كيف يحسن اللطف مع الآخرين وظائف الدماغ؟

يجعلك اللطف مع الآخرين تشعر بالرضا؛ حيث تُظهِر الأبحاث أنَّه عندما تبذل جهداً لتشعر بالتعاطف تجاه الآخرين وتعاملهم بصبر ولطف، فإنَّ ذلك يتسبب في رد فعل فيزيولوجي يمكن أن يقلل من هرمون الكورتيزول الذي يسبب التوتر؛ حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة الكورتيزول إلى ضعف ذاكرتك ويتداخل مع وظائف المخ؛ لذا فإنَّ أي شيء يقلل من الكورتيزول في نظامك مفيد لصحة الدماغ، واتضح أنَّ تعلُّم اللطف والرحمة يمكن أن يخلق هذا التأثير؛ وذلك وفقاً لدراسة أجراها باحثون في جامعة ستانفورد (Stanford) وجامعة كاليفورنيا (UC).



لفهم كيفية عمل ذلك، تخيل نفسك تحت الضغط؛ حيث تأخرت عن الموعد النهائي لتسليم العمل، وتأخرت عن موعد الاجتماع، وتواجه نكسة مالية قد تُعرِّض شركتك للخطر، وفي خضم كل هذه الضغوطات النفسية، تنسى زوجتك موعداً هاماً، أو يطلب موظفك تمديد موعد تسليم مَهمة كانت يجب أن تُسلم أمس، فماذا ستكون ردة فعلك الأكثر احتمالاً؟ هل ستعامل الشخص الآخر بتعاطف ورحمة؟ أم أنَّك على الأرجح ستخبره بمدى إحباطك وانزعاجك؟

إذا كنت مثل معظم البشر، فإنَّ حقيقة شعورك بالتوتر تجعلك أكثر عرضة للاستجابة بالغضب بدلاً من اللطف، وفقاً لجيمس دوتي (James Doty)، الأستاذ في جراحة الأعصاب في جامعة ستانفورد (Stanford University)، والمؤلف المشارك للدراسة، يشعر الكثير منا على الأقل بمستوى معين من التوتر في معظم الأوقات، فتنمية مشاعر اللطف والرحمة تتعارض مع هذا الضغط، يقول دوتي (Doty): "عندما يتصرف شخص ما بتعاطف، يكون لذلك تأثير إيجابي هائل على وظائف الأعضاء".

إقرأ أيضاً: التعاطف أساس النجاح في العلاقات الاجتماعية

قدِّم التعاطف لتكون سعيداً:

بالإضافة إلى خفض مستويات التوتر لدينا، هناك الكثير من الأدلة على أنَّ كونك لطيفاً مع الآخرين يجعلك أكثر سعادة، كما قال الدالاي لاما (Dalai Lama)، "إذا أردت أن يكون الآخرون سعيدين، كُن رحيماً، وإذا أردت نفسك أن تعيش سعيداً، فكن رحيماً أيضاً".

شارك 51 شخصاً، في تجربة بجامعة ستانفورد (Stanford University)؛ حيث اختيروا عشوائياً من دراسة أكبر، في برنامج التدريب على تنمية التعاطف، على مدار 10 أسابيع من التدريب، سُئلوا مرتين في اليوم عن مدى القلق والهدوء والتعب أو اليقظة التي كانوا يشعرون بها في تلك اللحظة، كما ملؤوا استبيانات كل أسبوع، وقيموا عدد المرات التي شعروا فيها بهذه المشاعر خلال الأسبوع السابق، وقد نتج عن التدريب انخفاض كبير في القلق وزيادة في الهدوء.

للأسف عُلِّق تدريب تنمية التعاطف في أثناء الجائحة، لكن لا يزال في إمكاننا التركيز على التعاطف، وبذل الجهود للتفاعل بلطف مع موظفينا وأفراد عائلاتنا، وكذلك مع الغرباء الذين نلتقي بهم يومياً، يمكن لممارسة اللطف أن تجعل العالم مكاناً أفضل، ويمكن أن يساعدك على أن تكون أكثر سعادة وصحة، وأن تفكر تفكيراً أكثر وضوحاً أيضاً.

المصدر




مقالات مرتبطة