كيف تقنع شخصاً قريباً لك في زيارة الطبيب؟
قد تواجه صعوبة في معرفة ما يجب فعله عندما يكون شخص ما تهتم لأمره محتاجاً إلى رعاية طبية ولكنَّه يرفض العلاج، فأنت لا تريد أن تصبح الأمور خطيرة.
لكن لا يمكنك أيضاً إجبار الشخص على الذهاب دون إرادته، فأقنع قريبك برؤية الطبيب من خلال إجراء مناقشة لمشاركة مخاوفه وفهم تردده بشكل أفضل، ثم اعمل معه على إيجاد حل يلبي احتياجاته ويسمح له برؤية أهمية الذهاب إلى الطبيب، لذلك سنستعرض في هذا المقال أهم المهارات والنصائح التي تلزمنا لإقناع قريبنا بزيارة الطبيب، فإذا كنت من المهتمين أو تعاني من أمر مشابه، فما عليك إلا أن تتابع معنا.
النصائح اللازمة لإجراء أول محادثة:
عند إجراء أول محادثة مع قريبك لتقنعه بضرورة زيارة الطبيب، لا يجب أن يكون الموضوع عشوائياً وغير منظم، لذلك سنقدم لك بعض النصائح التي تفيدك في إجراء المحادثة الأولى، ألا وهي:
1. لا تنتظر حتى حدوث أزمة:
أسوأ شيء يمكنك القيام به هو محاولة إقناع قريبك بزيارة الطبيب عندما تكون صحته في خطر شديد، فإذا قمت بذلك فقد يتم اتخاذ القرار على عجل، ومن ثمَّ ضياع الفائدة لقريبك، وبدلاً من ذلك ابدأ بإجراء المحادثة مبكراً.
على سبيل المثال، قد تكون إحدى القريبات لك في فترة المراهقة تعاني من بعض المشكلات النفسية، ولكنَّها لا تثق في أنَّ الطبيب النفسي سيحترم خصوصيتها، فقد تخشى أن يخبر شريكها أو والديها بما يجري معها من مشكلات نفسية، فمن الممكن أن تبدأ بتشجيعها بأنَّ الطبيب لديه خطة للرعاية.
2. اذكر مخاوفك بوضوح وبحب:
إذا لم يكن قريبك منفتحاً على الاقتراح فستحتاج إلى الاقتراب منه للمناقشة مباشرة، فكن واضحاً ومباشراً بشأن مخاوفك وخاصةً إذا كانت صحته في حالة حرجة، ويمكنك أن تقول: "صديقي يمكنني أن أنبهك أنَّ التهاب المفاصل لديك يزداد سوءاً لدرجة أنَّك لم تستطع النهوض من سريرك منذ الأمس، وأنا أحبك وقلق بشأنك، وستشعر بتحسن كبير إذا رأيت طبيباً"، وضع في حسبانك أنَّه قد تضطر إلى تكرار هذه الخطوة مرات عدة قبل أن يبدأ قريبك بالتفكير في اقتراحاتك.
3. اسأل أسئلة:
إذا استمر قريبك في إظهار تردده في زيارة الطبيب فقد ترغب في استجوابه للحصول على مزيد من المعلومات؛ إذ يمكن أن يساعدك اكتشاف أصل تردده على التوصل إلى حل قابل للتطبيق، فقد تسأل: "ألا تحب طبيبك؟"، أو "ما الذي لا يعجبك في الذهاب إلى الطبيب؟"، أو "هل أنت قلق بشأن شيء معين؟"، ويمكنك أيضاً أن تأخذ مساراً أكثر وضوحاً من خلال طرح السؤال: "ما هي مشكلتك في مقابلة الطبيب؟".
