كيف نتوقف عن المماطلة من خلال تعلُّم عادة واحدة سهلة؟

إنَّه سؤال جيد أن تسأل نفسك عن أهدافك وأولوياتك ومهامك الهامة. فهل حصل معك أن وصلت إلى نهاية اليوم وسألت نفسك: "ما الذي أنجزته حقاً اليوم؟". وحتى لو كان لديك كل ما تحتاج إليه لتحقيق أهدافك، لكنَّك ما تزال تحاول أن تجد التركيز لتقوم بإنجازها. وأحد الأسباب هو المماطلة؛ إذ إنَّه من أكثر عوائق الإنتاجية انتشاراً. ويحدث هذا أحياناً حتى لو كنت مشغولاً؛ إذ إنَّه في بعض الأيام يكون من السهل القيام بأشياء تستهلك وقتك بدلاً من إنهاء مهامك. وسنخبرك في هذا المقال بكيفية التوقف عن المماطلة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن رجل الأعمال "ثانه فام" (Thanh Pham)، ويُحدِّثنا فيه كيفية التوقف عن المماطلة.

ما هي المماطلة؟

المماطلة هي عندما تقوم بتأجيل شيء ما. إنَّها القوة غير المرئية بين ما تنوي فعله وبين اتخاذ إجراء بشأنه. وعادة أنت تعرف ما الذي تحتاج إلى إنجازه، ولكنَّك تفتقر إلى التركيز لتحقيق ذلك، وتجد أنَّه من الأسهل التخطيط لشيء ما بدلاً من القيام به بالفعل.

المماطلة هي العائق بينك وبين أهدافك:

الطريقة الأكثر فاعلية للتوقف المماطلة هي إزالة العائق بينك وبين مهامك. ونستطيع أن نفكر في الاختلاف بوصفه عقبة تمنعك من فعل شيء ما على الفور، مثلاً لنفترض أنَّك تريد شرب الماء على الفور بعد الاستيقاظ بوصفه جزءاً من روتينك الصباحي، ولكن في كل مرة تستيقظ فيها، ينتهي بك الأمر بتفقُّد هاتفك أولاً؛ وذلك لأنَّه بجوار سريرك مباشرةً وما زلت تحتاج إلى النهوض والذهاب إلى المطبخ للحصول على الماء.

العائق في هذا المثال هو أنَّ الماء ليس متاحاً بسهولة. وفي حين يبدو مثالنا سهلاً، إذا كنت تفكر في كل الوقت الذي قمت فيه بالمماطلة في أهدافك والقلق المرافق للتأكد من إنهاء بعض المهام، فإنَّها تتوقف عن كونها مشكلة صغيرة. فعندما تماطل يومياً، تتراكم قائمة المهام أيضاً.

نحن جميعاً لا نحب قائمة المهام التي لا تنتهي أبداً ولكن عندما تماطل، فهذا أمر لا مفرَّ منه. فعليك فقط أن تفكر في آخر مرة قمت فيها بالمماطلة. فلماذا أجَّلت مهمتك؟ وأين كان العائق؟ من المحتمل أنَّ السبب يندرج ضمن الأسباب الآتية:

إقرأ أيضاً: كيف تتوقف عن المماطلة وتعزز إرادتك باستخدام طريقة تجميع المغريات؟

حالات المماطلة الثلاث:

  1. عدم وضوح النتيجة التي تأمل في تحقيقها.
  2. عدم البدء بالمهمة، مع أنَّك تعرف بالضبط ما الذي يجب القيام به.
  3. نقص الطاقة وقوة الإرادة لفعل أي شيء، خاصةً إذا كانت المهمة تمثل تحدِّياً.

بعد العمل مع عدد من الأشخاص لمواجهة تحديات المماطلة، وجدنا أنَّ معظمها تقع في واحدة من ثلاث مجموعات. وفي تجربتي، فإنَّ أولها هو أكثر المشكلات انتشاراً؛ إذ إنَّه في شركة "إيجن إفيشنسي" (Asian Efficiency)، ساعدنا أكثر من 15 ألفاً من عملائنا وقرائنا على توضيح ما يريدون تحقيقه. ساعدهم الوضوح على التوقف عن المماطلة وإنجاز الأشياء بالفعل.

