كيف يسهم أرباب العمل في تعليم أبناء العاملين؟

عندما بدأت الدراسة في عام 2020، كانت غرفة الدراسة بالنسبة إلى معظم الناس في ظل جائحة كورونا، هي المطبخ؛ لذا شعر الآباء أنَّهم في موقف حرج؛ إذ باتوا يجدون أنفسهم في مواجهة التحدي المتمثل بتلبية الاحتياجات المباشرة لأطفالهم، في حين أنَّهم يدركون أيضاً أنَّ مستقبلهم يعتمد على استمرارية وظائفهم.



كيف يمكن للأب والأم الخارقين القيام بهذا كله؟ يجب على أرباب العمل أن يكثفوا جهودهم في دعم الآباء العاملين، وهناك سابقة قوية للشركات في تقديم استحقاقات إلى الوالدين، مثل مكافآت الأمومة/ الأبوة أو المنح الدراسية للأطفال. وفي الواقع، تقدم العديد من المنظمات خدمات رعاية الأطفال عبر الإنترنت والدعم المالي إلى الأسر.

تعليم أطفال الموظفين:

لم لا يُعاد تخصيص بعض هذه الأموال من خلال تطبيق التعلُّم عن بعد، الذي ترعاه الشركات من خلال توفير المعلمين؟ تمضي معظم المناطق المدرسية قدماً في التعلم عن بعد في دروس منظمة، ولكن في المقابل تُنسى الكثير من الأمور. وحتى قبل جائحة كورونا، دعمت شركات مثل "ساس" (SAS) و"غوغل" (Google) الرعاية النهارية في مكان العمل. يمكن للشركات تحويل هذه الأنواع من الميزات إلى برامج قوية لدعم التعلُّم في المنزل.

بدلاً من أن تدفع كل أسرة على حدة راتباً لكل معلم خصوصي، يمكن للشركات توظيف مدرس واحد لتعليم أطفال موظفين عدة، أو تشكيل مجموعات من الطلاب بناءً على المستوى التعليمي. يمكن لهذا المعلم إجراء الفصول الدراسية الافتراضية أو تقديم المساعدة المنزلية أو العمل كقائد نشاط أو حرفة. إذا كانت الشركة محلية نسبياً، فيمكنها توظيف مدرس خاص للتعليم في صفوف مصغرة.

إقرأ أيضاً: 7 لغات برمجة مجانية لتعليم الأطفال كيفية البرمجة

استثمار الموظفين:

قد ينظر أرباب العمل إلى فكرة التعليم المدعوم على أنَّه مكلف للغاية. ولكن إذا كانت الشركات تنظر إلى موظفيها بِعَدِّهم استثماراً في النمو والازدهار، فإنَّ التكلفة ستصبح قليلةً نسبياً. وقد بدأت شركات مثل "بنك أميريكا" (Bank of America)، و"مايكروسوفت" (Microsoft)، و"أكسينتشر" (Accenture)، بتوفير التعلُّم في مجموعات صغرى بدوام جزئي، والإشراف على أيام الدراسة بسعر مخفض مدعوم إلى حد كبير.

ومن ناحية أخرى، قد يكون البديل الأقل تكلفة توفير الدعم للأسر التي تقوم بالتدريس بمفردها؛ وذلك من خلال تقديم إجازات ليوم أو يومين في الشهر حتى يتسنى لها دعم تناوب الآباء الذين يقومون بالتدريس في مجموعات صغرى.

وفي كل الأحوال، فإنَّ فرص التعلُّم هذه قادرة على توفير أموال الشركات الذي يتم إنفاقه على نفقات رعاية الأطفال وتوفير مكان شخصي للأطفال لكي يتعلموا ويتفاعلوا، فضلاً عن إعفاء الآباء من مهام رعاية الأطفال؛ وهذا يحقق الربح للجميع.

شاهد بالفيديو: طرق تعامل المدير الناجح مع الموظفين

الغموض:

بطبيعة الحال، قد تكون فكرة التعليم الذي تقره الشركة غامضاً. من يوافق على المنهج الدراسي؟ وما هي فلسفة التعليم التي ينبغي للمعلم اتباعها؟ هل هي فلسفة "مونتيسوري" (Montessori) أم "ماغنيت" (Magnet) أم "وولدورف" (Waldorf)؟ وما هي المؤهلات التي يجب على الشخص امتلاكها ليتمكن من التدريس في المنزل؟ وهل سيساهم هذا في سد الفجوة التعليمية واسعة النطاق؟ وماذا عن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؟

لا شك في أنَّ هذه التساؤلات هامة، ولكن لا بُدَّ أن ينصبَّ التركيز الآن على المسار الأسهل الذي نستطيع أن نسلكه؛ ذلك لأنَّ الوضع الراهن في هذه الأوقات العصيبة التي نمر بها لا يسير على النحو الصحيح. وعلاوة على ذلك، لا ينبغي للتعليم الممول من قِبل الشركات أن يكون حلاً دائماً لمشكلة مؤقتة؛ بل قد يشكل طريقة مبتكرة لدعم الموظفين لمواجهة هذه البيئة الجديدة.

إقرأ أيضاً: منهج مونتيسوري التعليمي وأهم ميّزاته

تمويل مكتب منزلي للآباء:

يمكن للشركات أيضاً أن تخطو خطوات إلى الأمام من خلال تمويل مكتب منزلي للآباء. فالآباء يحتاجون إلى بعض الاستقلالية لتحقيق الازدهار. وتُعَدُّ قدرة أطفالهم على الوصول إلى والديهم في أيِّ وقت أحد الأمور التي تُصعِّب على الوالدين العمل من المنزل؛ لذلك قد يكون من المفيد للوالدين الحصول على مكتب منزلي مخصص لهما للعمل فيه خلال النهار بعيداً عن الأطفال؛ إذ إنَّ مساعدة العاملين على إنشاء مكتب منزلي من خلال توفير الشاشات وأجهزة الاتصال بالإنترنت وسماعات الرأس عالية الجودة، يمكن أن يساعد على الحد من مصادر الإلهاء.

يعمل الجميع خلال هذه الفترة من دون تواصل حقيقي؛ وهذا يجعلنا نسير نحو المجهول. وأكثر القادة نجاحاً هم أولئك الذين يرتقون إلى مستوى التحدي، ويتحلون بالإبداع في التوصل إلى الحلول؛ لذا، أصغِ إلى الموظفين، واعمل على حل مشكلاتهم الفردية، وميِّز شركتك بعلامة تجارية مهتمة.

المصدر




مقالات مرتبطة