كيف نحل مشاكلنا بأنفسنا؟

الحياة بطبيعتها بين عسر ويسر وبين فرح وحزن هكذا هي سُنَّة الكون، لذلك علينا أن نتعامل معها على هذا النحو، وعلينا أن نتجاوز الكثير من العقبات كي نصل إلى طموحنا وأحلامنا، وتجاوز العقبات فن مستقل علينا إتقانه، لذلك سنستعرض في هذا المقال أهم الخطوات اللازمة للإنسان لكي يحل مشكلاته وحده دون الحاجة إلى أحد.



الخطوة الأولى: معرفة إن كان هناك مشكلة

من الهام التأكد من وجود مشكلة فعلاً ولها آثار سلبية؛ وذلك لأنَّ المشكلات يمكن أن تسبب القلق، وسيحاول الكثير من الناس تجنب أو تجاهل أو التسويف عند التعامل مع القضايا الصعبة في حياتهم، ولسوء الحظ فإنَّ تجنب مشكلاتك عادةً ما يؤدي إلى تكرار حدوثها معك، ويمكن أن تصبح المشكلة الصغيرة مشكلة كبيرة مع مرور الوقت؛ لذا كيف يمكنك التعرف إلى مشكلة في وقت مبكر؟ اتبع ما يأتي:

1. حضِّر قائمة:

اعتد على كتابة قائمة بالمشكلات التي تواجهك في حياتك، فمن السهل العمل على حل مشكلة إذا كنت قد كتبتها، وسيساعدك هذا النهج أيضاً على معرفة ظهور بعض المشكلات مراراً وتكراراً.

2. استخدم مشاعرك لمعرفة سبب مشكلاتك:

نحن غالباً ما نرتكب خطأ الاعتقاد بأنَّ عواطفنا السلبية هي المشكلة، وهذا غير صحيح، فعلى سبيل المثال، قد تعتقد أنَّ المشكلة هي أنَّني أشعر دائماً بالتوتر في العمل؛ إذ إنَّه من الأدق القول لدي مشكلة في العمل، مثل الصعوبات مع زملاء العمل أو عبء العمل الضخم؛ فهذا يجعلك تشعر بالتوتر، فاستخدم مشاعرك السلبية لإرشادك عندما تشعر بالقلق أو التوتر أو الإحباط أو الانزعاج في موقف معين، وحاول أن تجد المشكلة التي تجعلك تشعر بهذه الطريقة، وبذلك تكون أكثر قدرة على حلها.

3. ابحث عن التحدي:

العقبة الكبيرة التي يواجهها معظم الناس هي الطريقة السلبية التي ينظرون بها إلى المشكلات، فإذا كنت تعتقد أنَّ المشكلات تجعلك بخطر دائماً أو أنَّ وجودها هو علامة على الضعف أو الفشل، وترى نفسك غير قادر على حل المشكلات بشكل صحيح، فلن تستطيع حل المشكلة، وستُهزم عند أول مشكلة تواجهك.

إذا تمكنت من العثور على بعض الفوائد أو الفرص في مشكلة ما، فمن المرجح أن تعمل على حلها، على سبيل المثال، إذا كانت مشكلتك هي عدم مواجهة زملائك في العمل، فقد تكون الفرصة في تحسين مهارات الاتصال لديك، وربما حل بعض الخلافات مع زملائك في العمل من خلال مناقشة المشكلة والعمل على حلها، فتكون بذلك قد حللت المشكلة بالإضافة إلى فوائد أخرى.

الخطوة الثانية: تحديد المشكلة؟

قبل محاولة حلِّ مشكلةٍ ما عليك أولاً تحديدها؛ إذ يمكنك أن تسأل نفسك ما هي المشكلة؟ وما هي الأسس التي استندت إليها في تعريفها على أنَّها مشكلة؟ وما هي الآثار السلبية للمشكلة؟

شاهد: 7 أساليب فعالة يستخدمها الأشخاص الأذكياء لحل المشكلات

الخطوة الثالثة: معرفة الأهداف عند مواجهة هذه المشكلة

من أجل معرفة ما إذا كنت قد قمت بحل مشكلاتك، من الهام أن تعرف مسبقاً كيف ستبدو المشكلة التي حللتها، وفيما يأتي بعض النصائح لتحديد الأهداف:

