كيف يمكنك تحقيق النجاح من دون أيَّة تضحية؟

يختلف تعريف النجاح من شخص إلى آخر، لكن ما لا يختلف عليه اثنان أنَّ تحقيق النجاح ليس أمراً سهلاً، وحتى مع التعريف البسيط الذي يختزل نجاح الشخص بقدرته على عيش الحياة بالطريقة التي يريدها، ما يزال النجاح بهذا المعنى يتطلب عملاً دؤوباً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)؛ ويتحدث فيه عن المفهوم الصحيح للتضحية في سبيل النجاح.

يعرف كلُّ شخص يسعى إلى عيش حياة ذات مستوى جيد هذه الحقيقة، لكن كثيراً ما يُطرح مفهوم التضحية عند الحديث عن النجاح؛ إذ يدَّعي معظم الناس أنَّ النجاح يتطلب التضحية بأشياء عديدة.

ينطوي هذا الاعتقاد على شيء من التهور، فبصرف النظر عمَّا تحاول تحقيقه في الحياة، إلا أنَّك في ظل ظروف عادية ينبغي ألا تضحي بأيَّ شيء، وقد تعتقد للوهلة الأولى أنَّ العمل الجاد يعني أن تضحي بكلِّ الأشياء الأخرى التي ترغب في القيام بها، لكن يصحح لنا الكاتب الأمريكي توني روبنز (Tony Robbins) هذا الاعتقاد ويقول: "إذا كنت تعتقد أنَّها تضحية فلا تُقدِم عليها".

لا يستطيع أحد أن ينكر نجاح توني في تحقيق أهدافه، ومثابرته في وضع مزيد من الأهداف وقدرته على تحقيقها وحتى الأهداف الخيرية العظيمة، وعندما بدأت رحلتي في تطوير الذات كنت أعتقد أنَّه يجب أن أضحي بأشياء كثيرة، ومن ذلك مثلاً:

  • الخروج إلى التسلية في عطلة نهاية الأسبوع.
  • إنفاق النقود على أشياء غير نافعة.
  • أخذ إجازة للسفر والاستجمام.
  • عدم القدرة على تفويت أيِّ يوم دون قراءة.
  • عدم القدرة على التخلي عن العقلية الإيجابية.

عندما تفكِّر في الأمر على هذا النحو، ستشعر بأنَّك تضحي بأشياء كثيرة في الحياة، لكن هذه طريقة خاطئة في النظر إلى الأمور، وهي خاطئة لأنَّك عندما تعتقد أنَّك تضحي بشيء ما من أجل تحقيق النجاح، فإنَّك تعرِّض نفسك للإصابة بالإحباط والاستياء، ويصبح الهدف الذي كان من المفترض أن يجعلك سعيداً أحد الأشياء التي تجعلك مستاءً طوال الوقت.

شاهد بالفيديو: 7 قواعد ذهبية تمهد طريق النجاح

الأمر ليس تضحية؛ بل ترتيب أولويات:

أعيش وفق مبدأ بسيط، إذا كان الأمر تضحية فلن أقوم به؛ ولذلك أنظر إلى كلِّ شيء في الحياة بوصفه خياراً دون أن يجبرني أحد على القيام بأيِّ شيء، حتى العمل الجاد قمت به عن قناعة، وإليك بعض الحقائق التي تنطبق عليها هذه القاعدة:

  • أنت لا تضحي بوقت فراغك؛ بل تستثمر وقتك لتصبح أفضل في مهنتك.
  • أنت لا تضحي بالمرح والتسلية؛ بل تصبح أذكى من خلال قراءة كتاب.
  • أنت لا تضحي بإجازتك السنوية؛ بل تسعى إلى تحقيق مزيد من التقدُّم.

بالطبع يحتاج أيُّ شخص إلى استراحة، وفي الواقع أنا أؤمن بأنَّ الاستراحة ضرورية لتعزيز الإنتاجية، لكن ما نتحدث عنه هو نمط الحياة الذي تختاره، وإذا كان من شأنه أن يساعدك على تحقيق أهدافك أو لا؛ فعندما تُغيِّر نمط تفكيرك من "التضحية" إلى "الاختيار" فأنت تعيد ترتيب أولوياتك؛ ولذلك لن تهتم بما يفوتك في الحياة؛ بل سيبقى تركيزك مُنصبَّاً على التقدُّم الذي تحققه.

ينبع اعتقادنا بأنَّنا نضحي من أجل تحقيق النجاح، من ميلنا الطبيعي إلى مقارنة حياتنا بحياة الآخرين، وإلا كيف تشكلت لديك هذه القناعة بأنَّك ضحيت بشيء ما في حياتك؟ لقد تشكلت بسبب مقارنة حياتك وما لديك بحياة الآخرين وما يمتلكونه.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتصبح محترفاً في تحديد أولويات المهام

لا تبحث عن التوازن بين الحياة الشخصية والعمل:

من الصعوبات التي تعوقنا أيضاً أنَّنا ما نزال نصدق فكرة تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، ولنوضِّح ذلك سنقول إنَّنا نعمل لنعيش حياة كريمة، ونعمل جميعاً أكثر من 9 ساعات يومياً، ما يعني أنَّنا نقضي معظم وقتنا في العمل أو في الذهاب إلى العمل؛ فعملك هو حياتك.

أستغرب دائماً عندما أسمع الناس يتحدثون عن العمل والحياة بوصفهما جزأين منفصلين، ببساطة عملك هو أنت وأنت محور حياتك، وهذه ليست سوى حقيقة مجردة يجب ألا تصيبنا بالسعادة ولا بالإحباط.

إذن، إذا كنت تسعى إلى تحقيق النجاح فعليك أن تختار مهنة تتلاءم مع أهدافك ونمط حياتك ونقاط قوتك؛ بمعنى أنَّك تحتاج إلى وظيفة تستمع بها، لكن قد تتساءل كيف أحصل على وظيفة دون أن أقلق بشأن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية؟

الجواب الذي قد لا يروق للجميع، هو أنَّه يجب أن تولي اهتماماً للتعلُّم على حساب المتعة، فاسعَ دائماً إلى تطوير مهاراتك والتحسين في عملك، واكتشف نقاط قوتك، ثمَّ اعمل في مجال تحقق فيه التميز؛ ومن ثمَّ تصبح جزءاً من الأقلية المؤثِّرة في هذا المجال.

إقرأ أيضاً: أهمية الموازنة بين الحياة الشخصية والعمل

في الختام:

إيلاء أهمية للتعلُّم على حساب المتعة، يعني أنَّك تفضِّل دائماً العمل على تحسين مهاراتك بدلاً من الخروج والتسكع مع الأصدقاء، وهذه ليست تضحية؛ بل قرار حكيم.

المصدر




مقالات مرتبطة