كيف تميِّز مسببات هدر الوقت وتتخلص منها؟

الوقت مفهوم مثير للاهتمام؛ إذ لا يعرف الأطفال أيَّ شيء عنه، ويسخِّره الأولاد ليناسب احتياجاتهم الخاصة، ويمكن للمراهقين أن يكونوا هادرين للوقت، ما دام ذلك يجعل والديهم غاضبين، أمَّا الكبار فهم عبيد له، وكبار السن مهددون به. إذاً، ماذا يعني الوقت بالنسبة إلينا حقاً؟ أهو المعيشة أو العمل أو القلق أو الاستعباد؟ كل الأثرياء الذين قد يقرؤون هذا المقال في الوقت الحالي يمكنهم القفز على متن طائراتهم الخاصة والسفر إلى "برمودا" (Bermuda) لأنَّهم لا يهتمون بالوقت بطريقة أو بأخرى.



ولكن بالنسبة إلى الشخص العادي، الوقت هو ذلك الحضور المزعج الذي يحوم فوقنا، مُطلِقاً ضحكة شريرة مكتومة من وقت إلى آخر عندما تُخفق جداول أعمالنا، وما الذي يجعل جداول أعمالنا تفشل؟ إنَّه الوقت المهدور.

الآن عندما تكون في المنزل أو بعيداً عن المكتب، يمكنك التعامل مع مسببات هدر الوقت بالطريقة التي تريدها، سواءً كانت قانونية أم غير ذلك، لكن في الوقت الحالي، نتعامل مع أولئك الذين يضيعون الوقت في المكتب، في أرض المصنع، ومع أولئك الذين يمنعونك من إنهاء عملك.

إقرأ أيضاً: الوقت يعني المال: ما هي قيمة ساعةٍ واحدةٍ بالنسبة إليك؟

الوقت هو المال، وأنت بالفعل مدين:

لنبدأ من المكتب المنزلي؛ إذ يعتقد المخدوعون أنَّ العمل في المنزل يوفر لهم الوقت، غير أنَّ هذا قد يكون صحيحاً وحسب بالنسبة إلى القلة المحظوظة الذين ليس لديهم أزواج، أو أطفال، أو جيران، أو حيوانات أليفة ينتظرون لاقتحام جدول أعمالهم.

فالأطفال - على سبيل المثال - لديهم رادار مدمج يعرف بدقة عندما تكون في مؤتمر عبر منصة "زووم" (Zoom) مع مديرك، وعندما يشعرون بهذه الفرصة، يستغلونها مباشرةً ويبدؤون الشغب ويقلبون المنزل رأساً على عقب، ولسبب غريب، أنت الشخص الوحيد الذي يتوقعون منه تولي مسؤولية ما حدث.

ثم بحلول الوقت الذي تُسوَّى فيه الأمور، يكون رئيسك قد غادر للاستمتاع بوقته الخاص، وتتمنى أن تتمكن أنت أيضاً من ذلك.

إليك ما عليك فعله:

  • إذا كان الشريك لا يحترم جدول عملك في المنزل، فجرب الانفصال، وإذا كان هذا حلاً مكلفاً جداً أو عاطفياً، فجرب سدادات الأذن.
  • إذا كانت سدادات الأذن تسبب لك الألم أو الحكة، فجرب التحدث مع الشريك عن هذا الأمر، ومحاولة إيجاد حل مريح لهذه المشكلة؛ كأن تقول للشريك (هل يمكننا التحدث عن هذا الأمر، عندما أصطحبك لتناول العشاء خارجاً الليلة؟).
  • إذا كان الأمر يزداد سوءاً، فقم بإعداد حفرة مخفية في مكتب منزلك حيث يمكنك إخفاء نفسك فيها بعيداً عن اهتمام شريكك اللطيف.
  • أمَّا بالنسبة إلى الجيران المزعجين، فإنَّ أفضل ملاذ هو الكلب الشرير.
  • والاستثناء الوحيد لهذه القاعدة هو إذا ما أحضر إليك جيرانك أشياء جيدة لتناولها، فإذا كان الأمر كذلك، فاستعمل الألغام الأرضية، عندها قد تكون لديهم فرصة للنجاة.
  • يجب معاملة الأطفال بلطف ومراعاة، فهم غير مدركين للحِمل الفظيع الذي تتحمله بسبب ضغط العمل؛ لذلك عندما يأتون إليك بمشاجراتهم الصغيرة ودموعهم، لا تردهم بعيداً؛ وإنَّما أعطهم الكثير من الحلوى وأرشدهم إلى التلفاز، عندها لن يزعجوك مجدداً.
  • وافقت "الجمعية الأمريكية للرفق بالحيوان" (The ASPCA) على التوصيات التالية:
    • تخدير القطط بالنعناع البري.
    • إعطاء الكلاب أكبر عظمة يمتلكها الجزار.
    • السماح للطيور بالخروج من أقفاصها إلى الخارج.
    • التبرع بالسحالي والثعابين، والتي لا تصدر أيَّ ضوضاء على أيِّ حال، إلى حديقة الحيوانات المحلية.

فأنت ليس لديك الوقت للعناية بهم بشكل صحيح.

إقرأ أيضاً: 5 أسباب رئيسّية مسؤولة عن ضياع الوقت

ضياع الوقت في المكتب:

قد يكون سارق الوقت هو رئيسك في العمل، وإذا كان هذا هو الحال، فما عليك سوى تحريك أسنانك وإصدار صرير، قد يساعدك أيضاً الشرود بأحلام اليقظة حول شواطئ تايلاند في أثناء إسهاب مديرك بالحديث.

من ناحية أخرى، إذا كان أحد زملائك في العمل هو الذي يزعجك دائماً، فالحل هو وضع بعض القطن في أذنيك، وإذا كان زميلك ما يزال يحاول أن يسرق وقتك، فأشر إلى أذنيك وهز رأسك فحسب، وإذا كان هذا لا يثنيه عن ضوضائه، عندها حاول التململ وإظهار بعض التأوه؛ فيجب أن يفهم حينها هذا التلميح.

في الختام:

على الرغم من أنَّ هذه كانت نظرة خفيفة في بعض مسببات ضياع الوقت، وربما ضيعت وقتاً في قراءتها، إلا أنَّ مشكلة مسببات هدر الوقت حقيقية وخطيرة، وأفضل طريقة للحفاظ على انشغالك في العمل من دون انقطاع هو أن تبدو مستعجلاً ومشغولاً بشكل غير عادي، وأنَّ أيَّ مشتت لن يقطعك ويثنيك عن عملك، فهذا كل ما تحتاج إلى معرفته حقاً ومن شأنه أن يُبقِي معظم متطفلي الوقت بعيداً عنك.

المصدر




مقالات مرتبطة