كيف ساعدت شركة "بوسطن برايفت" موظفيها في تقديم الرعاية لأفراد أسرهم

بصفتي والدة وابنة ومديرة للموارد البشرية ومسؤولة عن المزايا وكشوف الرواتب لشركة "بوسطن برايفت" (Boston Private)، فيوجد لديَّ فهم مباشر لمدى الإرهاق الذي يتعرَّض إليه الموظفون عند رعاية أحبائهم من جهة، والاستمرار في العمل بالفاعلية والنشاط نفسه من جهة أُخرى.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن مديرة الموارد البشرية "ديان تيرويليغير" (Diane Terwilliger)، وتُحدِّثُنا فيه عن تجربة شركتها مع مساعدة الموظفين على تقديم الرعاية لأفراد عائلاتهم.

من الصعب إدارة القضايا الخاصة بالأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلُّم أو التوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بالإضافة إلى التحديات اليومية لعصرنا الرقمي، وكذلك رعاية الوالدين المسنين؛ إذ يتطلَّب هذا الأمر المعرفة بالأنظمة المالية والقانونية والاجتماعية والتعليمية وغيرها في مجتمعنا.

في الواقع، وجدتُ في تقرير بحثي أنَّ 26 مليوناً من مقدمي الرعاية هم موظفون بدوام كامل، واستعمل 76% منهم إجازاتهم الخاصة بالأعطال أو المرض، أو أخذوا إذناً للغياب، أو حتى تركوا أعمالهم كنتيجة لتقديم واجبات الرعاية الأسرية. ومع ذلك، ووفقاً لتقرير مركز "ترانز أميركا" (Transamerica) للدراسات الخاصة بالتقاعد لعام 2017، فإنَّ 12% فقط من أصحاب العمل يقدمون أدوات أو موارد عبر الإنترنت لدعم الموظفين الذين لديهم مسؤوليات رعاية أُسرية.

لم تكن شركتنا "بوسطن برايفت" مُحصَّنة ضد تحديات القوى العاملة لدينا، وكانت تتبنى استراتيجية الموارد البشرية التي تُسمى "عيِّن موظفين يبقون معك حتى التقاعد" (Hire to retire)، التي تعمل على تأمين كل ما يحتاج إليه الموظفون طوال فترة عملهم؛ ولذلك نسعى جاهدين إلى توفير مزايا تنافسية للموظفين تتناسب مع احتياجاتهم؛ إذ اتَّخذنا في عام 2015 مبادرة برعاية وتمويل تنفيذي لبناء برنامج شامل للمزايا الترفيهية.

وكان لدينا هدفان شاملان:

أولاً: تقديم خطة شاملة للمزايا التي تخدم الموظفين وأُسرتهم. وثانياً: التأكُّد من أنَّ الخطة بالمزايا التي تقدمها، تساعد على توظيف أفضل المواهب والاحتفاظ بها.

شاهد بالفديو: 12 وسيلة فعالة للرعاية الذاتية لا يمكنك العيش دونها

الكثير من الرعاية للأطفال والآباء على حد سواء:

اكتشفنا خلال هذه العملية أنَّ بعض موظفينا كانوا يتعاملون مع ضغوطات هائلة على إثر المسؤوليات الملقاة على عاتقهم والخاصة بتقديم الرعاية لأطفالهم ولوالديهم المسنين. ونظراً لأنَّ متوسط ​​أعمار موظفينا يبلغ 46 عاماً، وجدنا أيضاً أنَّ العديد من موظفينا هم جزء مما يُعرَف "بالجيل الوسط" (Sandwich generation) وهم الذين يعتنون بأطفالهم ووالديهم المسنين في الوقت ذاته.

وقد وجد تقرير صدر عام 2015 عن "التحالف الوطني لتقديم الرعاية والمنظمة الأمريكية للمتقاعدين" (The National Alliance for Caregiving and AARP) أنَّ المواجهة والتعامل مع تحديات تقديم الرعاية لا يقتصران على جيل ما بين الستينيات والثمانينيات؛ بل إنَّ نحو 25% من جميع مقدمي الرعاية كانوا من جيل الألفية.

