كيف تُنجز غالبيَّة مهامِك في أقصرِ وقتٍ ممكن؟

لقد برمجتنا عمليَّة التَّطور لنكون مشغولين، وهذا الوضع قد يلائمك إذا كنتَ تعيش في العصر الحجري، عندما يكون كلَّ ما عليكَ القيامُ به هو إطعام نفسك. ولكن هذا الأمر لن يكون جيداً بالنسبة لك إذا كُنتَ تعيش في القرن الحادي والعشرين، وذلك عندما يتعيَّنُ عليكَ التَّعامُل مع مجموعة متزايدة من المُلهيات التي قد تُغريك بالالتفات لها على حساب مهامك الأكثر أهميَّة. لهذا نجدُ أنَّه من المحيّر جدَّاً، أنَّ فرنسا تمتلك معدَّلاتِ أعلى من المملكة المتحدة من ناحية الانتاجيَّة، مع أنَّه تمَّ تصنيف مدينة باريس على أنَّها المدينة التي فيها أقصر أسبوعِ عمل!!



بصفتي مُدرِّباً متخصِّصاً بتمكين الأشخاص من القيام بالمزيد من العمل بسرعةٍ أكبر، لاحظت أنَّ أولئك الذين يُنجزون عملهم الأكثر أهميَّةً في أقل وقت ممكن، يتَّبعون مجموعة محدَّدةً من القواعد. من الغريب أنَّ أحداً لم يُعَلِّمنا هذه القواعد، وأنَّ معظمنا مازال ملتزماً بنفس العادات القديمة السَّيئة. لذا نقدِّمُ لكَ فيما يلي ثمانية قواعد لإنجاز غالبية مهامك بأقصر وقتٍ ممكن:

أوَّلاً: توارَ عن الأنظار

احبس نفسك في غرفةٍ بعيداً عن أيِّ شيءٍ قد يُلهيك، وقم بالتَّركيز بشكلٍ كاملٍ على كُلِّ مَهَمَّة على حِدَى. قد يبدو لك الأمرُ بسيطاً، ولكن حاول ذلك إن استطعت. لأنَّك إذا كنت معتاداً على تَعدُّدِ المهام، فستجد هذا الأمرَّ غايةً في الصُّعوبة.

بالإضافة إلى أنَّ الدراسات قد أظهرت -وبشكلٍ مثيرٍ للدهشة- أنَّ أولئك الذين يقومون بالكثير من المهام المتعدِّدَة، هم في الحقيقة الأسوأ في تَعَدُّدِ المهام!!

ثانياً: لا تُقَاوِم الإلهاء

أولئك الذين يُنجزون الكثير من المهام بسرعة، لا يقاومونَ الأمورَ التي قد تُلهيهم عن مهامهم. لأنَّنا وبكُّلِّ بساطة: لا نقدر على ذلك. لكنَّهم بدلاً من ذلك، يعملون في اندفاعاتٍ سريعةٍ وقصيرة، وبأعلى مستوىً من الاهتمام والتَّركيز، لكي يستفيدوا من الرِّضا الحاصل عن إحرازهم لتقدُّمٍ في كُلِّ مشروعٍ هامٍّ على حِدَى. إنَّهم يعلَمُونَ أنَّهم قد نجحوا عندما يتمكنونَ من الإجابة على هذا السؤال البسيط: "ما الذي أنجزته اليوم وكان هامَّاً بالنسبة لي وللمؤسَّسَة التي أعمل بها؟"

 

إقرأ أيضاً: كيف تصل إلى التركيز وسط جميع الإلهاءات اليومية؟

 

ثالثاً: قُم بِتَبسيطِ الأُمور

قال لاو تزه، أحد أشهر فلاسفة الصِّين: "لكي تحصلَ على المعرفة، أضف أموراً جديدةً كُلَّ يوم. أما لكي تحصلَ على الحكمة، ألغِ بعض الأمورِ كُلَّ يوم". إذاً؛ ما الذي تستطيع التَّوقُّفَ عن القيامِ به؟

تدفعنا عاداتنا المُتجَذِّرة في سلوكنا، إلى مواصلة القيام بالمهام التي لا نحتاج فعلياً إلى القيام بها. لذا حاول ألا تتولّى المزيد من المهام من دون أن تسأل نفسكَ أولاً: "لماذا هذه المَهَمَّةُ ضروريَّةٌ حقَّاً؟" إذ غالباً ما نقبل بتولَّي المهام قبل اتِّخاذ خيارٍ واع. إذاً ما الذي يُمكِنُكَ تبسيطه؟ قُم بتقليل رسائل البريد الإلكتروني والتقارير إلى الحد الأدنى. إذ إنَّ الإيجاز في الأمور، يوفِّر وقتَ الجميع.

