كيفية التغلُّب على الإشباع الفوري

عندما يكون علينا القيام بعمل أو مشروع ما، نأخذ كثيراً من الراحة، ونشتِّت أنفسنا بهواتفنا أو بأي وسيلة أخرى؛ مثل وسائل التواصل الاجتماعي، بحجة "أخذ قسط من الراحة"، ومن ثمَّ نعود إلى المهام المترتِّبة علينا، وبعد أقل من خمس دقائق نرى أنَّنا عدنا إلى تلك المشتتات مرة أخرى.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "فارون باهوا" (Varun Pahwa) ويساعدنا فيه على التغلُّب على شعورنا بالإشباع الفوري.

فمن السهل الاستسلام للإشباع الفوري، لكن هذه المكافأة قصيرة الأمد يمكن أن تأتي على حساب الأهداف طويلة الأمد والوفاء بها، والخبر السار هو أنَّه يوجد 9 طرائق للتغلُّب على عقلية "الوقت الحالي"، ولكي تصبح راضياً عمَّا لديك في الوقت الحالي، وهي:

1. معرفة الأسباب الكامنة وراء الإشباع الفوري:

إنَّ السماح للإشباع الفوري بأن يصبح جزءاً مُهيمناً في حياتك يرجع إلى ثلاثة أسباب، وهي: العادة، وضعف ضبط النفس، وقلة الاهتمام بالنفس.

فإنَّ إدراكك للأسباب الثلاثة للإشباع الفوري سيساعدك على التعرف إلى مخاطره، والقضاء على هذه المشكلات الموجودة في حياتك، فإذا كنت تعاني من هذه المشكلات، يمكنك البدء بأن تكون أكثر وعياً بعاداتك، فبعد أن تدرك أنَّ الإشباع الفوري هو أحد عاداتك السيئة، يمكنك البدء بفعل شيء حيال هذا الأمر.

2. السيطرة على حياتك:

عندما قررت إنقاص وزني لأول مرة، كنت مُحاطاً بالعشرات من الأشياء التي كنت أرغب في الحصول عليها، لقد تخيَّلت وزني المثالي، وكان أصدقائي وعائلتي يحاولون إبعادي عن أهدافي الصحية، لكنَّني قررت تجاهل آرائهم والسيطرة على حياتي.

فبالنسبة إليَّ، إذا نهضت وذهبت إلى الكافتيريا ثمَّ أخبرت أصدقائي بأنَّني تناولت طعاماً صحياً، فمن المحتمل أنَّهم كانوا سيخبرونني كم أنَّني خاسرٌ؛ ولكنَّني لم أملك الوقت الكافي للتعامل مع هذه الأمور، فقد كان ينبغي عليَّ أن أتناول الطعام الذي أريده؛ لذلك، سيطرت على الطعام الذي كنت أريد تناوله.

3. إنشاء خطة:

قد يكون التعامل مع المشكلات دون خطة أمراً صعباً، ولكنَّه سيساعدك أكثر من أي شيء آخر، فالتفكير في الأشياء مسبقاً ووضع خطة، سيمنحك الهيكل المطلوب، فعندما تنشئ خطة ما، تكون على معرفة بما تريده، وما هي وجهتك، وكيفية الوصول إليها، وإذا كنت لا تعرف إلى أين تتَّجه؛ فهذا يعني أنَّه ليس لديك اتجاه، وإذا لم يكن لديك اتجاه، فلن تعرف كيف تصل إلى حيث تريد.

4. تقبُّل الفشل:

الفشل هو مفتاح التحسين والنمو الذاتي، فالشخص العادي، خلال عقد من الزمن، يتعلَّم أن يفعل كثيراً من الأمور، ففي ذلك العقد، يتعلَّم قيادة السيارة، ولعب التنس، والكتابة، والتحكُّم بالحاسوب، وقراءة الكتب، والرقص، وما إلى ذلك، وفي نفس العقد يتعلم الفشل، فالإنسان سيفشل كثيراً قبل أن يتقن المهارة التي يريدها؛ إذ تشجعنا ثقافة العمل الدائم على أن نملك كل الأشياء التي نريدها ونفعل كل الأمور التي نريدها.

ويمكن أن يؤدي العيش في فقاعة الإشباع الفوري إلى سلوكات اندفاعية، فجميع مهارات حل المشكلات التي تأتي من الفشل الذي يؤدي إلى النجاح والإنجاز، هي سيف ذو حدين.

