كيفية تقييم قيمك

قد يبدو عنوان هذا المقال سخيفاً، فكيف يمكن للمرء أن يقيِّم الأمور التي يعدُّها ذات قيمة بالنسبة إليه؟ صحيح أنَّ كثيراً من الناس يكرسون وقتهم وطاقتهم للأمور التي يحترمونها جداً مثل الأسرة، والعلاقات، والنجاح، والتعليم وما إلى ذلك، ولكن يمكن أن يصبح هذا الأمر مسعاً لا شعورياً، ويمكنك أن تفقد تركيزك عن قيمك وتنشئ روتيناً مختلفاً.



إذا أهمل المرء قيمه، فقد يؤدي هذا الأمر إلى تعزيز الاكتئاب أو القلق أو الحزن أو حتى الغضب لا شعورياً؛ إذاً كيف يجب أن نتفاعل مع قيمنا بطريقة تجعل حياتنا ذات مغزى، ونحقق أهدافنا بكفاءة؟

يعدُّ تقييم القيم جزءاً من نماذج العلاج المتعددة، ومن ذلك "العلاج بالقبول والالتزام" (Acceptance and commitment therapy)؛ إذ يستخدم هذا العلاج أداة يشار إليها باسم "استبيان الحياة القيِّمة" (The valued living questionnaire)، تعرض هذه الأداة مجموعة من القيم الشائعة مثل الأسرة، والعلاقات الوثيقة، والأبوة، والأمومة، والعمل، وتطلب منك هذه تقيم كل قيمة على مقياس من 1 إلى 10 وفقاً لأهميتها، ثمَّ تطالبك بتقييم نفس القيم على مقياس من 1 إلى 10 مرة أخرى لكن هذه المرة يطلب منك ترتيب الدرجة التي تعيش حياتك فيها حالياً وَفقاً لكل قيمة.

تستخدم هذه الأداة قائمة من 10 قيم شائعة فقط، على الرَّغم من أنَّ كثيراً من الناس سيستفيدون جداً من إدراكهم لهذه القيم، لكن يمكن أن تكون قائمة القيم هذه بلا نهاية ومختلفة بين كل شخص وآخر، بصرف النظر عن هذه الحقائق؛ فإنَّ الهدف الأساسي من هذه الأداة هو الوعي التام بقيم المرء.

يمكن العثور على هذه الأداة على الإنترنت واستخدامها كوسيلة لمساعدة المرء على إدراك قيمه، وترتيبها من حيث الأهمية. وربما الأهمُّ من ذلك معرفة ما إذا كان المرء يطبق هذه القيم في اختياراته وسلوكاته اليومية أم لا، يمكن أن تكون هذه الأداة أيضاً تدريباً لليقظة الذهنية، والذي يمكن للمرء القيام به في أي وقت وفي أي مكان كان.

خطوات التدريب:

قد تتضمن خطوات هذا التدريب ما يأتي:

  1. أخذ 5-10 دقائق من وقتك من أجل هذا التمرين.
  2. الجلوس في مكان هادئ ومحايد والاسترخاء.
  3. التفكير في أكثر شيء تقيِّمه، وقد تسأل نفسك: "ما هو الشيء الذي لا أحبذ عيش حياتي من دونه؟"، أو "إذا كنت حراً تماماً من كل التزام ومسؤولية، فما الذي سأرغب في الالتزام به في حياتي؟".
  4. إدراك القيم الأهم وما إذا كنت ستضحي بها من أجل قيمة أقل أهمية أم لا.
  5. التفكير في كيفية تمثيل هذه القيم بشكل أكثر كفاءة من خلال أفعالك.
  6. الاندماج في حياتك مرة أخرى وَفقاً لقيمك وبحسب فهمك لها في هذه المرحلة من حياتك.
إقرأ أيضاً: كيف تحدِّد قيمك الشخصية لتعيشَ حياةً ملؤها الإنجاز؟

في الختام:

يمكن أن تتغير قيم المرء؛ وذلك لأنَّه يمرُّ بكثير من التجارب؛ لذا فإنَّ التدريب على الوعي التام بقيمك باستمرار سيكون أكثر فاعلية، على سبيل المثال: إنَّ إجراء التدريب المذكور أعلاه - أو أي تدريب آخر تقوم بتطويره وتحديثه - كل 3 إلى 6 أشهر - أو أكثر عند حدوث تغييرات كثيرة في حياتك - يمكن أن يساعدك على بناء عادات وأهداف قائمة على القيم؛ لذا خذ بعضاً من الوقت وتدرَّب على أن تكون مدركاً لقيمك، وكيف تمثلها في حياتك الآن.

المصدر




مقالات مرتبطة