كيف تُنهي الحديث دون أن تهين أحداً؟

لنفترض أنَّك تتحدث مع شخص ما في مؤتمر وأدركتَ أنَّ المحادثة قد انتهت، لكنَّكما ما زلتما مشاركين في الحوار، وتملآن الوقت بكلام عشوائي بدافع الاستمرار في الحديث فقط.



لديك خياران في هذه الحالة، إمَّا يمكنك البقاء والسماح للشخص الآخر بتضييع وقتك، لكن هذا سيعود عليك بآثار سلبية؛ وذلك لأنَّك لن تكون قادراً على التواصل مع شخص آخر، فالهدف من وجودك في أماكن كهذه هو توسيع شبكة معارفك؛ لذا من الأفضل لك أن تسعى إلى التواصل مع قادة الفكر ومصادر الإحالة، أو يمكنك إنهاء المحادثة بسرعة، لكنَّ قول ذلك أسهل من فعله؛ وذلك لأنَّه على الرغم من ذلك لا تريد أن تؤذي مشاعر الشخص الآخر أو أن تبدو أحمقاً.

كن جريئاً، فهذه واحدة من تلك اللحظات المحرجة التي يواجهها كل محترف في مهنته، بما في ذلك الأشخاص الاجتماعيين الذين يبدو أنَّهم قادرون على التحدث مع أي شخص، فكلَّما زاد وجودك حول الناس، زادت احتمالية أن تضطر إلى إيجاد طريقة للخروج من المحادثة، ولا تظن أنَّ اللقاء على تطبيق زووم (Zoom) يُخلِّصك من هذه المشكلة، فقد يكون من الصعب تحديد متى عليك الضغط على زر "مغادرة الاجتماع".

الأمر الجيد هو أنَّك لست مضطراً لأن تكون اجتماعياً محنَّكاً لتتعلم فن إنهاء المناقشات، فيمكن لأي شخص تعلُّم وتطبيق الاستراتيجيات الأربع التالية:

1. حفظ بعض العبارات التي تساعدك على إنهاء الحديث:

يحفظ لاعبو الشطرنج المحنَّكين مجموعة من الحركات التي يستخدمونها في مراحل مختلفة من اللعبة؛ حيث تصبح هذه الحركات جزءاً من أدواتهم، وتسمح لهم بالفوز، يجب أن يكون لديك مجموعة مماثلة من الجمل والعبارات التي تتسم باللباقة والصدق.

على سبيل المثال، لنفترض أنَّك تحضر حدثاً للتواصل، وعلقتَ في حديث لا تستطيع أن تنهيه، يمكن أن تكون إحدى طرائق تخليص نفسك من هذا المأزق هو أن تقول: "لقد سررت بلقائك، لكنَّني وعدت عائلتي/ عميلي/ زملائي في العمل بأنَّني سأطمئن على حالهم؛ لذلك أستأذن منك"، هذه الجملة لبقة، ومن السهل تذكُّرها، ومن الصعب على الشخص الآخر دحضها.

تأكد فقط من عدم استخدام هذه العبارات مع الأشخاص نفسهم مراراً وتكراراً، إن لم يكن في إمكانك الإتيان بعبارة ختامية، فأنصت إلى محادثات الآخرين، وسوف تسمع أشخاصاً ينهون المحادثات نهاية جميلة، ثم يمكنك إضافة تلك الجمل إلى مجموعتك، فقط تذكر أن تترك في النهاية انطباعاً إيجابياً.

إقرأ أيضاً: كيف تترك انطباعاً إيجابيّاً عند الأشخاص الذين تقابلهم لأول مرة؟

2. تقديم شريكك في المحادثة إلى شخص آخر:

هذه الطريقة المجربة لإنهاء أي مناقشة تنجح دائماً، خاصة في المؤتمرات، إذا رأيت شخصاً آخر تعرفه، فقدِّمه للشخص الذي كنت تتحدث معه، على الرغم من أنَّه يتعين عليك الاستمرار في الحديث قليلاً، إلا أنَّه يمكنك الخروج منها بسلاسة بعد بضع دقائق.