4. ناقش عواقب الإنكار:
في بعض الحالات قد يتجنب قريبك رؤية الطبيب لأنَّه ليس مستعداً بعد لتقبُّل حقائق الموقف، فربما يرى أحد أفراد أسرته في حالة التعافي من السرطان يفقد وزنه، وقد يتردد في رؤية الطبيب لأنَّ نتيجة العلاج أكبر مما يمكنه مواجهته في الوقت الحالي، وفي مثل هذه المواقف يجب أن تجعل قريبك يفكر في العواقب إذا لم يتخذ أيَّة إجراءات، على سبيل المثال، يمكنك تنبيهه أنَّه قد يتطور السرطان إلى أن يصبح خطيراً إذا لم يبدأ العلاج فوراً.
النصائح اللازمة لجعل الحوار أكثر فاعلية:
في حال كان الحوار الأول مع قريبك لإقناعه لزيارة الطبيب غير كافٍ ولم يلبِّ مطلبك، فهذا يتطلب منك جهداً وحرفيةً أكبر، لذلك قدمنا لك بعض النصائح التي من شأنها أن تعزز فكرة سهولة زيارة الطبيب لدى قريبك، ألا وهي:
1. ابحث عن حليف:
في كثير من الأحيان يكون قريبك أكثر انفتاحاً على الاستماع للغرباء من أقاربه، فقد يكون صديق العائلة المحترم أو زعيم المجتمع قادراً على طرح الموضوع بطريقة يتقبلها قريبك، لذلك حدد من تحبه ويحظى باحترام كبير من جهة قريبك، ثم اطلب من هذا الشخص المساعدة على حل قضيتك.
2. دعه يختار الطبيب:
قد تؤثر الاختلافات بين الجنسين والحواجز الثقافية في قرار الشخص بعدم زيارة الطبيب، فإذا كان هذا هو الحال مع قريبك فحاول العمل معه لاختيار مقدم رعاية صحية يتوافق مع معتقداته ويجعله أكثر راحة، على سبيل المثال، قد يفضل قريبك ممارساً للطب التقليدي على طبيب من النمط الغربي، وإذا كانت أنثى فقد تفضل أن تراها طبيبة، أو إذا كان لا يحب المستشفيات فابحث عن طبيب في العيادة، ولا بد من أن تتكلم مع الطبيب عن قريبك قبل فحصه.
3. اقترح له الخضوع لفحص طبي معاً:
قد يشعر قريبك بضيق أقل إذا انضممت إليه في زيارة الطبيب بوصفك مريضاً أيضاً، فهذا قد يحرره من الضغط الذي يواجهه وحده، فاجعل الأمر مريحاً وقل له إنَّ كليكما يحتاج إلى إجراء فحص سنوي، وقد يكون قريبك أكثر ميلاً لرؤية الطبيب بهذه الطريقة، على سبيل المثال، قد تقول: "أبي، كنت أفكر في أنَّه يمكننا تحديد مواعيد الفحوصات معاً هذا العام، وأعلم أنَّ الذهاب معك سيجعلني أقل توتراً بكثير من الذهاب وحدي، فهل يبدو ذلك جيداً بالنسبة إليك؟".
4. اعلم أنَّ لديك كثيراً من الحلول:
على الرغم من محاولتك فإنَّ قريبك هو في النهاية العامل الحاسم في علاجه الطبي، ما لم يكن معرضاً لخطر إلحاق الأذى بنفسه أو بأي شخص آخر فلا يمكنك إقناعه بشكل أفضل، لكن كن واثقاً في إدراك أنَّ لديك كثيراً مما يمكنك فعله، فإذا رفض قريبك زيارة الطبيب يمكنك محاولة إرسال رسالة بريدية إلى الطبيب توضح مخاوفك وتأمل أن يتصل بقريبك لتحديد موعد.
إرشادات جيدة من شأنها أن تجعل زيارة الطبيب أمراً محتملاً:
بعد أن أوضحنا النصائح السابقة وشرحناها، لا بد من الإشارة إلى وجود إرشادات كثيرة لجعل إقناع قريبك بزيارة الطبيب أكثر فاعلية، وإليك بعض هذه الإرشادات:
1. استخدم لغة إيجابية:
في بعض الأحيان يمكن للطريقة التي تصف بها زيارات الطبيب أن تُحدث فرقاً كبيراً في مستويات التوتر لدى شخص ما؛ إذ يمكن أن يؤدي التحدث بنبرات القلق واستخدام اللغة السلبية إلى جعل قريبك يشعر بالتوتر بشأن الزيارة، فبدلاً من نقل القلق حاول إرسال رسالة مفادها أنَّ زيارة الطبيب شيء جيد وليس فيها ما يستلزم القلق أبداً.