لكي تواجه الأمر، يجب ألا تضحِّي بما هو هام بالنسبة إليك؛ لأنَّه عندها ينتهي بك الأمر إلى المماطلة طوال الوقت وعدم إنجاز أي شيء، وعندما لا يكون لديك وضوح بشأن النتيجة، فمن السهل تأجيل الأمور حتى اللحظة الأخيرة؛ وبعبارة أخرى: إذا كنت متحمساً لتحقيق هدف ما وتعرف كل فوائد تحقيقه، فمن المرجح أن تبدأ بالعمل على إنجازه.

الوضوح بشأن الأهداف طويلة الأمد:

معظم الناس الذين يماطلون لا يتوصلون إلى الوضوح بشأن مهامهم، وحتى عندما يكون لدينا الوضوح، فإنَّنا ما نزال نماطل لأسباب مختلفة. ومثال عن ذلك: بصرف النظر عن مقدار تحفزي للعمل على تنمية شركة "إيجن إفيشنسي" (Asian Efficiency) ومقدار وعيي الشديد بجميع الفوائد، فهناك أيام أستيقظ فيها ولا أشعر بالرغبة في العمل. ونمرُّ جميعاً بهذه الأيام. وعندها ماذا يجب أن نفعل؟

تخلَّص من كل عائق في حياتك. تتناول الكثير من أسباب المماطلة التي ندرسها العوائق التي تقف في طريقنا، فعندما تزيل نقاط المماطلة الشائعة، يصبح من السهل البدء بالأشياء التي نحتاج إلى القيام بها. وفي الواقع، نُعلِّم جميع عملائنا عادة واحدة محددة تقضي على معظم نقاط المماطلة في حياتنا، ونسمِّيها إعداد كل شيء للاستعمال المستقبلي "إعادة كل شيء إلى وضعه السابق" (Clearing To Neutral).

ملحوظة: عندما ينضم خبراء إنتاجية آخرون إلى فريق شركة "إيجن إفيشنسي" (AE)، فإنَّ هذا من أول الأشياء التي أعلِّمهم إياها؛ إذ إنَّه ليس فقط أحد المفاهيم الأساسية التي تشتهر بها شركتنا، ولكن أريدهم أيضاً أن يكونوا قادرين على تنفيذها بأنفسهم والحصول على جميع الفوائد منها. وكما نحب أن نقول، فإنَّ الأشخاص السعداء هم أشخاص منتجون.

إقرأ أيضاً: قوة تحديد الأهداف طويلة الأمد

إعادة كل شيء إلى وضعه السابق:

الفكرة سهلة جداً: كيف يمكنك أن تجعل حياتك سهلة لكي تبدأ "مستقبلك"؟ في المطاعم، تُعَدُّ عملية تنظيف الشواية هامة جداً. فهي تضمن استمرار عمل الشواية لفترة أطول، وسيصبح مذاق الطعام أفضل، كما تمنع نمو البكتيريا. فقبل إغلاق المطعم، يقوم الأشخاص في المطبخ دائماً بتنظيف الشواية؛ لذا عندما يأتون للعمل بها في اليوم التالي تكون جاهزة للاستعمال.

تخيَّل للحظة أنَّك الطاهي. أتيت متحمساً للغاية لطهي أطباق لذيذة لزبائنك. وعند دخولك المطبخ، ترى القدور والمقالي ملقاة على الأرض. وهناك أطباق قذرة في الحوض. والشواية مغطاة بالدهن ورائحة المكان مثل البيض الفاسد. فهل ستظل متحمساً للطهي لزبائنك؟ حتماً ستفقد رغبتك في فعل أي شيء. وقبل أن تتمكن من القيام بعملك، ستضطر إلى مسح الأرضيات وغسل الأطباق وفحص الطعام مرتين للتأكد من عدم انتهاء صلاحيته وتنظيف الشواية.

وبحلول الوقت الذي تنتهي فيه، لن يكون لديك الوقت والطاقة للطهي والعمل فيما تبرع فيه. وهكذا تكون حياتنا أحياناً؛ فقبل أن نتمكن من كتابة كتابنا، نكون غير منظمين للغاية مع ملاحظاتنا وأوراقنا وملفاتنا الرقمية، لدرجة أنَّنا نشعر بالإحباط وبحالة مزاجية سيئة بحلول الوقت الذي نجلس فيه للكتابة.

لذا عندما تدخل إلى مكتبك، يجب عليك تنظيفه، ووضع الأشياء في أماكن مختلفة، والتخلص من الأوراق غير الهامة، وعندها فقط تكون جاهزاً لفتح جهاز الحاسوب الخاص بك لبدء العمل. وعندما تفتح الحاسوب المحمول الخاص بك، ترى في متصفحك 34 علامة تبويب مفتوحة، ومقطع فيديو على منصة "يوتيوب" (YouTube)، و12 إشعاراً على الشريط الجانبي.

