كيف تميز المدير الجدير بمنصب القيادة؟

قال رجل الأعمال "بيل كامبل" (Bill Campbell) ذات مرة مخاطباً "جوناثان روزنبيرغ" (Jonathan Rosenberg) نائب رئيس قسم المنتجات السابق في شركة "غوغل": "أنت كالدكتاتور الذي يوزِّع المهام".



يقول الكاتب "دان روكويل" (Dan Rockwell) في كتابه "خدعة القيادة" (Leadership Freak): "فوجئت عندما وصف "جوناثان روزنبيرغ" - كبير المسؤولين التنفيذيين السابق في غوغل - مدربه "بيل كامبل" بعدم تركيزه على الكفاءة؛ بل على العلاقات والمجتمع".

الديكتاتور المتنكر بزي مدير:

يُعجب الكثيرون بشخصية الراحل "بيل كامبل" والمعروف بأنَّه مدير تنفيذي وكوتش في الوقت نفسه، ومحور الكتاب الأكثر مبيعاً "كوتش التريليون دولار" (Trillion Dollar Coach).

عند قراءة الكتاب فلا بُدَّ لك من المقارنة بين المديرين في الماضي والحاضر: كم من المديرين الذين ينطبق عليهم لقب الديكتاتور؛ إذ يعيشون بمنصب الجنرال في البرج العاجي، ويملكون إجاباتٍ لأي سؤال، فهم يعيشون دور "أنا الزعيم".

يسمى هذا الأنموذج "ريليك" (RELIC)؛ والمقصود به النصب التذكاري القديم المقدس. ربما نجح هؤلاء الدكتاتوريون في وقتٍ سابق ولكن ليس بعد الآن؛ فبقدر ما تعاين طبيعة الشركات، تدرك أنَّ لخبراء الموارد البشرية دور جبار في نجاح الشركة؛ وذلك لتميزهم بالتجديد؛ إذ يحافظ موظف الموارد البشرية على مكانته بالتحديث المستمر بحِرَفيَّة عالية، فهم يقودون المهمة بعزمٍ وكفاءة.

ومع ذلك، يعوق العديد من المديرين وصنَّاع القرار الذين أقل ما يقال عنهم "طغاة" عملية التحديث والتطوير؛ إذ يؤمنون أنَّهم مثال للزعيم الشرس صعب المنال، ولكنَّ الحقيقة التي يعيها الجميع ما عداهم أنَّهم "أصحاب البدلات الفارهة ذوي عقولٍ فارغة".

إقرأ أيضاً: أهم الفروقات بين المدير الناجح والمدير الفاشل

انتقاء المدير المناسب:

وجدت مؤسسة "غالوب" (Gallup) في دراسة رائدة أنَّ آلية عمل المدير في بيئة العمل تساهم في تفاعل الموظفين مع العمل بنسبة 70%، وبذلك نرى أنَّنا مهما تحدَّثنا لا يمكن أن نبالغ بأهمية عمل المدير.

يجب أن تركز المنظمات بشدة على كفاءة الأشخاص الذين توليهم القيادة. فالقيادة ليست مجرد منصب، فكما أنَّك لن تضع أموالك الثمينة إلا بين يدي مستثمرٍ خبير، فلا توكل أعمالك إلا لمشرفٍ عظيم. ولتحقيق ذلك، يجب أن تحقق الشركاتُ مطلب القوى العاملة بتعيين مديرٍ فَذٍّ يرتقي بهم.

يضم الفريق أفراداً يمتلكون احتياجاتٍ مختلفة فيما يتعلق بالمعنويات والتحفيز والوضوح، وكل ذلك يؤدي إلى مستويات أداء متباينة، وهذه مشكلةٌ لا يستطيع التعامل معها إلَّا مديرٌ عظيم.

إقرأ أيضاً: المدير المتسلط: صفاته وكيفية التعامل معه

المظاهر خدَّاعة:

سيبدو البحث الحثيث عن المدير العظيم الذي يمتلك موهبة الإدارة، كالعثور على الإبرة في كومة قش، فهو تحدٍّ كبير يؤدي إلى إحداث تغييرات تشمل عمليات ومعايير الاختيار، وتطوير الخطط التنفيذية. ومع أهمية امتلاكه لمهارات تقنية، ولكن لا بُدَّ للقائد الناجح والمستثمر الخبير من التحلي بمهاراتٍ بشرية مختلفة؛ إذ يندر وجود هذا الأنموذج الموهوب من القادة؛ لهذا لا بُدَّ من تطوير خطط التعليم والتطوير لتأهيل قادة عظماء من الموظفين أنفسهم.

نعم، يجب أن نعمل على خلق استراتيجية بحث وتطوير تتوافق مع الأهداف التنظيمية للشركة. ولتحقيق هذه الأهداف واكتشاف القدرات الخفية الكامنة لدى كل موظف، فلا بُدَّ للقائد "المستثمر" من بناء فِرق عالية الأداء قادرة على تذليل العقبات التي ستظهر حتماً.

ولكن كما وجد موقع "غالوب" في دراسة، هؤلاء "المستثمرون" نادرون؛ ففي أغلب الأوقات يقع الاختيار على المرشح الخاطئ لتقليده المناصب القيادية بنسبة 82%. وكما ذكر الموقع: "المواهب الفطرية نادرة وهي اللبنات الأساسية للأداء المذهل. وتنمِّي المعرفة والخبرة والمهارات المكتسبة مواهبنا، ولكن ما لم نمتلك المواهب الفطرية المناسبة لعملنا، فلن ينفع أي قدرٍ من التدريب أو الخبرة".

شاهد بالفيديو: 15 نصيحة في القيادة والإدارة الحكيمة

القادة الحقيقيون نادرون:

توصَّل موقع "غالوب" إلى أنَّ واحداً من كل 10 أشخاص يمتلك مواهب فطريَّةً في الإدارة، وهذا يعني أنَّنا وبعد تقسيم الموظفين وتعيين القادة فلا بُدَّ من المتابعة وإيجاد الأفضل بينهم، الذي سيدفع فريقه إلى مستوى أعلى من المشاركة.

لذا لا بُدَّ من البحث الدقيق عن مديرٍ يعرف كيف يستثمر قدرات الموظفين. إنَّه موجود في كل منظمة، وقد يُتجاهَل في خضم البحث عن "المدير المستحيل" على حصانه الأبيض لينقذ الشركة وموظفيها مما هم فيه. وقد تجده ضمن الموظفين العاديين بوجهه الطبيعي ومهاراته الشخصية النادرة؛ لذا كن ذلك "القائد الذي يستثمر موارد شركته".

المصدر: 1




مقالات مرتبطة