كيف تفهم نفسك وتتعامل مع الآخرين على نحو أفضل؟

إذا لم تفهم نفسك جيداً، فلن تتفاعل مع عائلتك وأصدقائك وزملائك تفاعلاً فعالاً، ومع ذلك، فإنَّ فهم أنفسنا هو من أعظم التحديات في الحياة؛ لذا كيف يمكن أن ترى نفسك مثلما يراك الآخرون؟ بالنسبة إليَّ، من السهل إمعان النظر في حياة الآخرين، ففي كثير من الأحيان، يمكننا معرفة الأشخاص ومهاراتهم ونقاط قوَّتهم ونقاط ضعفهم واحتياجاتهم وأهدافهم، ومع ذلك، فإنَّنا لا نجري نفس التقييمات لأنفسنا، وغالباً ما يكتنف الغموض شخصياتنا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن "إيان آر ماكينتوش" (Ian R Mackintosh)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية فهم أنفسنا جيداً.

قد يكون من السهل الوصول إلى المسار الصحيح، ولحسن الحظ، غالباً ما نرى أفضل مثال عن كيفية المضي قدماً بشكل واضح في مكان العمل، فكلما أرى شركة تستثمر في مدير جديد أو من ذوي الخبرة، دائماً ما يبدأ تدريبه وتطويره بدورة عن فهم أساليب الإدارة، فهذا هو المكان الواضح للبدء.

ببساطة، تُوفِّر لك هذه المعلومات مقدمة للتعرف إلى سمات شخصيتك والمجموعة المتنوعة من الأنواع الأخرى من الشخصيات والأساليب التي يمكن أن تواجهها في مكان العمل، ويعد فهم نفسك وكيف تتعامل مع الآخرين أمراً أساسياً لتطوير الذات؛ إذ إنَّها القاعدة التي يمكننا من خلالها أن نتطور، إذاً، كيف نحصل على هذه الرؤية؟ سأقدم لك ملخصاً لعملية التعلم هذه، وهذا ملخص للبرنامج الذي يجب أن تبحث عنه:

في بعض الأحيان، تحتوي المواد التعليمية ذات الصلة على عناوين مختلفة (مثل العلاقات بين الأشخاص والتواصل بين الأشخاص، وإدارة أنواع الشخصيات المتنوعة أو المختلفة)، ولكنَّها توضِّح جميعاً - مهما كان اسمها - كيفية تصنيف أنواع الشخصيات المختلفة، وتقدِّم لك فهماً أفضل لكيفية التعامل مع تنوعها، وفي حالتنا هنا سوف نسمي هذا الموضوع، فهم أسلوب إدارتك.

إنَّ امتلاك المهارات في هذا المجال ليس أمراً أساسياً للنجاح في مجال الإدارة فحسب؛ بل إنَّه أساسي لكل شخص مهما كانت وظيفته؛ إذ إنَّ كثيراً من المعلومات المتاحة عن هذا الموضوع لا يمكن الإلمام بها ذاتياً بشكل مثالي من خلال قراءة الكتب؛ بل في الواقع، تشير تجربتي الشخصية إلى أنَّه من الأفضل للمديرين الطموحين وأولئك الذين يريدون تطوير أنفسهم ذاتياً الالتحاق بدورات عن هذا الموضوع لتعلُّم وممارسة المهارة على أفضل وجه.

توجد مواقع في الإنترنت تتيح لك الحصول على لمحة عن نوع شخصيتك، حتى إنَّ بعضها يساعد على تحديد وتحليل الشخصيات الإشكالية التي تعمل معها؛ إذ تُعَدُّ هذه بداية رائعة، لكن تُظهِر تجربتي الخاصة أنَّ تخصيص الوقت للتفكير في أسلوب إدارتك أو أسلوبك الشخصي ودراسة مجموعة الأنواع الأخرى بتوجيه محترف، سيضمن لك فهماً أكثر عمقاً لهذا الموضوع، إذاً، ما الذي ينطوي عليه تطوير مهاراتك في هذا المجال؟

عادةً ما يبدأ أي تدريب من خلال: استكمال النماذج والاستبيانات

عادةً ما تكون الخطوة الأولى هي ملء تقييم شامل يتيح التحليل العلمي لأسلوبك وسلوكاتك، وعادةً ما يساهم العديد من الزملاء (4 عادةً) في هذه العملية، من خلال استكمال الاستبيانات المتعلقة بالملاحظات والتفاعلات التي أجروها معك، إضافة إلى ذلك، غالباً ما سترسل تقريراً عن تفاعلاتك مع "الشخص الذي يمثل مشكلة".