1. كن واقعياً في تحديدك لهدفك بعد حل المشكلة:

فلا تجعل أهدافك غير قابلة للتحقيق أو صعبة المنال فستشعر أنَّك قد فشلت نوعاً ما أو قد تشعر بالخيبة لأنَّك لم تنجز ما خططت له؛ لذلك احرص أن تكون أهدافك معقولة، فعلى سبيل المثال، مشكلتك في طريقة العمل التي يطلبها منك مديرك، فلا تتوقع أن تعمل كما تريد كلياً، لكن حاول التأقلم قليلاً لأنَّ القرار ليس بيدك كلياً.

2. كن واضحاً في تحديد أهدافك ولا تجعلها غامضة:

إذ يشتبه عليك إذا كنت قد تجاوزت مشكلتك أم لا، فعلى سبيل المثال، إذا كان هدفك أن تكون سعيداً في عملك، فهل ستكون سعيداً كل الوقت؟ وما هو مستوى السعادة الذي تريد أن تصل إليه؟ حدد ما تريده بدقة فمن الصعب أن يبقى الإنسان سعيداً طوال الوقت.

3. حاول أن تعرف إذا كانت المشكلة طويلة الأمد أم قصيرة الأمد:

فإذا كانت طويلة الأمد كالحصول على رتبة وظيفية عالية، فهذا سيحتاج إلى وقت طويل لحل المشكلة، أما إذا كانت المشكلة قصيرة الأمد، فيمكنك حلها بسرعة والتماس نتائجها مباشرةً.

الخطوة الرابعة: التفكير في حلول جديدة

أكبر خطأ نرتكبه عند إيجاد حلول لمشكلاتنا هو التفكير في نفس الحلول القديمة، ومع ذلك إذا نجحت هذه الحلول القديمة فلن تظل المشكلة قائمة، ومن أجل التوصل إلى حلول جديدة يمكنك اتباع هذه التعليمات الذهبية:

1. ابتكر الكثير من الحلول:

من المرجح أن تصل إلى حل جيد إذا كان لديك عدة حلول تستطيع أن تختار حلاً من بينها، وحاول أن تقترح نحو عشرة حلول مختلفة، لكن احرص على أن تكون الحلول مدروسة ونافعة وليست عشوائية.

2. لا تتسرع في اتخاذ الحكم على حلولك:

قد يبدو الحل سخيفاً وغير جيد للوهلة الأولى، لكن ربما بعد التدقيق نجد أنَّه حل فعال؛ لذلك تمهَّل في الحكم على حلولك، واعلم أنَّك تفكر بأكبر قدر ممكن من الحلول فقط.

3. احرص على أن تكون حلولك مختلفة عن بعضها بعضاً:

احرص على أن تكون الحلول تضم طرائق مختلفة ومجالات متنوعة وغير منحصرة في فكرة معينة.

الخطوة الخامسة: اتخاذ قرار بشأن الحل

إذا كنت تعاني من القلق، فإنَّ اختيار حل لمشكلتك قد يبدو صعباً للغاية، ومع ذلك من الهام أن تتذكر أنَّ عدم حلِّ مشكلةٍ ما يمكن أن يؤدي إلى مزيد من القلق أكثر من محاولة حلها بصرف النظر عن مدى شعورك بالقلق.

فيما يأتي بعض الأسئلة التي يمكن أن تساعدك على العثور على أفضل حل لمشكلتك وبطريقة مريحة:

1. هل سيصلح هذا الحل مشكلتي ويساعدني على الوصول إلى أهدافي؟

قد يبدو هذا المبدأ التوجيهي واضحاً، ومع ذلك من الهام التأكد من أنَّ حلك سيساعدك على الوصول إلى أهدافك، على سبيل المثال، لن يساعدك العمل بجد بوصفه حلاً لمشكلة العمل على الوصول إلى هدفك المتمثل في الحصول على عمل أقل للقيام به في يوم واحد.