للاستفادة من هذه النصيحة أقصى استفادة، استخدم بعض المعلومات الشخصية عندما تُعرِّفهما ببعض قدر الإمكان، كأن تقول: "أودُّ أن أُعرِّفك بصديقي، فهو شغوف برياضة التزلج مثلك تماماً، وأنا متأكد من أنَّكما ستستمتعان بالحديث عن جميع الأماكن الرائعة للتزلج".

تفيدك الاستراتيجية هذه أيضاً في منحك موضوعاً للتحدث عنه مع أي من الطرفين لاحقاً؛ فربما سيشكرانك يوماً ما لأنَّك عرَّفتهما على بعض.

إقرأ أيضاً: إنهاء المحادثة

3. طلب معلومات الاتصال الخاصة بالشخص الآخر:

إليك الجملة التالية: "لقد استمتعت بحديثنا، لكن لا بد لي من الذهاب، هل يمكنني الحصول على بريدك الإلكتروني حتى نتمكن من البقاء على تواصل؟".

إنَّها طريقة رائعة لإنهاء محادثة، خاصةً إذا وصل حديثكما إلى نهاية مسدودة، فقط أَخرِج هاتفك المحمول وسجِّل جميع المعلومات قبل المغادرة.

تتيح لك الاستراتيجية هذه إنهاء الحديث بصورة فعالة للغاية، كما تمنحك الفرصة لتبادل المعلومات؛ وحتى إذا لم تكن متأكداً أنَّك ستتواصل مع الشخص الآخر مرة أخرى، فقد بذلت ما بوسعك.

من المؤكد أنَّ شريكك في المحادثة قد يتردد في إعطاء معلومات أساسية عنه، في هذه الحالة، يمكنك قول جملة كهذه: "لا مشكلة، سنتبادل رسائل البريد الإلكتروني في وقت آخر، لقد سرَّني التحدث إليك".

شاهد بالفيديو: كيف تكون محبوباً بين الناس وتجذبهم إليك

4. اختتام الحديث بشفافية غير متوقعة:

عندما تفشل كل طريقة أخرى، فإنَّ الصدق ينجح دائماً؛ بمعنى أنَّه يمكنك أن تكون صادقاً تماماً عند إنهاء بعض المحادثات، كأن تقول: "لستُ بارعاً في إنهاء الأحاديث، خاصة عندما أستمتع بها، لكنَّني أريد أن أقابل شخصين آخرَين الليلة؛ لذلك دعنا نتحدث في وقت لاحق".

لن يفهم جميع شركاء المحادثة التلميحات هذه في البداية، على الرغم من أنَّك لا تُلمِّح حقاً، وقد تضطر إلى تكرار كلامك لتوصيل الفكرة، ومع ذلك، تُبقيك الشفافية مسيطراً على الموقف، وتسمح لك أيضاً بإظهار القليل من التواضع والشخصية والجاذبية.

لكن احذر: إذا جرَّبت هذه الاستراتيجية، فتأكد من الابتسام؛ حيث يمكن أن يؤدي العبوس إلى شعور الآخر بالقلق أو الانزعاج، في نهاية المطاف، تريد أن تُظهر للناس أنَّك شخص لطيف وواضح، ولكن كل ما في الأمر هو أنَّه لا يمكنك الاستمرار في التحدث.

لا يمكنك تجنُّب المحادثات؛ فهي ما يجعل العالم يستمر، وتوفر لك الفرصة لبناء شبكتك الاجتماعية، وربما تزيد من راتبك، ومن معارفك، ومع ذلك، ليس عليك أن تتقيد في حوارات مملة وطويلة في كل مرة تخرج فيها؛ لذا احتفظ بعبارات إنهاء الأحاديث في جعبتك واستخدمها كما هو مناسب، وستغادر كل حدث وأنت تشعر بمزيد من الثقة.

المصدر




مقالات مرتبطة