كيف يستعد المديرون لعودة الموظفين إلى مكاتبهم بعد الجائحة؟

ستفتح الشركات مجدداً أبوابها لعودة الموظفين للعمل من مكاتبهم مع تزايد عدد الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح؛ لذا نستعرض هنا 5 أسئلة قد تطرحها على نفسك لتعرف كيف يجب أن يستعد القادة لهذه العودة وما الذي يجب أن يتوقعوه:



1. كيف يستطيع القادة والشركات الاستعداد لافتتاح المكاتب مجدداً وما هي الأدوات التي يمكنهم استخدامها؟

مع العودة إلى العمل من المكاتب، من الضروري أن يدرك المديرون أنَّ العديد من موظفيهم جربوا العمل من المنزل لمدة طويلة بسبب الجائحة، وأنَّ طريقة تفكيرهم تغيرت نتيجةً لذلك، ولهذا يجب أن ترحِّب الفِرق باستخدام الأدوات الجديدة ونموذج العمل الهجين لإعادة بناء ثقافة الشركة والتعاون.

وستكون الأدوات التي تساعد على جمع الناس وتعزيز الثقافة عن بُعد أساسية في تأقلم الشركات الكبيرة والصغيرة مع البيئة الجديدة، وإحدى المجالات التي يجب اعتماد التكنولوجيا فيها هي تدريب وتعليم الموظفين لتلبية معايير الجودة كما في التعليم وجهاً لوجه.

تجمع التكنولوجيا بين أدوات التدريب والكوتشينغ الذي يقوده الذكاء الاصطناعي إضافة إلى تقديم تقارير عن التقدم للمديرين، مما سيساعد على سد بعض النواقص في تجربة التعلُّم حين يعمل الموظفون من خارج المكتب بينما تسمح لهم في الوقت نفسه بالاستمتاع بمزايا العمل من المنزل، وفي النهاية حين يرحِّب المديرون باستخدام الأدوات الجديدة فهم يتقبلون أيضاً أنَّ الموظفين سيقضون جزءاً من أسبوع عملهم في العمل من المنزل.

إقرأ أيضاً: 5 توجهات هامة لعودة الموظفين للعمل في المكاتب

2. هل هناك شيء يجب على المديرين فعله شخصياً لتغيير أسلوبهم في القيادة استعداداً للعودة إلى العمل من المكتب؟

تختلف الآراء في النقاش حول مفهوم بيئة العمل الهجينة، لكنَّ الأكيد أنَّه يجب على المديرين تغيير طريقة تفكيرهم واستكشاف فوائد هذه البيئة ليجذبوا موظفين يتمتعون بمواهب عالية ويحافظوا على موظفيهم الحاليين.

التحدي هو العثور على طرائق للتكيُّف مع توقعات الموظفين، وإتاحة الفرص للنمو والتفاعل في الوقت نفسه، وإذا أصبح النموذج الجديد للعمل هو العمل الهجين؛ يجب على أرباب العمل إيجاد طرائق لبناء ثقافة الشركة حولها بحيث يضمنون أن يكون العاملون عن بُعد جزءاً من مجتمع الشركة، ويجب أن يتخذ المديرون الخطوات اللازمة لتقييم أنفسهم وقراراتهم للترقية كي يضمنوا أنَّهم لا ينحازون للموظفين الذين يعملون من المكتب دون أن يشعروا بذلك.

حان الوقت للتخلي عن موقف الإدارات القديم الذي يؤيِّد فكرة حضور الموظف إلى المكتب كي ينجز العمل، لأنَّ الأدوات المتاحة اليوم، من أدوات تتبُّع الوقت والتعرف إلى الوجه وأدوات المراقبة، تستطيع أن تضمن الإنتاجية، وحصول الموظف على الخصوصية التي يحتاجها في الوقت نفسه، وأنت بصفتك مديراً يجب أن تغير أساليبك القديمة التي تعتمد على المراقبة والإدارة إلى استخدام التكنولوجيا.

3. هل ستتأثر الإنتاجية بعد العودة إلى العمل من المكتب؟

يبدو أنَّ هناك اختلافاً كبيراً بين رأي المديرين التنفيذيين والموظفين من حيث تأثير العمل من المنزل في إنتاجيتهم، حيث أشار 43% من المديرين التنفيذيين في إحدى الدراسات إلى أنَّ شركاتهم اضطرت إلى تأجيل إطلاق منتجات كبيرة أو حملات أو مبادرات بسبب عمل الموظفين من المنزل وتعاونهم باستخدام الإنترنت، وكانت الإنتاجية أكبر مخاوف 86% من المديرين بشأن عمل الموظفين عن بُعد، بينما قال 40% من الموظفين إنَّ إنتاجيتهم ارتفعت في أثناء العمل من المنزل.

