لا تبدأ من الصفر؛ بل انطلق من المكان الذي توقف فيه الآخرون

لو تأمَّلنا يوميات حياتنا الحالية وكل التطور الذي نشهده في عصرنا الحالي؛ نستنتج أنَّ كل الأمور التقنية الحديثة التي نستخدمها في يوميات حياتنا ما هي إلَّا اقتباسات واستنساخ لأشياء كانت موجودة وتم تطويرها، وكل العلوم الجغرافية والرياضية والتكنولوجية والإنسانية وغيرها لقد وُضِعَت لها أُسس من قِبَل أشخاص آخرين، وجاء آخرون اقتبَسوا من تلك العلوم وطوَّروها لنصلَ إلى هذا التقدُّم الذي نحن فيه، وهذا يدلُّ على ذكاء أولئك المقتبسين، وبناءً على ما سبق نجدُ أنَّ أي شخص منَّا يريد أن يُطوِّرَ ذاته دون أن يبدأ من الصفر؛ عليه أن يبدأ من النقطة التي توقَّف عندها الآخرون، والبناء عليها والاقتباس منهم.



الاستفادة والاقتباس من تجارب الاذكياء والناجحين:

يقولُ الكاتِب زياد ريِّس في كتابه "تجربتي لحياة أفضل": إنَّ الله - سبحانه وتعالى - خلَقَ البشرَ بمستويات مختلفة في درجة الجمال والقُدرات العقليَّة والذهنيَّة والبدنيَّة، وهذا ما يؤدي إلى اختلاف فُرَص النَّجاح بين البشر، لكنْ تبقى هناك فرصة كبيرة للإنسان في تطوير ذاته والتقدُّم بالاتِّجاه الأفضل، وتحقيق حياة أكثر نجاحاً وتقدُّماً وسعادة.

من هذه الفُرَص؛ التأمُّل في صفات وسلوكات الأذكياء ودراسة سِيَر النَّاجحين والاستفادة منها ومن خلاصة تجارب كثيرة مرَّت عليهم.

يحضرني هنا اهتمام وحرص الكثيرين من الآباء والأمهات على اختيار الصُّحبة الصَّالحة لأولادهم بالمفهوم الأخلاقي السلوكي والديني حصراً؛ وذلكَ بغرض الاستفادة من الاختلاطِ بهم والأخذ من طباعهم، دون الاهتمام بالعناصر والصِّفات الأخرى المطلوبة أيضاً لهذه الصُّحبَة مثل: الإيجابيَّة، الذكاء، الشَّغف، المُثابرة والصَّبر، روح المُبادرة، الالتزام، مهارات التَّواصُل.

لذلكَ فمن الأهميَّة اختيار الرفقة الصالحة بمفهومها الكامل، وكذلك العمل على الاستفادة من خلاصات تجارب الأذكياء؛ والتي أودُّ أن أَذكُرَ لكم بعضاً منها فيما يلي:

خلاصات تجارب الأذكياء:

1. لا يسمحون لأخطاء الماضي أن تحبطهم:

واعلَمْ أنَّ الإنسان الناجح لا بدَّ أن يمرَّ بإخفاقات كثيرة في حياته، ولكنَّ ما يظهر للعموم هو التَّجربة النَّاجحة منها وليس التي فشل فيها.

2. يحرصون على الوقت ويستفيدون منه:

حيث إنَّه رأس المال الأغلى على الإطلاق، ومن الهام تقسيم الوقت والتخطيط له، ولا تنسَ نصيبك من الراحة والرياضة والقراءة والترفيه.

شاهد بالفديو: 7 أشياء لا يفعلها الشخص الذكي أبداً

3. لا يركِّزون في الأمور السلبيَّة:

وعليك أن تكون إيجابياً ومتفائلاً؛ فإنَّ السلبيَّة سوف تعود بك إلى الخلف، والإيجابية تذهبُ بكَ إلى الأمام.

4. يواجهون الحياة دوماً بمحطَّاتها الفرحة والمحزنة "صحياً أو مهنياً … إلخ":

ولا يهربون أو يبتعدون عن مواجهتها، ويبحثون باستمرار لإيجاد الحلول وقلب المشكلة إلى تحدٍّ.

5. لا يهتمون كثيراً بآراء الآخرين المُحبِطة:

من الهام أن تستشير الآخرين وتستمع إليهم، لكنْ عليك أن تحرص على التَّمسُّك بكل ما هو إيجابي وتتجنَّبَ الرأي المُثبِّط والمُشكِّك والمُحبِط.

6. لا يتوقعون نتائج فوريَّة:

لذا فلا بدَّ من الصَّبر والمُثابرة، لكنْ مع تصويب البوصلة دوماً بالاتِّجاه الصحيح.

7. لا يركِّزون في الأشياء التي هي خارج السيطرة:

"حالة الطقس، حركة المرور، تعامُل الآخرين من نافخي الكير"؛ حيث إنَّ الإنسان لا بدَّ أن يُواجِهَ في حياته اليوميَّة الكثير من الأمور التي هي خارج سيطرته، وعليه ألَّا يقفَ عندها في تفكيره ولا في سلوكه.

8. يتجنَّبون تضيعَ الأوقات مع صغار العقول:

وكذلك الجدل غير المُجدي، ويحرصون على مُخالَطة الأشخاص ذوي الاهتمامات المشتركة والإيجابيين منهم.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح ذهبية لإتقان فن الحوار

9. لا‎ يكونون متغطرسين:

إنَّ سِمة التَّواضع ترافق النَّاجحين والأذكياء؛ حيث يعلمونَ أنَّهُ مَهما ارتقى الإنسان بالعِلم والمعرفة؛ يَعلَم أنَّه أكثر جهلاً، فيكون أكثر خجلاً وتواضعاً واستيعاباً للآخرين.

إقرأ أيضاً: 7 تصرفات لا يقوم بها الأشخاص الأذكياء

10. يحرصون على احترام الآخرين:

ولا ينسون كلمة "شكراً".

بالعودة إلى كل ما سبق يمكن لنا أن نقف عند ذلك المثل الشعبي الذي يقول "الصاحب ساحب"، ولو تأمَّلنا هذا المثل لوجدنا أنَّ الإنسان الفَطِن والذَّكي يعلم جيداً أنَّه لا يمكن أن يكون ناجحاً إلَّا بمساعدة الآخرين وعونهم ومحبَّتهم له، وهذا لا يمكن أن يكون من طرفٍ واحد؛ إذ على المرء أن يكون مبادِراً تجاه الآخرين في مساعدتهم وتبادُل الفائدة؛ لأنَّه يعلم أنَّ تلك الفائدة ستعود عليه تطوراً ونجاحاً سواء من الناحية السلوكية أم النفسية أم العلمية أم الاقتصادية.




مقالات مرتبطة