شاهد بالفديو: 7 خطوات لتقبّل الفشل والنهوض لتحقيق النجاح

5. التوقف عن المقارنة:

توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين، فهذا الأمر سيجعلك تشعر بأنَّك أقل ممَّا أنت عليه، فأنت تبحث عن طرائق مختصرة لتحسين نفسك أو حياتك على الفور، فكن أفضل نسخة من نفسك، وستجد القناعة والتحفيز، وركِّز على حياتك الخاصة والسعادة التي تريد أن تشعر بها، ولا تدع حياة أي شخص آخر تحبطك أو تجعلك تظنُّ أنَّ حياته أفضل من حياتك.

6. ممارسة تأمُّل اليقظة الذهنية:

تغلَّب على الإشباع الفوري من خلال ممارسة الحياة اليقظة؛ وهذا يعني التأنِّي والانتباه إلى كل شيء من حولك، فتعلَّم أن تنتبه لما تشعر به في جسدك، وتخيَّل كيف تريد أن تشعر في هذه اللحظة؟ ماذا ستفعل لتشعر بتحسُّن أكبر؟ على سبيل المثال، إذا كنت تعمل على تحقيق لياقة أفضل، فافحص كيفية تعاملك مع جسمك، وفكِّر في نوع الأطعمة التي تحتاج إلى تناولها لتشعر بالصحة والقوة.

إقرأ أيضاً: 30 طريقة لممارسة اليقظة الذهنية

7. تعلُّم الرفض:

لقد قيل لنا جميعاً "لا" بطريقة أو بأخرى طوال حياتنا، ويوجد فرق كبير بين نتائج "نعم" و"لا"؛ فإذا قلت "نعم" لشيء ليس لك، فسيؤدي ذلك إلى عرقلة حياتك فقط، ولا أدري إلى أين قد يقودك هذا الأمر، وهذا هو سبب أهمية تعلُّم كيفية قول "لا"؛ فعليك أن تضع حدوداً في الحياة، وأن تعرف متى تطلب الكثير في وقت قصير ومتى تتراجع وتقول "لا".

8. اكتساب منظور آخر:

بقدر ما يبدو الإشباع الفوري مغرياً، فلنفكِّر في الأمر لثانية؛ إذ يمكن أن تكون علاقتك بالطعام مثالاً رائعاً، فإنَّ ذهابك إلى مطعم للوجبات السريعة لن يفسد نظامك الغذائي؛ إذاً متى يكون الأمر زائداً عن حدِّه؟

لقد اعتاد كثير منَّا على الإشباع الفوري لدرجة أنَّه الأمر الذي نقوم به دوماً، في حين أنَّه يمكن أن يكون هذا الأمر مغرياً جداً؛ بل ربما تصبح عبداً لأسلوب حياة من الإشباع الفوري.

9. التمتع باللحظة:

في المرة القادمة التي تريد فيها الحصول على شيء ما على الفور، توقف وفكِّر فيما تشعر به.

  • هل هذه مسألة عاجلة أم هامة؟
  • هل تخدم هذه المسألة غرضاً أساسياً في حياتك؟

إذا كان الأمر عاجلاً أو هاماً، فستتمكَّن من حلِّه في أسرع وقت ممكن، لكن إذا لم يكن الأمر يبدو بهذه الأهمية، فامنح نفسك بعض الراحة، فمعظمنا لا يحتاج إلى رفاهية الإشباع الفوري؛ إذ يكمن جمال التمتُّع باللحظة في عدم وجود حد زمني لها، فأنت موجودٌ في هذه الحياة لتتعلَّم، وليس للاستمتاع أو السعي وراء الأشياء التافهة، فما سيحدث غداً سيتم الاهتمام به غداً، فعش الحياة التي تعيشها الآن واستمتع بكل ثانية فيها.

إقرأ أيضاً: نصائح بسيطة تجعلك تستمتع بكل لحظة في حياتك

في الختام:

فخُّ الإرضاء الفوري هو الفخ الأكثر شيوعاً الذي يبعدك عن مسار حياتك، كما هو الحال مع أي فخ آخر، فإنَّ الإغراء سهل، والطريق مرصوف بالأكاذيب، ففي اللحظة التي تبدأ فيها باتباع هذه الخطوات سوف تكون متحمِّساً ومتمكِّناً من خلال قوَّتك المكتشفة حديثاً؛ لذا لا تكن ضحية للإشباع الفوري، تحلَّ بالصبر، وسوف تحصل على ما تستحقه.

المصدر




مقالات مرتبطة