كيفية اختيار اسم مناسب للشركة

يؤثر الاسم تأثيراً عميقاً في نجاح الشركات الصغيرة؛ حيث يمكِن أن يجعل الاسم المناسب شركتك حديث المدينة، وعلى الجانب الآخر، يمكِن أن يحكم اسم غير مناسب عليها بالفشل، ومن الناحية المثالية، يجب أن ينقل اسم شركتك الخبرة والقيمة والتفرد للمنتج أو الخدمة التي تُقدِّمها.

يعتقد بعض الخبراء أنَّ أفضل الأسماء هي الأسماء المجردة؛ لأنَّها تشبه لوحات فارغة يمكِن إنشاء صورة عليها، بينما يعتقد بعضهم الآخر أنَّ الأسماء يجب أن توصل معلومةً كي يعرف العملاء على الفور ما هي طبيعة عملك، كما يعتقد آخرون أنَّ الأسماء المبتكرة التي تُصاغ من كلمات مركبة لا تُنسَى أكثر من الأسماء التي تستخدم كلمات حقيقية، وهنالك من يعتقد العكس، وأنَّ هذه الأسماء قابلة للنسيان.

في الواقع، يمكِن أن يكون أي اسم فعَّالاً إذا كان مدعوماً باستراتيجية التسويق المناسبة، إليك ما تحتاج إلى التفكير فيه لإعطاء شركتك الصغيرة الاسم الأنسب والفعَّال:

1. طلب مساعدة الخبراء بدايةً:

يمكِن أن يكون التوصل إلى اسم جيد لشركة تجارية عمليةً معقدة؛ لذا قد تفكر في استشارة خبير، خاصة إذا كنتَ في مجال قد يؤثر فيه اسم شركتك في نجاح عملك. لدى شركات التسمية أنظمة مفصلة لإنشاء أسماء جديدة وهي تعرف كيفية الالتفاف حول قوانين العلامات التجارية، ويمكِنهم تقديم المشورة لك ورفض خيارات التسمية السيئة وشرح سبب كون الأسماء الأخرى جيدة.

الجانب السلبي لهذه الطريقة هو التكلفة؛ فقد تتقاضى شركات التسمية الاحترافية ما يصل إلى 80,000 دولار لتطوير اسم، ويشمل ذلك بشكل عام تصميم الهوية البصرية للشركة والتصميم الجرافيكي كجزء من الحزمة، وذلك وفقاً لـ "لوريل ساتون" (Laurel Sutton)، وهي مديرة في شركة "كاتش وورد لتطوير أسماء العلامات التجارية" (Catchword Brand Name Development). خدمات التسمية التي تتقاضى الشركات مقابلها أقل من 50 دولاراً موجودة، ولكنَّ إنفاق مبلغ معقول من المال في وقت مبكر للحصول على مشورة خبير الجودة يمكِن أن يوفر لك المال على الأمد الطويل.

شاهد بالفيديو: 8 أخطاء تقضي على الشركات الناشئة

2. تحديد الهدف من الاسم:

ابدأ بتحديد الرسالة التي تريد أن يوصلها اسم شركتك؛ إذ ينبغي أن يعزز العناصر الرئيسة لعملك، وسيساعدك عملك على تطوير مكانة ورسالة مهمتك في تحديد العناصر التي تريد التأكيد عليها من خلال اسم شركتك.

كلما أوصل اسمك معلومات حول نشاطك التجاري للمستهلكين، قلَّ الجهد الذي يجب عليك بذله لشرحه، ووفقاً لخبراء التسمية، ينبغي أن يعطي أرباب الأعمال الأولوية للكلمات الحقيقية على الكلمات المُصاغة، حيث يُفضِّل الناس الكلمات التي يمكِن أن يكونوا على صلة بها وأن يفهموها؛ لهذا السبب ترفض شركات التسمية المحترفة عالمياً وجود سلاسل من الأرقام أو الأحرف الأولى في الأسماء، وتُعِدُّ هذا خياراً سيئاً.