رابعاً: جِد إيقاعك الخاص

قُم بالتَّفكير لمهامك اليوميَّة في الصَّباح الباكر، إذ إنَّه من المُغري قراءة رسائل البريد الإلكتروني لكي تشعر أنَّك على علمٍ بِكُلِّ مجرياتِ الأمور. لكن أقولها لك سلفاً، أنت لن تنظر إلى الوراء عندما تكون في السبعينيات من عمرك وتقول: "يا إلهي، كم أنا فخورٌ بنفسي لأنَّني قرأتُ جميع رسائلِ بريديَ الإلكتروني!!". بل بدلاً من ذلك؛ أمضِ أول ساعةٍ من يومك في إنجازِ مَهَمَّةٍ أو مَهمَّتَين ضروريتين تحتاج لإنجازهم بالفعل. حتى أنَّه من المفيدِ تدوين تلك المهام في الليلة السَّابقة، وهذا من شأنه أن يُحدِّد نوايا واضحة، والتي يحبّها الدماغ لأنَّه يصبح بإمكانه التَّركيز على الأمور التي بإمكانه السَّيطرة عليها.

 

إقرأ أيضاً: وضع خطة عمل ليوم الغد يزيد إنتاجيتك ويساعدك على الاسترخاء

 

خامساً: قَوِّي نفسك في الأمور التي بإمكانك القيام بها فعلاً

كم تُمضي من يومك في فعل أمورٍ لا تجيدها حقَّاً؟ أنتَ سوف تُنجِز مزيداً من العمل وبسرعةٍ أكبر؛ إذا قمت بترتيب الوظيفة التي تضطلعُ بها بشكلٍ فعَّال. وذلك حتى تتمكّن من التَّركيز على ما تجيده. ومن الأفضل لك أيضاً، أن تسعى لأن تتحسَّنَ في ما تُجيدهُ دونَ سواه.

سادساً: لا تحاول أن تُصبحَ مثل آلة

احذر من أن تحاول أن تصبح غايةً في الكفاءة. فالروبوتات هي من يتَّسِمُ بالكفاءة، وهي من تتولَّى معظم المهام في الصِّناعات. لذا من الأفضل لك التركيزَ على أن تكون فعَّالاً ومؤثِّراً، لا غايةً في الكفاءة، كأن تعمل مثلاً على إنجاز أكثر المهام أهميَّةً، وهو الأمر الذي يتطلب منك التَّفكير والإبداع.

سابعاً: كُن صادقاً مع نفسك

غالباً ما تمنعنا عاداتنا المتجَذِّرة فينا، من القيام بالمزيد من العمل بسرعةٍ أكبر. فإذا ما وجدت نفسك جالساً وبشكلٍ دوري، في اجتماعات طويلةٍ تُدارُ بشكلٍ سيء، أو إذا كنت تتحوَّل باستمرار من مَهَمَّةٍ إلى أخرى، فمن المحتمل أن تُعاني في وظائف القرن الحادي والعشرين، والتي تَمُرُّ حالياً بتغييراتٍ كبيرة.

 

إقرأ أيضاً: 12 وظيفة عالية الأجر لا تحتاج إلى شهادة جامعية

 

ثامناً: تجنَّب المقالات التي تشبه هذا المقال!!!

من السَّهل عليكَ أن تلجأ إلى كُتُبِ المساعدة الذَّاتية عندما تفكر في هذه المفارقة الأساسية: أنت لن تقومَ أبداً بكل الأشياء التي عليك القيام بها، أو التي تريد القيام بها في الوقت المحدَّدِ لك. ولكن؛ إذا توقفت عن قراءة مثل تلكَ الكتب وبدأت العمل، فقد تكون هذه انطلاقةٌ جيِّدة.

المصدر




مقالات مرتبطة