كيفية تقدير الذات

الناس مشغولون أكثر من أيِّ وقت مضى؛ إذ لدينا عمل وعائلة وهوايات، وغالباً ما نشعر بالإرهاق والعجز، ومن السهل التركيز على الأشياء التي لا نقوم بها بدلاً من الأشياء كلِّها التي ننجزها يومياً، ومن المرجح أنَّك لا تقدِّر ذاتك عندما تستحق ذلك؛ فحياتك تستحق الرضى، وهذا يعني تقدير ذاتك بدءاً من الآن.



سيكولوجيا تقدير الذات:

غالباً ما نعتقد أنَّ التعامل بقسوة مع أنفسنا هو الطريقة الوحيدة لتحقيق أهدافنا؛ إذ نعتقد أنَّ الموقف التنافسي الذي لا يرحم هو فقط ما نحتاجه لدفع أنفسنا نحو النجاح، لكنَّ الحقيقة هي أنَّك بتقدير ذاتك، فإنَّك في الواقع تغرس الثقة والتعاطف مع الذات وحبَّ الذات الذي سيؤدي إلى إنجازات أعظم وأعظم، وقد يؤدي التعامل بقسوة مع نفسك إلى القلق، وينتهي بك الأمر إلى التقاعس عن العمل؛ إذ تبدأ في الاعتقاد بأنَّ إخفاقاتك جزء من هويتك.

أظهرت الأبحاث من ناحية أخرى أنَّ تقدير الذات وممارسة التعاطف مع نفسك، يمكن أن يزيد في الواقع من دافعك لإجراء تغييرات في حياتك، ويرتبط بالمبادرة الشخصية والفضول، كما فعلت لاعبة التنس سيرينا ويليامز (Serena Williams) فهي لم تنتظر كي تفوز بـ 23 بطولة كبرى لتقدِّر ذاتها.

ولم ينتظر رجل الأعمال ريتشارد برانسون (Richard Branson) كي يجني أول مليار له ليقدِّر ذاته؛ فقد وضعوا أهدافاً قابلة للقياس والتحقيق على طول الطريق، وقدَّروا كلَّ واحد منهم، ولم يفكروا في أخطائهم؛ بل تعلَّموا منها، وظلُّوا إيجابيين، وعملوا بجدٍّ أكبر لتحقيق أهدافهم.

كيف تبدأ تقديرَ ذاتك؟

لا يعني تقدير الذات عدم تحمل المسؤولية عن أخطائك وإخفاقاتك؛ بل يتعلق الأمر في النهاية بالتخلي عن الماضي والتركيز على الإيجابي وتنمية إيمان عميق بنفسك؛ وذلك عن طريق:

1. تحمُّل المسؤولية:

هل تلوم الآخرين على إخفاقاتك وأخطائك؟ فإذا كنت تقوم بذلك، فقد تواجه مشكلة في تقدير ذاتك أيضاً، فلا يمكنك الاستمتاع بالخير في حياتك إذا لم ترَ الشر أيضاً؛ لذا استثمر قوة تحمل المسؤولية الكاملة عن أفعالك وقراراتك، وستكون قادراً على تقدير ذاتك.

2. العيش في الحاضر:

إذا واجهتك مشكلة في تقدير ذاتك، فقد تحتاج إلى التخلي عن الماضي أو التوقف عن القلق بشأن المستقبل، وبدلاً من التمسك بأخطائك الماضية أو الشعور بالقلق بشأن الأهداف الضائعة والفرص الخيالية، كن حاضراً في الوقت الحالي، وتدرَّب على الشعور بالامتنان، وافهم أنَّك تبذل قصارى جهدك بما أنجزته؛ إذ سيساعدك هذا على التوقف عن الشعور بالذنب والبدء في تقدير ذاتك.

شاهد بالفديو: كيف تبني تقدير الذات؟

3. البدء من نفسك:

البشر لديهم حاجة فطرية للتواصل والانتماء؛ فنحن كائنات اجتماعية ونريد أن نُقبَل، وهذا يعني أنَّنا غالباً ما نبحث عن الثناء من الآخرين، ونريد أن يلاحظ الآخرون إنجازاتنا، وأن نبني تقديرنا لذاتنا على آرائهم، والحقيقة هي أنَّك إذا لم تقدِّر ذاتك أولاً، فلن تشعر أبداً أنَّ الآخرين يقدرونك، وتذكَّر حبَّ الذات يبدأ من الذات.

4. تمكين ذاتك:

هل سبق لك أن أصغيت حقاً إلى رأيك الذاتي؟ في المرة التالية التي يحدث فيها خطأ ما، اسأل نفسك هذا السؤال، فمن المحتمل أنَّك لا تُقدِّر ذاتك، وقد تلوم أو تخبر نفسك بأنَّك لا تستحق النجاح، وهذه معتقدات مقيدة وستعوقك فقط؛ لذلك في المرة التالية التي تفكر فيها بطريقة سلبية عن ذاتك، استبدلها بكلمات تمكينية، وابدأ في تقدير ذاتك حتى بالنسبة إلى الأمور الصغيرة، وسيؤدي ذلك إلى بناء ثقتك بنفسك وحبِّك لذاتك.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح ذهبية لتنمية حب الذات

5. كتابة يومياتك:

اليوميات هي نقطة رائعة للبدء في تقدير ذاتك؛ فاكتب قائمة بكلِّ إنجازاتك مهما كانت صغيرة، فهل وردتك مكالمة هاتفية في وقت متأخر من الليل من صديق محتاج؟ إذاً قدِّر ذاتك لكونك صديقاً رائعاً، أو هل توليت عمل زميل تعرض لحالة طوارئ مفاجئة؟ إذاً قدِّر ذاتك لكونك زميل عمل متميز، وعندما تصل إلى أهدافك، سجلها، وستساعدك كتابة اليوميات أيضاً على التركيز على المرحلة التي وصلت إليها بدلاً من المسافة المتبقية لك، ممَّا يسمح لك بالبقاء إيجابياً.

6. الاحتفاء بنجاحاتك:

الإيجابية هي المفتاح لتقدير الذات؛ فعندما نحتفي بنجاحاتنا تطلق أدمغتنا مواد كيميائية تشعرنا بالسعادة، مثل هرموني الدوبامين والسيروتونين، وهذا يكافئنا على إنجازاتنا، ويجعلنا نريد تحقيق مزيد منها؛ فقدِّر كلَّ خطوة تخطوها في طريقك نحو أهدافك مهما كانت صغيرة، وكافئ نفسك على إنهاء الأعمال المنزلية الخاصة بك، واشترِ لنفسك شيئاً جميلاً تقديراً لجهدك، واحتفِ  بنجاحاتك، واستمر في المُضي قُدماً.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح تُسهّل عليك تبنّي الإيجابية كأسلوب حياة

7. إحاطة نفسك بالأشخاص المناسبين:

تحدد ذاتك بالأشخاص الذين تتعامل معهم؛ فهل أصدقاؤك يعوقونك؟ فقد لا تقدِّر ذاتك لأنَّ من حولك يبحثون دائماً عن السلبيات في الحياة، وكما يقول المؤلف توني روبنز (Tony Robbins): "نحصل جميعاً على ما نتحمله في أنفسنا، وفي الآخرين"، وقد تحتاج إلى رفع معاييرك والبدء في إحاطة نفسك بالأشخاص الذين يدعمونك ويحتفون بإنجازاتك مهما كانت صغيرة.

المصدر




مقالات مرتبطة