2. عزز قوَّته بدلاً من التركيز على أوجه القصور:
عندما تقنع قريبك في زيارة الطبيب لا تكثر من الجمل التي تحسسه بضعفه ومرضه؛ بل عزز ثقته بنفسه واجعله يتأكد بأنَّ حياته ستكون أسعد بكثير كما كانت بمجرد تجاوز المرض، على سبيل المثال، قل له: "لقد كنت بارعاً في رياضة رفع الأثقال ولم أرَ أحداً بقوَّتك، لذلك حاول السعي إلى تجاوز المرض لترجع إلى رياضتك من جديد".
3. حدد الوقت الزمني المناسب لطرح فكرة زيارة الطبيب:
نجد بعض الأشخاص في بعض أوقات النهار متوترين وغاضبين، لذلك علينا ألا نقترح عليهم في هذه الأوقات، وعلينا أن نختار الوقت الذي يكون فيه قريبنا في استرخاء وسعادة، على سبيل المثال، إذا كان قريبنا رجلاً مسناً، فالوقت الذي يكون فيه بمزاج جيد هو الصباح الباكر، لذلك لا بد من طرح الموضوع أمامه في ذلك الوقت.
4. خطط لنشاطات مثيرة بعد زيارة الطبيب:
يمكنك أيضاً تغيير التصور المتعلق بزيارة الطبيب بجعل اليوم أكثر إثارة، فقد يبدو الذهاب إلى الطبيب أمراً صعباً، لكن يمكنك جعله ممتعاً أكثر عندما تقوم بجدولة نشاطات ممتعة في نفس يوم الموعد، على سبيل المثال، قد تقترح أن تنضم إلى قريبك عند الطبيب وأن تتابع بعد ذلك برحلة تسوق ووجبة غداء لطيفة في المقهى المفضل لديه.
ما هي صفات الطبيب المريح؟
لا بد من الإشارة إلى أنَّه إذا كان الطبيب مريحاً فسيكون الأمر أكثر سهولة لإقناع المريض بزيارته، لذلك سنقدم لكم أبرز صفات الطبيب المريح:
- لين التعامل.
- ضحوك.
- يتكلم بلهجة هادئة مع ابتسامة خفيفة.
- يلاطف المريض.
- متواضع.
- دقيق في مواعيده.
- لا تكون عيادته مغلقة ومعتمة.
- يعمل بحرفية.
- يُظهر للمريض أنَّ مرضه ليس خطيراً.
- متعاون مع الأهل.
تحذير هام:
إذا كان المريض يعاني من مشكلات نفسية وخيمة، فربما يحتاج إلى عناية أكبر، ويكون إقناعه أكثر صعوبة بكثير وخاصةً إذا لم يكن بمستوى ثقافي جيد، لكن في هذه الحالة تكون زيارة الطبيب هامة وضرورية ويجب ألا نستسلم ونحاول في جميع الطرائق إقناع المريض بزيارة الطبيب؛ وذلك لأنَّ الأمراض النفسية سريعة التطور، وقد تجعل الإنسان عدوانياً في حال وصولها إلى مستويات عالية.
في الختام:
نرى أنَّ كل شيء في هذه الحياة يحتاج إلى مهارة وتنظيم وليس لعشوائية، وأنَّه عندما يتعلق الأمر بصحة من نحب، فعندها نبذل الغالي والنفيس لإنقاذه من محنته ومساعدته على عودته إلى حياته الطبيعية، وطبعاً إنَّ إقناعه بزيارة الطبيب أمر هام لتحقيق ذلك.