شاهد بالفديو: مهارات التواصل مع الآخرين

بعد تحليل كل هذه المعلومات، ستذهب إلى صف تدريبي يتضمن:

1. مراجعة النتائج:

هذا الأمر لا يحتاج إلى شرح، فقد قام عدد كبير من الأشخاص باستثمارات شاملة في توصيف أنماط الإدارة المتنوعة للأشخاص، وسوف تتعرف إلى جميع الأنواع التي صنَّفها الخبير المسؤول عن تحليل أسلوبك وتعرف إلى أيَّة واحدة منها تنتمي.

ملاحظة هامة: لا يوجد نوع سيئ؛ بل كلها أنواع ​​مختلفة وتُظهِر نقاط قوة وضعف مختلفة؛ إذ إنَّ امتلاك مهارة جيدة، أو مرونة في العمل مع هذه الأساليب المختلفة، يعكس خبرتك.

2. فهم أسلوب الإدارة الخاص بك:

الآن بعد أن عرفت أسلوبك، يمكنك دراسة سماته وميوله؛ ونتيجة لذلك، سيتحسن وعيك الذاتي بنقاط قوَّتك وضعفك.

إقرأ أيضاً: حاول أن تتعلّمها: 7 مهارات بسيطة للتواصل الفعال

3. فهم تنوع أنواع الشخصيات الأخرى:

بعد ذلك، ستتعرف إلى تفاصيل أنماط الشخصية المختلفة التي يمكن أن تتوقع مواجهتها في مكان العمل، وفي هذه المرحلة أنت مدرك تماماً للتنوع المذهل واحتياجات الأشخاص الذين ستعمل معهم خلال حياتك المهنية، وغالباً ما تكون هذه المعرفة مفيدة ومثيرة للدهشة.

4. مراجعة كيف يرتبط أسلوبك بالآخرين:

بعد معرفة أسلوبك وأساليب الأشخاص الآخرين المتنوعة، يمكنك استكشاف كيفية تعديل سلوكك للتواصل بشكل أفضل مع هذه الأنواع المختلفة، وسوف تتعلم كيفية تعديل سلوكك لتتعامل مع أساليب الآخرين واحتياجاتهم على نحو أفضل، ومرةً أخرى، ستكون مرونتك في التكيف والتواصل مع الزملاء هامة جداً لتطوُّرك بصفتك مديراً وشخصاً أيضاً.

5. العمل على مشكلة أو مثال لحالة ما:

لقد ذكرت آنفاً أنَّ معظم الدورات التدريبية ستطلب منك تقديم مثال عن مشكلة حالية في علاقتك مع أحد ما، وفي هذه المرحلة، عادةً ما تكون قد حصلت على توصيف لأسلوب هذا الشخص، ويمكنك استخدام هذا بوصفه مثالاً عملياً لممارسة المهارات التي قمت بدراستها وتطويرها، وبذلك، يمكنك في النهاية الحصول على معلومات مفيدة عن كيفية التعامل مع هذا الفرد تحديداً.

هذا كل ما في الأمر، ففي هذه الدورة كثيرٌ مما يمكنك تعلُّمه، وهي عادةً ما تكون استثماراً كبيراً لوقت أي شخص، ولقد رأيت كثيراً من الأشخاص الذين يلتحقون بمثل هذه الدورات التي تتبع نفس الملخص البسيط الموضَّح آنفاً إلى حد كبير، ولم أسمع أبداً أحداً يشكي من أنَّها كانت مضيعة لوقته؛ بل بخلاف ذلك، فإنَّهم عادةً ما يشيدون بالاستثمار الذي قاموا به، ويتحدثون بفخر عن تحسُّن وعيهم.

هل أنت ماهر في هذا المجال؟ وهل تفهم أسلوب إدارتك وكيف تتعامل مع الآخرين؟ من الواضح أنَّ الفوائد التي تعود على تحسين نفسك عموماً وحياتك المهنية، واضحة.

إقرأ أيضاً: 6 مفاتيح أساسية للتواصل بشكل فعّال مع الآخرين

في الختام:

إن مهارات التواصل من أهم المهارات التي يجب أن يكتسبها الإنسان، فهي تحدد القواعد التي تحكم العلاقات الاجتماعية بين الناس، إلا أنه وللأسف بعض الناس لا يتقنون مهارة التواصل الناجح وهذا ما يسبب لهم بعض المشاكل، ونظراً لأهمية التفاعل والتواصل مع الآخرين كان لا بد من اتقان هذه المهارة




مقالات مرتبطة