من ناحية أخرى، من الممكن أن يكون الاسم ذا معنىً كبير جداً، مثل: الأسماء الجغرافية أو العامة من الأخطاء الشائعة، فإذا أخذنا مثالاً افتراضياً، مثل: "محركات أقراص سان بابلو"، ماذا لو أرادت الشركة التوسع خارج مدينة "سان بابلو" (San Pablo)؟ وماذا يعني هذا الاسم للمستهلكين الموجودين في "ولاية شيكاغو" (Chicago) أو "بيتسبرغ" (Pittsburgh)؟ وماذا لو تنوَّعَت منتجات الشركة لتتجاوز محركات الأقراص وتشمل كتيبات تعليمات للبرامج أو الكمبيوتر؟

كيف يمكِن أن يكون الاسم ذا معنىً وواسع النطاق على حد سواء؟ تُعبِّر الأسماء الوصفية عن أمر ملموس عن الشركة وما تفعله وأين تقع وأمور كهذه، أما الأسماء الإيحائية فهي أكثر تجريداً، حيث تركز على ما يتمحور عمل الشركة حوله.

لنفكر في اسم شركة "إيتالياتور" (Italiatour) مثلاً، الذي طوَّرَته إحدى شركات التسمية للمساعدة في الترويج للرحلات إلى إيطاليا، على الرغم من أنَّها ليست كلمةً حقيقية، إلا أنَّ الاسم له معنىً، ويمكِن للعملاء أن يعرفوا على الفور ما تُقدِّمه الشركة، والأفضل من ذلك أنَّ كلمة "إيتاليور" (Italiatour) تثير حماس السفر إلى الخارج.

عند اختيار اسم شركة تجارية، سواء كنتَ تبدأ نشاطاً تجارياً عبر الإنترنت أم بشكل شخصي، ضع النصائح التالية في الحسبان.

• اختر اسماً لا يروق لك فحسب؛ بل لنوع العملاء الذين تحاول استقطابهم أيضاً.
• اختر اسماً سهل اللفظ أو مألوفاً يستحضر ذكريات ممتعة حتى يستجيب العملاء لنشاطك التجاري على المستوى العاطفي.
• لا تختر اسماً طويلاً أو مربكاً.
• ابتعِد عن الأسماء المجازية التي لا يفهمها أحد غيرك.
• لا تستخدِم كلمة "شركة" ما لم يكن مشروعك مسجلاً كشركة فعلاً.

3. الإبداع:

في الوقت الذي تُستخدَم فيه كل كلمة موجودة تقريباً في اللغة في اسم علامة تجارية، أصبح خيار صياغة اسم مبتكر أكثر شعبيةً، وشركتَي "أكورا" (Acura) و"كومباك" (Compaq) من الأمثلة على ذلك، حيث طوَّرَتهما شركة "نيم لاب" (NameLab).

يمكِن أن تكون الأسماء التي تُصاغ أكثر مغزىً من الأسماء التي تحوي كلمات حقيقية، كما يقول رئيس شركة "نيم لاب" (NameLab) "مايكل بار" (Michael Barr)، على سبيل المثال: كلمة "أكورا" ليس لها تعريف في القاموس، ولكنَّ الكلمة تعني "الهندسة الدقيقة"، تماماً كما كانت تنوي الشركة، حيث أنشأ فريق شركة "نيم لاب" (NameLab) اسم "أكورا" من الجذر "أكو" (Acu)، والذي يعني "دقيق" في العديد من اللغات، وقال "بار" إنَّ الشركة تصوغ كلمات جديدة هادفة وفريدة من نوعها من خلال العمل على جذور الكلمات ذات المغزى؛ أي ما يسميه اللغويون بالمقاطع الصرفية مثل "أكو".

كما يعترف "بار" بأنَّ الكلمات المختلَقة ليست الحل المناسب في الحالات جميعها؛ فالكلمات الجديدة معقدة، وقد تخلق تصوراً بأنَّ المنتج أو الخدمة أو الشركة معقدة أيضاً، وهو ما قد لا يكون صحيحاً، بالإضافة إلى ذلك، قد يجد المبتدئون في مجال التسمية هذا النوع من الصياغات خارج نطاق قدراتهم.