أنت الآن غاضب قليلاً ومشتت، وخطتك للجلوس لإجراء المراجعة الأسبوعية أصبحت مشوشة. فهل يمكنك أن ترى مقدار سهولة المماطلة؟ وعندما يكون لديك الكثير من العقبات قبل أن تفعل الشيء الفعلي الذي أردت القيام به في المقام الأول، فلا عجب أن تماطل وتؤجل مهامك لوقت لاحق.

إعادة كل شيء إلى الوضع السابق تساعدك على التوقف عن المماطلة:

مع إعادة كل شيء إلى الوضع السابق (Clearing to Neutral)، وهي عادة قدمناها للعالم في عام 2012 وغيَّرت قواعد العمل، والسبب في أنَّنا نطلق عليها هذا الاسم أنَّك عندما تنتهي من نشاط ما، فإنَّك تحتاج إلى ترتيب كل شيء بحيث يكون في وضع منظم. وعندما يكون هناك شيء منظم، يكون جاهزاً للاستعمال على الفور.

مثال: هل انتهيت من تنظيف أسنانك بالفرشاة؟ ضع فرشاة الأسنان في مكانها حتى تكون جاهزة في المرة القادمة. وفي أثناء إنهاء كتابتك، أغلق جميع علامات تبويب وتطبيقات المتصفح على جهاز الحاسوب الخاص بك. وأيضاً عند الانتهاء من الطهي، نظِّف الشواية والأواني والمقالي حتى تكون جاهزة للاستعمال في المرة القادمة.

هذا هو سبب أهمية إعادة كل شيء إلى الوضع السابق (Clearing To Neutral)؛ فهي تمنعك من المماطلة في المستقبل. ومن خلال التأكد من إعداد كل شيء لاستعماله لاحقاً، فإنَّك تُسهل على نفسك بدء العمل؛ إذ لا توجد أي عقبات تحبطك وتمنعك من بدء العمل.

3 مراحل للبدء بالعمل:

إليك طريقة أخرى للتفكير في الأمر: كل شيء يتكون من 3 مراحل:

  1. مرحلة الإعداد.
  2. مرحلة التنفيذ.
  3. مرحلة إعادة كل شيء إلى الوضع السابق.

كما نتحدث دائماً في فريق شركة "إيجن إفيشنسي" (AE)، أنَّ كل شيء في الحياة هو نظام. ومعظمنا ينجح في أول مرحلتين ولكنَّنا نتعثر في الثالثة؛ لذا نوصي بإدراج إعادة كل شيء إلى الوضع السابق بوصفها عادة في برنامج حياتك اليومي.

أمثلة يومية عن إعادة كل شيء إلى الوضع السابق:

بعد الانتهاء من عاداتك الصباحية، أعد كل شيء إلى الوضع السابق من خلال إعداد كل شيء ليوم غد. فقبل أن تغادر المكتب، نظِّفه ونظِّف جهاز الحاسوب وصندوق الرسائل الواردة. وفي أي وقت تكون على وشك إغلاق جهاز الحاسوب الخاص بك، أعد كل شيء إلى الوضع السابق عن طريق إغلاق جميع التطبيقات وعلامات تبويب المتصفح.

وتقريباً أي جانب من حياتك سيستفيد من عادة إعادة كل شيء إلى الوضع السابق (CTN) في النهاية. فإذاً فقط فكر في نفسك في المستقبل، وكيف يمكنك أن تجعل من السهل عليك في المستقبل التوقف عن المماطلة.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح للقضاء على المماطلة

البدء بالعمل:

إليك الطريقة التي نوصيك بها لتبدأ بالعمل:

  1. اكتب أول 3 عادات تتبادر إلى ذهنك.
  2. اسأل نفسك عن كل عادة: "ماذا يمكنني أن أفعل في هذه العادات لأجعل من السهل على نفسي في المستقبل تنفيذ الأعمال؟".
  3. أضف عادة إعادة كل شيء إلى الوضع السابق إلى عاداتك الجديدة.

وآخر شيء أود أن تفعله هو إغلاق جميع علامات تبويب المتصفح وتنظيف مكتبك قبل أن ينتهي يومك. أعلمُ أنَّ الأمر يبدو سهلاً جداً، ولكن افعل ذلك اليوم.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة