لا بأس في التفكير بالاستقالة أو الاستسلام

"الاستقالة"؛ أفكر بها ثلاث أو أربع مرات في الشهر، ولأكون صريحاً، كان التفكير في الاستقالة من أي عملٍ زاولته في حياتي في ذهني طوال حياتي، فعندما كنت في المدرسة الثانوية، كنت أرغب في تركها والبحث عن وظيفة، وعندما لعبت كرة السلة، كنت أرغب في تركها، وعندما بدأت مشروعاً تجارياً، كنت أرغب في تركه والحصول على وظيفة، وعندما حصلت على وظيفة، أردت الاستقالة والعودة إلى عملي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن أنَّه لا بأس في التفكير في الاستقالة.

تجربة شخصية:

يمكنني أن أستمر في ذلك حتى أصل إلى الوقت الحاضر، وأعلم أنَّ الأمر يبدو وكأنَّه أزمة وجودية يعيشها الناس في العالم، لكن ليس هذا ما يحدث، فلن تجدني أبكي بشأن أشياء مثل تفويت الحفلات أو عدم التمكن من شراء ملابس غالية، لكن بصرف النظر عن مدى حبي لما أفعله، فإنَّ فكرة الاستقالة تخطر في بالي في كلِّ مرة تصبح فيها الأمور صعبة.

في الماضي، كانت تلك الأفكار تحرمني النوم، ومنذ نحو عامين، نفد صبري، وقررت الكف عن الإصغاء إلى أفكاري؛ لذلك بدأت أدرك أفكاري بدلاً من التصرف بناءً عليها، ورحتُ أخاطبها قائلاً: "لن أدعكِ تتحكمين بحياتي بعد اليوم"، فنجحت في تهدئة أفكاري، وأصبحت أكثر هدوءاً وصبراً وسعادة، ومع ذلك، عندما أريد ترك شيء ما، أُصغي إلى أفكاري؛ لأنَّها في بعض الأحيان تكون علامة، لكن في كثير من الأحيان؛ إنَّها مجرد خوف، وأنا أرفض الاستسلام لها، وأنت يجب عليك أن ترفض ذلك أيضاً.

شاهد بالفيديو: 5 نصائح قبل تقديم الاستقالة

لا تستسلم عندما تصبح الأمور صعبة:

أنا مع التخلي عن كلِّ شيء لا يستحق الاستمرار به؛ ففي بعض الأحيان، تقوم بأشياء لا تساهم بأيِّ شيء في حياتك، ومع ذلك، أنا أعارض بشدة الاستسلام عندما تصبح الأمور صعبة، ولسوء الحظ، هذا هو بالضبط سبب استسلام معظمنا، لكن تحقيق الأهداف لا يحدث أبداً بطريقة خطية؛ إذ نعتقد أنَّ لدينا خطاً مستقيماً للوصول إلى أهدافنا.

على سبيل المثال، لنفترض أنَّ هدفك هو بدء عمل تجاري حتى تتمتع بمزيد من الحرية في حياتك، كان هذا هدفي منذ أن كان عمري 17 عاماً، وما زلت أتذكر كيف توصلت إلى هذا الهدف؛ إذ بدأت العمل في معظم الوظائف منذ أن كان عمري 15 عاماً؛ إذ عملت في المطابخ والمتاجر ومراكز الاتصال، وسرعان ما أدركت أنَّ شخصاً واحداً فقط يستفيد من كلِّ هذا؛ الشخص الذي يدير العمل.

لذلك منذ سن مبكرة، قررت العمل لنفسي، واعتقدت أنَّني أستطيع البدء في العمل لنفسي منذ البداية، لكنني لم أنجح، فخرجت عن المسار الذي رسمته لنفسي، واضطررت للعمل لدى معظم الناس في أثناء ذلك، كما أنَّني عملت في مشاريع عديدة لحسابي الخاص وفشلت، وما زلت بعيداً عن المكان الذي أريد أن أكون فيه.

لكن فهم أنَّ الحياة ليست خطية يساعدنا على تغيير طريقة تفكيرنا، فلقد استغرق الأمر مني سنوات لمعرفة كيف يمكنك العمل لحسابك الخاص، وفي أثناء ذلك، فكرت في الاستقالة مرات عديدة.

الآن، أدرك أنَّ هذا شيء جيد، فإذا لم تشعر أبداً بالرغبة في الاستقالة، فهذا يعني أنَّ الحياة سهلة للغاية، وتحتاج إلى إجراء تغيير في حياتك؛ فالجميع يعملون بجد ويتظاهرون بأنَّهم يستطيعون التعامل بسهولة مع الحياة، وأنا لا أصدق ذلك، فلا أحد يعرف ماذا يفعلون، لكن بعض الناس أفضل من غيرهم في التعامل مع خوفهم؛ لأنَّك عندما تتغلب على خوفك، تحدث أشياء جيدة، للأسف، ليس لدي ما يمكنني قوله لأهوِّن الأمور عليك؛ فالحياة ليست سهلة.

إقرأ أيضاً: أيهما أفضل الاستقالة أم إنهاء الخدمة؟

في الختام:

بصرف النظر عما تفعله، فقد حان الوقت للتوقف عن مشاهدة التلفاز كل ليلة وتصفُّح متاجر الويب بحثاً عن أحدث الملابس، لا تضيع وقتك، نعم يستغرق الأمر بعض الوقت لفهم الأمور، لكن هذا لا يعني أنَّك يجب أن تستقيل، ولقد تعلمتُ أنَّك إذا لم تصل إلى أهدافك بعد، أو لم تجد طريقة لتحقيق النجاح، فهذا لا يعني أنَّك خاسر؛ بل هذا يعني أنَّك لم تعرف كيفية الفوز بعد، فإذا واصلت المضي قدماً، فستجد طريق النجاح، لكن إذا استقلت، فلن تجده أبداً.




مقالات مرتبطة