الحل الأسهل هو استخدام نماذج صيغ أو تهجئات جديدة للكلمات الموجودة، على سبيل المثال: ابتكرَت شركة "نيم لاب" (NameLab) اسم "كومباك" (Compaq) عندما جاءت شركة حواسيب جديدة إليهم تروج لحواسيب محمولة جديدة؛ لذا فكَّر الفريق في كلمة "كومباكت" (compact) - والتي تعني "مُدمَج" - وخرج بكلمة "كومباك"، التي اعتقدوا أنَّها ستكون أقل عموميةً وأكثر تميزاً.

4. اختبار اسم شركتك:

بعد أن تُضيِّق المجال إلى أربعة أو خمسة أسماء مميَّزة ومعبِّرة، فأنت مستعد للبحث في أمر العلامة التجارية، فليس كل اسم تجاري يحتاج إلى علامة تجارية، طالما أنَّ حكومة بلدك تمنحك شهادة البدء، ولا تنتهك الاسم التجاري لأي شخص آخر، ولكن يجب عليك التفكير في التعاقد مع محامٍ مختص في مجال العلامات التجارية أو على الأقل شركة تُعنَى في البحث عن العلامات التجارية قبل، للتأكد من أنَّ اسم مشروعك الجديد لا ينتهك العلامة التجارية لنشاط تجاري آخر.

لتوضيح المخاطر التي تواجهها إذا تعدَّيتَ على علامة تجارية موجودة، تخيَّل أنَّك تمتلك شركة تصنيع جديدة على وشك شحن طلباتها الأولى في الوقت الذي تَعِدُّ فيه شركة أخرى اسم نشاطك التجاري انتهاكاً لعلامتها التجارية، سيورطك هذا في معركة قانونية تفلس عملك، وكان من الممكن تجنُّب ذلك لو التمستَ مساعدة الخبراء، حيث يمكِن أن تُوفِّر لك الأموال الإضافية التي تنفقها الآن متاعب ونفقات لا حصر لها خلال مسيرتك.

5. التحليل النهائي:

إذا كنتَ محظوظاً، فسوف ينتهي بك الأمر مع ثلاثة إلى خمسة أسماء اجتازَت اختباراتك كلها، فكيف يمكِنك اتخاذ قرارك النهائي الآن؟

تذكَّر المعايير الأولية الخاصة بك، فما هو الاسم الذي يناسب أهدافك؟ وما هو الاسم الذي يصف بدقة الشركة التي تفكر في إطلاقها؟

يتوصل بعض رواد الأعمال إلى القرار النهائي من خلال اتباع حدسهم أو عن طريق إجراء أبحاث عن المستهلكين أو اختبار الاسم مع مجموعات صغيرة لمعرفة كيف يتلقاه الناس، فيمكِنك اختبار أفكار تتعلق بالطريقة التي سيبدو عليها كل اسم على لافتة أو على قرطاسية الأعمال، واقرأ كل اسم بصوت عالٍ، مع الانتباه إلى الطريقة التي يبدو بها إذا كنتَ تتوقع إنشاء إعلانات إذاعية أو تسويق عبر الهاتف في المستقبل، حيث يمكِنك استخدام أي من هذه المعايير أو كلها معاً.

ضع في الحسبان أنَّ شركات التسمية المهنية تكرس ما بين ستة أسابيع وستة أشهر لعملية التسمية، ومن المرجح أنَّه لن يكون لديك كل هذا الوقت، ولكن خطِّط لقضاء بضعة أسابيع على الأقل في اختيار الاسم.

بمجرد اتخاذ قرارك، ابدأ في بناء حماسك للاسم الجديد على الفور؛ فهو خطوتك الأولى نحو بناء هوية قوية للشركة يجب أن تستمر طالما بقيتَ في مجال الأعمال التجارية.

المصدر