مما يثير السؤال، ما سبب هذا الاختلاف؟ هل لأنَّ الموظفين يريدون الاستمرار في العمل من المنزل ويستخدمون الإنتاجية كعذر؟ هل يريد المديرون ببساطة أن يراقبوا موظفيهم عن كثب خلال اليوم؟ أيَّاً كان السبب، يبدو أنَّ الجميع يفهم ويتقبَّل توقُّع الموظفين بأن يتمكنوا من العمل عن بُعد على الأقل جزئياً في المستقبل، وأنَّهم مستعدون للاستقالة من وظائفهم إذا عارضت الشركات رغباتهم؛ لذا يقع على عاتق المدير التأقلم مع نموذج العمل الجديد هذا والعثور على طرائق للاستمرار بتقديم مستويات الإنتاجية كما في السابق.

في بداية الجائحة اضطررنا إلى التعديل على الأدوات الموجودة لسد الثغرات الناجمة عن العمل عن بُعد، لكن بعد كل هذا الوقت وصلت ثورة تكنولوجيا العمل من المنزل إلى أدوات جديدة وحديثة، من الاتصالات الداخلية ومراقبة الموظفين والتدريب عن بُعد وأدوات التعاون في الوقت الفعلي، لنقل تجربة العمل في المكتب إلى المنزل؛ لذا إن كانت الإنتاجية تتراجع، يجب على أرباب العمل العثور على الأدوات القادرة على تحسين فرص نجاح موظفيهم.

إقرأ أيضاً: كيف تدعم الصحة الذهنية للموظفين بعد العودة للعمل من المكتب؟

4. ما هي التغيرات على الثقافة التي يجب أن يستعد لها أرباب العمل؟ وكيف يمكنهم المساهمة في إعادة بنائها؟

يجب أن يكون المديرون على دراية بالتحديات التي يواجهها الموظفون في أثناء العودة إلى العمل من المكتب، فقد يواجه بعض الموظفين صعوبات في تأمين الرعاية لأطفالهم أو تضارب في جداول العمل، بينما قد يشعر الآخرون بالقلق بشأن خوض التفاعلات وجهاً لوجه بعد وقت طويل من العمل من المنزل، وهناك أدوات مفيدة إذا كان توضيح هذه التحديات للموظفين صعباً.

يعدُّ الحفاظ على تواصل فعال مع موظفيك وترك المجال لهم للتعبير عن مخاوفهم بشأن العمل هاماً أكثر من أي وقت مضى خلال المراحل الانتقالية التي يسودها التوتر، وذلك لأنَّ معدلات الإرهاق ستكون أعلى بين موظفي أرباب العمل الذين لا يعالجون هذه القضايا، أو سيغادر موظفو هؤلاء بحثاً عن رب عمل يعتني بهم.

5. ما هي البرامج أو الأنظمة التي يستطيع المديرون البدء باستخدامها الآن لتساعدهم بعد انتهاء الحجر الصحي؟

ستكون جلسات المراجعات المنتظمة والمتكررة المفتاح للعودة إلى العمل من المكتب بعد الجائحة؛ حيث سيساعدك فهم طريقة تفكير الموظفين وسلوكهم على الاحتفاظ بقوة عاملة أسعد وأكثر اندماجاً، ومن الضروري أن يتدرب المديرون ويتلقوا الدعم ليتمكَّنوا من العمل والإدارة في هذه البيئة الجديدة، فلا يمكنك أن تتوقع منهم أن يعرفوا كيفية فعل ذلك دون مساعدة؛ لذا تأكد من حصولهم على الأدوات والإرشادات التي يحتاجونها لإعادة بناء ثقافة الشركة والبيئة اللازمة لنمو شركة قوية.

معظم المعلومات التي لدينا عن العمل عن بُعد تعود إلى وقت ما قبل الجائحة، لكنَّ العمل عن بُعد اليوم سيكون مختلفاً جداً عن ذلك النظام مع تطوير أدوات جديدة يومياً، وإذا اعتمد أرباب العمل هذه الأدوات الآن، سيكونون قادرين على كشف الأخطاء في أنظمتهم وإصلاحها وتحديد الأدوات التي تناسبهم، كما يمكنهم استثمار هذا الوقت للبدء بتقييم مستويات الإنتاجية والتوفير في التكاليف التي يمكن توقعها عند استخدام تقنيات العمل عن بُعد الحديثة.

الحياة لن تعود كما كانت قبل الجائحة أبداً، ولكن لدينا الآن فرصة للاستمتاع بجوانب أخرى من حياتنا؛ لذا يجب أن نتقبَّل هذا التغيير الدائم بينما تسمح لنا التكنولوجيا بالوصول إلى توازن أفضل بين حياتنا الشخصية والمهنية، وتستطيع الشركات الآن أن تستعد لدعم موظفيها خلال انتقالهم مجدداً إلى المكتب، مع الحفاظ على مستوى الإنتاجية وجذب المواهب الجديدة، عبر تحديث أساليب الإدارة واستخدام الأدوات والتقنيات الجديدة وتغيير التوقعات.

المصدر




مقالات مرتبطة