كيف يحفز الأشخاص الناجحون أنفسهم؟

بينما كنت جالساً أشاهد المسلسل وبعد الانتهاء من الحلقة بدأت الحلقة التالية؛ لذا قررت مشاهدتها وتأجيل عملي لوقت لاحق وبالطبع عند انتهاء الحلقة شعرت بالفضول لمعرفة الأحداث التالية وانتقلت إلى الحلقة التي تليها وهكذا مرت ثلاث ساعات وأنا جالس على الأريكة بدلاً من القيام بعملي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب علي سكارليت (Ali Scarlett)، ويُحدِّثنا فيه عن الأمور التي يقوم بها الأشخاص المتميزون من أجل التحفيز.

مفهوم سلسلة اتخاذ القرار (The Decision Train):

ستمر بأيام لا تشعر فيها بالتحفز لفعل أيِّ شيء، والتحفيز سيئ لأنَّنا نعتمد عليه كثيراً في إنجاز الأمور، ممَّا يعني أنَّه عندما لا نشعر بالتحفيز لا ننجز أيَّ شيء أو نحتاج إلى مساعدة للقيام بذلك، وفي الأيام التي تشعر فيها بالرغبة في عدم القيام بأيِّ شيء يمكنك في الواقع تجاوز حاجة عقلك للتحفيز حتى تتمكن من إنجاز الأشياء بصرف النظر عمَّا تشعر به، ويبدأ كلُّ شيء بمفهوم يشار إليه باسم سلسلة اتخاذ القرار (The Decision Train).

يعمل هذا المفهوم على النحو الآتي: المشاعر تؤدي إلى اتخاذ القرار والذي بدوره يؤدي إلى العمل، يتبع هذا المفهوم الأشخاص الذين يجدون صعوبة في إنجاز أعمالهم لأنَّهم يفتقرون إلى الحافز؛ إذ ينتظرون الشعور برغبة لإنجاز المهمة، فيتخذون القرار، ومن ثَمَّ الإجراء اللازم.

بالمقابل يختزل الأشخاص المتميزون هذا المفهوم باتخاذ القرار بإنجاز المهمة مباشرة، ومن خلال القيام بذلك فإنَّهم يتخذون القرارات بسرعة، ونتيجة لذلك ينجزون المهام بسرعة؛ بعبارة أخرى اتخذ إجراء مباشرة، كما يقول الفيلسوف سقراط (Socrates): "الأشخاص الأذكياء يتعلمون من كلِّ شيء ومن الجميع، أمَّا الأشخاص العاديون يتعلمون من تجاربهم والأشخاص الأغبياء لديهم بالفعل الإجابات كلَّها".

توجد طريقة أخرى للنظر إلى هذه العملية، وهي استخدام تسلسل آخر من مفهوم سلسلة اتخاذ القرار: الإلهام يؤدي إلى إثارة الدافع، ومنه إلى اتخاذ القرار، والأخير يؤدي إلى البدء بالعمل، ويعرف الإلهام بأنَّه "عملية التحفيز الذهني لفعل شيء ما أو الشعور به"، أمَّا الدافع فيعرَّف بأنَّه "سبب يدفع أو أسباب تدفع الفرد للتصرف بطريقة معينة".

لذلك في تدريب اتخاذ القرار هذا الجزء الخاص بالمشاعر هو الإلهام والتحفيز؛ إذ سينتظر الناس حتى يشعروا بالإثارة الذهنية لإنجاز شيء ما، ممَّا يؤدي إلى التحفيز، ويعمل التحفيز بوصفه تذكيراً لسبب رغبتهم في إنجاز المهمة في المقام الأول، وهذا يقودهم إلى اتخاذ إجراء في النهاية.

من خلال الاستغناء عن الشعور بالإلهام والتحفيز يمكنك أن تقرر اتخاذ إجراء أولاً، وبعد الانتهاء من المهمة فإنَّ الشعور بالافتخار الذي تشعر به من خلال اتخاذك للقرار، يبني الدافع لإكمال مهمة أخرى، فإنَّ اتخاذ الإجراءات يبني الزخم الذي يدفعك لاتخاذ مزيد من الإجراءات.

شاهد بالفديو: 8 خطوات للحفاظ على التحفيز الذاتي حتى في الأوقات الصعبة

ابدأ في الشعور بالتحفز اليوم:

مع ذلك لم يولد أحد متميزاً، ممَّا يعني أنَّك قد تحتاج إلى الإلهام والتحفيز ليكون بمنزلة تنبيه بين الحين والآخر حتى تتمكن من تبنِّي هذا النهج تبنِّياً كاملاً؛ لذا بالنسبة إلى المبتدئين الإلهام هو سبب رغبتك في العمل؛ فمن خلال اكتشاف رسالتك يمكنك بسهولة أن تلهم نفسك وكذلك الآخرين لاتخاذ إجراء، وبالنسبة إلى الدوافع، فتوجد 4 مجالات تحفز الناس وهي: التقدم والنمو الشخصي والمنافسة والغاية.

إذ يُحفَّز الأشخاص الذين يحفزهم التقدم من خلال الوصول إلى آفاق جديدة، مثل الحصول على ترقية وتحقيق الأهداف كفريق وما إلى ذلك، أمَّا الأشخاص الذين يحفزهم النمو الشخصي فينظرون إلى أهدافهم الشخصية ويستخدمونها بوصفها المصدر الأكثر قدرة على التحفيز، مثل إنشاء نمط حياة معين والحصول على التقدير، وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يحبون المنافسة فيكونون مدفوعين بعوامل مثل التحدي وإثبات خطأ الآخرين وعناصر أخرى غير تقليدية، ويتحفز الأشخاص الذين تقودهم غايتهم من خلال إحداث تأثير ومساعدة الآخرين.

إقرأ أيضاً: كيف تتغلب على نقص التحفيز وتبقى متحمساً دائماً؟

في الختام:

يمكنك الاستفادة من عنصري الإلهام والتحفيز لتصبح أكثر إنتاجية وتركيزاً وتقدم أفضل أداء لديك؛ لذا عندما كنت أعاني من أجل البقاء متحفزاً بدأت بالتعرف إلى غايتي والحوافز جميعها التي سأحققها من خلال تحقيق أهدافي، وعندما أصادف أيَّة مهمة لم أشعر برغبة في القيام بها فأسأل نفسي عمَّا إذا كانت تخدمني في تحقيق غايتي ورسالتي أم لا.

كنت أسأل نفسي ما إذا كان إنجاز هذه المهمة سيساعدني على الحصول على الحوافز التي كنت أعمل من أجلها، وإذا كانت الإجابة لا، فأزيلها من قائمة المهام الخاصة بي، وإذا كانت الإجابة نعم، فسوف أتخذ قراراً بتنفيذها؛ لذا اتبع هذا النهج لتحقيق أهدافك بسرعة.

What Top Performers Really Do For Motivation




مقالات مرتبطة