كيفية تحسين التعلم (الجزء 4): التعلم على دفعات

هذا المقال هو الجزء الرابع، والأخير من سلسلة مقالات "كيفية تحسين التعلُّم"؛ ويناقش هذا الجزء الوقت وكيفية التعلم على دفعات لتحسين الوقت الذي تقضيه في التعلم؛ وذلك لأنَّ البشر يمتلكون قدراً معيناً من التركيز الذي يمكنهم تقديمه في كلِّ مرة، وبعد فترة زمنية معينة، تنجرف أذهاننا ويتشتت انتباهنا أو على الأقل نواجه صعوبة في التركيز؛ لذا لجعل الوقت الذي تقضيه في التعلم أكثر فاعلية، يمكن أن يساعدك التعلم على دفعات، ممَّا يعني تقصير مدة التعلم وفترة الراحة بينهما.



تقنية الطماطم أو بومودورو (Pomodoro Technique):

تُعدُّ تقنية بومودورو (Pomodoro) طريقة شائعة لتنظيم الوقت الذي تقضيه في التعلم بتقسيم ما تودُّ تعلمه إلى دفعات قصيرة، وقد طُوِّرت هذه التقنية بواسطة فرانسيسكو كيريللو (Francesco Cirillo) مالك شركة الاستشارات "كيريللو كونسلتينغ" (Cirillo Consulting)، والتي تعمل بالطريقة الآتية:

  1. تدوين ما تريد تحقيقه في وقت التعلم.
  2. التعلم لمدة 25 دقيقة.
  3. أخذ فترة استراحة لمدة 5 دقائق.
  4. إكمال هذه الدورة 4 مرات، ثمَّ أخذ استراحة أطول 10-20 دقيقة.

بالنسبة إلى أولئك القادرين على التركيز لفترة أطول يمكنهم أيضاً تقسيم الوقت على النحو الآتي: 50 دقيقة من التعلم، و10 دقائق استراحة، مع استراحة من 20 إلى 30 دقيقة بعد 4 دورات.

يمكنك استخدام هذه التقنية لأيِّ نوع من المهمات التي تتطلب التركيز، والتي تريد القيام بها على دفعات مثل: التعلم والدراسة والقراءة والعمل وما إلى ذلك، والشيء الجيد في هذه الطريقة هو أنَّك تعرف متى يمكنك التشتت، فمن الطبيعي جداً أن تفقد التركيز وتفعل شيئاً آخر، لكنَّ المشكلة هي عندما نقضي كثيراً من الوقت في عدم التركيز والتسويف، وباستخدام تقنية بومودورو، أنت تعلم أنَّك لن تقضي أكثر من 5 دقائق في التشتت في كلِّ مرة، وتعرف تماماً متى تفعل ذلك.

إقرأ أيضاً: 10 أساليب لتسهيل عملية التعلم

تغيير بيئة التعلم الخاصة بك:

توجد طريقة أخرى للتعلم على دفعات، وهي تخصيص يوم للتعلم، والقيام بذلك في مكان مختلف عن المكان الذي تتعلم فيه عادة؛ فغالباً ما يقودنا الذهاب إلى مكان آخر إلى نوع مختلف من تدفق الأفكار؛ فنخرج من منطقة الراحة الخاصة بنا، ونبتعد عن مصادر تشتت انتباهنا المعتادة، فالذهاب إلى مقهى للتعلم أو إلى مكتبة عامة أو أيِّ مكان آخر غير المنزل، يحسِّن قدرتنا على التركيز، وغالباً ما يلهمنا ويحفزنا.

يمكنك حتى الحصول على نفس التأثير إذا قمت بتغيير ملابسك ببساطة؛ فإذا كنت في المنزل، فقد يكون من المغري البقاء في ملابس النوم طوال اليوم، لكن التغيير إلى ملابس رسمية مثلاً، يمكن أن يساعدك في الواقع على الشعور بمزيد من الإنتاجية، والعمل بتركيز أكثر.

شاهد بالفديو: 18 نصيحة لاستثمار الوقت بفاعلية

التعلم على دفعات مع الآخرين:

يمكن أن يؤدي إشراك الأشخاص في التعلم على دفعات أيضاً إلى زيادة إنتاجيتك؛ إذ يحفزك وجود أشخاص من حولك يعملون بجد لتعلم شيء ما على العمل الجاد أيضاً، ويوجد قول مفاده أنَّك متوسط ​​الأشخاص الذين يحيطون بك؛ هذا هو السبب في أنَّ وجود مجموعة من الأقران يمكن أن ينجح في تعزيز إنتاجيتك.

الشيء الجيد في المجموعة هو أيضاً أنَّكم تشجعون بعضكم بعضاً، وتناقشون الأسئلة التي تطرأ في أثناء عملية التعلم، كما يمكنكم الحفاظ على التزام بعضكم بعضاً بالحفاظ على التركيز.

المصدر




مقالات مرتبطة