من الواضح أنَّ القوى العاملة لدينا ليست الوحيدة التي لها مطالب وضغوطات مزدوجة في كلٍّ من المنزل والعمل. وتسعى شركتنا إلى أن تكون رب عمل داعم؛ إذ إنَّ ما لا نريده هو أن يشعر موظفونا بأنَّهم مضطرون إلى الاختيار بين العمل والأسرة؛ لذلك وبعد إجراء تحليل شامل للفوائد المحتملة التي قد يجنيها الموظفون، والتي يمكن أن تساعدهم على تلبية الاحتياجات الصعبة لرعاية أطفالهم، طبَّقنا برنامجاً أطلقنا عليه اسم "تورتش لايت تشايلد" (Torchlight Child) ونفَّذناه، وهو برنامج رقمي يعتمد على البيانات ويدعمه الإنسان يوفر للعائلات مجموعة من الموارد والأدوات المخصصة والشخصية للغاية التي يضعها الخبراء؛ وذلك لتوجيه العائلات ذاتياً وإعانتهم على تحدياتهم اليومية المستمرة؛ وذلك كله بواسطة الإنترنت طبعاً.

يساعد برنامج "تورتش لايت تشايلد" موظفينا على التعامل مع مجموعة واسعة من التحديات المتعلقة بالأطفال منذ ولادتهم حتى يصبحوا طلاب جامعة؛ بما في ذلك صعوبات التعلُّم والصحة العقلية والتنمر الإلكتروني والقلق؛ إذ صُمِّمَت التوصيات والنصائح الشخصية وفقاً للاحتياجات الخاصة بكل طفل، بينما تقدم الأدوات والوسائل التفاعلية المساعدة في أكثر من 250 مجال آخر.

إقرأ أيضاً: 38 طريقة تجعل تربية الأطفال سهلة

تقبُّل الموظفين لهذه الميزة:

في البداية، لم نكن نتوقع استعمالاً كبيراً وفورياً؛ وذلك نظراً للتحديات المرافقة لإطلاق أيَّة ميزة جديدة، ولكن لم يمضِ وقت طويل قبل أن نرى زيادة في أعداد المستخدمين، وبعد فترة وجيزة من إطلاقها اتصل بي أحد المديرين التنفيذيين لدينا - الذي لديه طفل يعاني من بعض المشكلات الخاصة - ليبلغني أنَّ هذه الميزة الجديدة "كانت رائعة لعائلتنا". وفي الحقيقة، لم يكن وحده؛ فكانت التعليقات إيجابية للغاية على مدار السنوات الثلاث الماضية، وقد لاحظنا أنَّ موظفينا يستعملون هذه الميزة للدفاع عن أطفالهم في المواقف الحرجة جداً، إضافة أيضاً إلى المساعدة على إيجاد حلول سهلة للمشكلات اليومية. وتستعمل اليوم نحو 10% من القوى العاملة لدينا هذه الميزة.

بعد 18 شهراً من إطلاق "تورتش لايت تشايلد" طرحنا النسخة الخاصة بالمُسنين أو الأكبر عمراً "تورتش لايت إيلدر" (Torchlight Elder) تدعم هذه الخدمة، التي تُقدَّم بواسطة الإنترنت للموظفين الذين يعتنون بوالديهم وأحبائهم المُسنين؛ إذ تساعدهم هذه الميزة على التعامل مع المشكلات كمرض الزهايمر، والمسائل المالية والقانونية، وقرارات إنهاء الحياة، والإسكان، والاحتياجات الطبية الفريدة، والتأمين الصحي الخاص بكبار السن أو الخاص بذوي الدخل المحدود.

نما الاستعمال نمواً مطَّرداً في العام ونصف العام الماضيين فقط، والآن تستعمل 9% من القوى العاملة لدينا خدمة "تورتش لايت إيلدر" الخاصة بالمُسنين، بينما يستعمل 9.2% من موظفينا كليهما. ونُثبت بعد ثلاث سنوات من بدء رحلتنا - بإضافة ميزة الرعاية إلى الميزات المُقدمة لموظفينا - أنَّنا نهتم بحياتهم بأكملها سواءً داخل المكتب أم خارجه.

 المصدر




مقالات مرتبطة