2. ما هو مقدار الوقت والجهد الذي يتطلبه هذا الحل؟

يمكنك أن تتوقع أنَّ أي حل سيتطلب بعض الوقت والجهد، ولكنَّ الهدف المطلوب يجب أن يكون مرتبطاً باحتياجاتك، فقد يتطلب "ترك وظيفتك" بوصفه حلاً لمشكلة العمل قدراً كبيراً من الجهد، وسيتعين عليك البدء بالبحث عن وظيفة جديدة.

3. كيف سأشعر إذا اخترت هذا الحل؟

إذا كنت تعتقد أنَّ الحل سيجعلك تشعر بالضيق أو الذنب أو القلق الشديد، فقد لا يكون الحل الأفضل، على سبيل المثال، قد يجعلك الكذب على المدير بشأن مقدار العمل الذي قمت به تشعر بالضيق.

4. ما هي تكاليف وفوائد هذا الحل بالنسبة إليَّ وإلى الآخرين الآن وعلى الأمد الطويل؟

الحل الأفضل سيحقق أكبر قدر من الفوائد وأقل تكلفة ممكنة، لكن عند التفكير في التكاليف والفوائد فأنت تريد التفكير في كيفية تأثير الحل.

شاهد أيضاً: 5 نصائح لاكتساب مهارة حل المشكلات

الخطوة السادسة: تنفيذ الحل

غالباً ما تكون هذه هي الخطوة الأكثر صعوبة؛ وذلك لأنَّه يتعين عليك الآن أن تبدأ بتنفيذ الحل الذي اخترته؛ إذ يخشى معظم الناس من أنَّهم ربما اختاروا الحل الخاطئ، أو ربما يكون لديهم حل أفضل إذا فكروا في المشكلة أكثر، وهذا تفكير غير مفيد ولكنَّه طبيعي حتماً، لكن تذكر أنَّ المحاولة أفضل بدلاً من عدم القيام بأي شيء على الإطلاق.

لمساعدتك على تنفيذ الحل الخاص بك يمكنك وضع خطة عمل، فإذا كنت تعرف كيف ستقوم بتنفيذ الحل الخاص بك فمن المرجح أن تتابع ذلك بنجاح تام، كما يجب أن تتضمن خطتك جميع الخطوات التي ستحتاج إلى اتخاذها لتنفيذ الحل، ويجب أن تكون محددة وملموسة قدر الإمكان، على سبيل المثال، إذا كان الحل هو الحصول على وظيفة جديدة، فقد تكون بعض النصائح المتضمنة في هذا الحل:

  1. اكتب قائمة بأنواع الوظائف التي ترغب في الحصول عليها.
  2. اشترِ صحيفة كل يوم وتحقق من إعلانات المساعدة المطلوبة.
  3. اتصل بجميع أرباب العمل الذين يعلنون عن وظيفة ترغب في الحصول عليها.
  4. أعد ترتيب جدول عملك حتى تتمكن من الذهاب إلى المقابلات إذا لزم الأمر ذلك.
إقرأ أيضاً: كيف تحدد جذور أي مشكلة من خلال 5 أسئلة بسيطة؟

الخطوة السابعة: التحقق من أنَّ الحل قد نجح، أو معرفة نسبة نجاحه

الآن بعد أن نفذت الحل الخاص بك، تحتاج إلى التأكد من أنَّ الحل قد نجح، وفي بعض الأحيان لا تكون الخطط الموضوعة دائماً مثالية؛ لذلك من الجيد أن يكون لديك علامات تتيح لك معرفة ما إذا كنت على المسار الصحيح، على سبيل المثال، مع مشكلة العمل يمكنك استخدام عبء العمل الخاص بك بوصفه علامة لتتبع الحل الخاص بك، فإذا لاحظت أنَّ عبء عملك ينخفض فمن المحتمل أنَّ الحل الخاص بك قد نجح.

إقرأ أيضاً: 8 خطوات تساعدك على حل جميع مشاكلك

في الختام:

إنَّ المشكلات هي عبارة عن تحديات تعترض درب الإنسان في مسيره نحو العلا والنجاح؛ لذلك علينا أن نعي أنَّ الحل دائماً لدينا، لكن علينا إيجاده عبر التفكير الطويل والهادئ بعيداً عن الخوف والضعف اللذين من شأنهما أن يجعلا الإنسان ينهار عند أول مشكلة تواجهه.




مقالات مرتبطة