفاعل الموظفين في عملك، فعُد إلى الخطوة الأولى؛ أي أجرِ استطلاعاً واسأل الموظفين عن آرائهم. ولكن، طرح الأسئلة عن الرضى والتفاعل ليس الخطوة الوحيدة؛ بل ستحتاج بعد ذلك إلى التحقُّق من الأسئلة التالية:

  1. هل تغطِّي أساسيات "الرضى"؛ أي: المعاملة المحترمة، والتعويض العادل، والمزايا الممتازة؟
  2. ما هو مدى ارتباط موظفيك بالشركة؟
  3. هل هم ملتزمون بتعزيز الأهداف التنظيمية؟
  4. هل لديهم علاقات جيدة مع زملائهم في العمل؟
  5. هل هناك ما يكفي من الفرص لاستخدام مهاراتهم وقدراتهم؟
  6. هل يجدون جدوى في عملهم؟

من خلال طرح الأسئلة الصحيحة، ثمَّ استخدام النتائج لتوجيه أفعالك نحو إنشاء مكان عمل مبني على التواصل والاحترام والتعاون، يمكنك أن تُحوِّل موظفيك الراضين إلى موظفين متفاعلين.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة