كيف يعزز المدراء ثقتهم بأنفسهم؟

ليست الثقة أمراً فطرياً على الدوام، فإما أن تتظاهر بها أو تدرِّب نفسك على إظهارها. تُعَدُّ الثقة إحدى أهم الخصال التي يجب أن يتحلى بها القائد، فبإظهار الثقة، سيثق طاقم العمل بقراراته أكثر ويولونه احتراماً أكبر ويصغون إلى قوله باهتمام، بالإضافة إلى أنَّ هذه الثقة ستفيده في المفاوضات واجتماعات الفريق واجتماعات العملاء والتفاعلات الأخرى، مما يمنح القائد في النهاية ميزة تكتيكية.



مشكلة الثقة هي أنَّها لا توجد وجوداً طبيعياً لدى الكثير من الناس، فقد لا تستيقظ في الصباح شاعراً بالثقة الفائقة كما يفعل آخرون.

لكن إليك سراً صغيراً: العديد من أكثر الناس المتمتعين بالثقة لم يولدوا هكذا؛ بل كانوا يزيفونها أو ربما دربوا أنفسهم ليكونوا أكثر ثقة، أو كلا الأمرين معاً.

إن كان باستطاعتهم فعل ذلك، فباستطاعتك أنت أيضاً.

إليك هذه الخطوات لتساعدك على تعزيز الثقة بنفسك:

1. التركيز على الأمور التي تُشعرك بالثقة:

"الثقة" مصطلح عام، وينطبق على كثيرٍ من الأفعال والنشاطات الفردية على مدار اليوم، قد لا تشعر بالثقة عند إلقاء خطاب حماسي أمام فريقك، لكن قد تكون واثقاً تماماً من حل الكلمات المتقاطعة في جريدة الصباح، أو قد تشعر بالثقة حيال القيام بشيء أبسط من ذلك، مثل طلب مشروبك في المقهى قبل العمل.

مهما يكن الأمر، لا بد من وجود شيء يشعرك بالثقة؛ لذا ركز عليه، انتبه جيداً لهذه الثقة، حتى لو كانت من ضمن "الضجيج الأبيض" في روتينك المعتاد، حافظ على هذه الثقة، وركز عليها، فمن المحتمل أن يلازمك هذا الشعور حتى في أثناء إكمال المهام الأخرى.

إقرأ أيضاً: 6 أسرار تمنحك الثقة بالنفس

2. تحسين محيطك:

قد لا ندرك الأمر، إلا أنَّ لمحيطنا تأثير كبير في كيفية شعورنا تجاه أنفسنا، كل شيء بدءاً من أمكنة وضع الأثاث ووصولاً إلى ألوان جدران مكتبك يمكن أن يؤثر في طريقة تفكيرك ومشاعرك.

على سبيل المثال إن كان مكتبك صغيراً ومعتماً ومليئاً بالأغراض ومعزولاً، فعلى الأرجح ستشعر بالضيق والحصار والانفصال عن مجموعتك، وعلى العكس إن كان لديك إضاءة جيدة ومكتب مفعم بالألوان وكان الديكور يعجبك، فإنَّ ذلك سيعطيك شعوراً أفضل، في إمكانك بناء المزيد من الثقة في مساحة أكبر، ووضعية جلوس أعلى ورؤية وإمكان وصول أفضل، وبالطبع المزيد من الأشياء التي تناسب ذوقك الشخصي؛ لذا خصص بعضاً من الوقت لتحسين محيطك من أجل تعزيز ثقتك، وستلاحظ الفارق على الفور.

3. التمرن على لغة الجسد:

يربط دماغنا تلقائياً بين مشاعرنا ولغة أجسادنا، ويفهم معظم الناس هذا الرابط بشكل غريزي؛ حيث نبتسم حين نشعر بالسعادة، ونعبس حين نشعر بالغضب، لكن لا يعلم الجميع أنَّ الأمر يعمل عكسياً أيضاً؛ حيث إنَّ الابتسام يمكن أن يكون بمنزلة تحفيز للدماغ ليشعر بالسعادة.

يمكنك الاستفادة من هذا من خلال تبني وضعيات بارزة مرتبطة بأشخاص واثقين وقويين، يمكنك على سبيل المثال أنْ تقف باستقامة، وصدرك للأمام ويديك على ردفيك، أو أن تتخذ وضعية البطل وترفع ذراعيك عالياً فوق رأسك، قم بهذا أمام مرآةٍ لجعله فاعليةً أكثر.

مهما تكن الوضعية التي اتخذتها فستُشعرك بالثقة على الفور، لكن احرص على تجربتها أولاً؛ حيث لا يراك أحد، حتى لا تشعر بالإحراج إذا رآك أحد موظفيك وأنت تجربها.

شاهد بالفيديو: 8 حيل في لغة الجسد تساعدك على تعزيز حياتك المهنية

4. التظاهر:

نحن جميعاً نعلم بالمثلِ القائل: "يكذب الكذبة ويصدقها"، ولكن هل تعلم أنَّ هذا مستندٌ إلى مبدأ علمي مدعم بالتجربة؟ تتلخص الفكرة الأساسية في أنَّ الثقة - أو أي شعور آخر - مبنية على عُقَدٍ من الخلايا العصبية تعمل معاً ضمن سلسلة، فحتى ولو كنت ببساطة تدَّعي الثقة ولا تشعر بها شعوراً فعلياً، فأنت تقوم بتدريب الخلايا العصبية لتعمل معاً لبناء عادات تصبح مع الوقت طبيعية بالنسبة إليك.

لنفترض على سبيل المثال أنَّك دخلت إلى اجتماع وأنت تشعر بالتوتر والخجل، لكنَّك تجبر نفسك على الظهور بمظهر الواثق، تتخذ وضعية مستقيمة وتتحدث بصوت جهوري ومتزن، وتواجه الشك الذي يظهره موظفوك بثقة معبِّرة منك، وفي المرة الثانية التي تمر بها في هذا الوضع، سيصبح الأمر طبيعياً وأكثر سهولة بالنسبة إليك.

إذا كررت هذا تكراراً كافياً في عدد لا بأس به من المواقف، فستبدأ في النهاية بالشعور بثقة أكبر شعوراً طبيعياً.

بمجرد أن تتحلى بالثقة كقائد، سترى المزيد من الثقة والإيمان من موظفيك، وستتمتع بحضور قيادي ومسيطر في الاجتماعات، وستفوز في المفاوضات وتحل الخلافات، وفي النهاية سيعزِّزُ هذا النجاح ثقتك أكثر فأكثر، وسيجعلك تندم على تضييع فرصة الشعور بالثقة سابقاً.

المصدر




مقالات مرتبطة