كيف تفرِّق بين الإنفلونزا، والكورونا، وغيرهما من الأمراض؟

من المعروف علميَّاً أنَّ أولى علامات الإحساس بحكةٍ في البلعوم يرافقها إحساسٌ بالصدمة، يتبعه رجاءٌ مثيرٌ للسخرية بأن يكون سبب هذه الحكة "نزلة بردٍ فقط"؛ لأنَّها إن لم تكن كذلك، فقد تكون بداية الإصابة بالإنفلونزا التي تُوهِن الجسم، أو قد تكون هذه بوادر الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، أو بمرضٍ مُعدٍ آخر أصاب مجاري التنفس العُليا.



وفقاً لـ "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" في الولايات المتحدة: "قد يكون تمييز نزلات البرد عن الإنفلونزا اعتماداً على الأعراض وحدها صعباً، أو مستحيلاً حتَّى؛ لأنَّهما يشتركان في عديدٍ من الأعراض". لكنَّ "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" وضعت حقيقةً قوائم تتضمَّن أعراض المَرَضَيْن، وتُبيِّن الفروق الواضحة فيما بينهما في الحالات العادية.

قد يكون من الصعب في الحقيقة تمييز أعراض فيروس كورونا المُستجد (كوفيد-19) عن أعراض الإنفلونزا، لكن خلال الأسابيع الأخيرة تمكَّن خبراء الأمراض المُعدِية من فهم أعراض المرض بشكلٍ أفضل، لا سيما الارتفاع المبكِّر لدرجة الحرارة، والأعراض التي نادراً ما تصيب المرضى في معظم الحالات لكنَّها قد تظهر عليهم في حال تدهورت صحتهم.

كيف تعرف إذاً إن كان يجب عليك الاتصال مباشرةً بالطبيب؟ أو الحصول فقط على قسطٍ من الراحة، وقراءة الكتب، وتناول قليلٍ من حساء الدجاج؟ ثمَّة اختلافاتٌ واضحةٌ بين أعراض مُختلَف أنواع الأمراض الفيروسية وسرعة ظهور هذه الأعراض.

لا يمكن لهذا الجدول -ولا للفقرات التي تليه، والتي تتحدَّث عن أربعةٍ من أكثر الفيروسات التي تحظى بالاهتمام في أيامنا هذه- أن يُعفيك من زيارة الطبيب، لكنَّه قد يساعدك في فهم ما يصيبك. إذا كان لديك أسئلةٌ أو مخاوف، فاستشر خبراء الرعاية الصحية، ولا تَدع حالتك تتفاقم:

يُعَدُّ ارتفاع درجة الحرارة من أولى الأعراض التي تظهر على المريض عند الإصابة بكوفيد-19، وثمَّة أعراضٌ نادرة لا تظهر عادةً -هذا إن ظهرَت- إلَّا في المراحل الأخيرة التي يشتدُّ فيها المرض.

 

نزلة البرد

الإنفلونزا

نوروفيروس

فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)

فترة الحضانة

1-3 أيام

1-4 أيام

بضع ساعات

2-14 يوماً

ظهور الأعراض

تدريجي

مفاجئ

مفاجئ

تدريجي

المدة التي يحتاج إليها الجسم للتعافي عادةً

7-10 أيام

3-7 أيام

1-2 أيام

غير معروفة

الأعراض

 

 

 

 

ألم الحنجرة

في كثيرٍ من الأحيان

في بعض الأحيان

نادراً

في بعض الأحيان

العُطاس

في كثيرٍ من الأحيان

في بعض الأحيان

نادراً

نادراً

سيلان الأنف

في كثيرٍ من الأحيان

في بعض الأحيان

نادراً

في بعض الأحيان

السُعال وضيق الصدر

في بعض الأحيان

في كثيرٍ من الأحيان

نادراً

في كثيرٍ من الأحيان

الضعف والوهن

في بعض الأحيان

في كثيرٍ من الأحيان

في بعض الأحيان

في بعض الأحيان

ارتفاع درجة الحرارة

نادراً

في كثيرٍ من الأحيان

في بعض الأحيان

في كثيرٍ من الأحيان

الآلام

نادراً

في كثيرٍ من الأحيان

في بعض الأحيان

في بعض الأحيان

القشعريرة

نادراً

في كثيرٍ من الأحيان

في بعض الأحيان

في بعض الأحيان

ألم الرأس

نادراً

في كثيرٍ من الأحيان

في بعض الأحيان

نادراً

ضيق النفس

نادراً

نادراً

نادراً

في كثيرٍ من الأحيان

الغثيان

نادراً

نادراً

في كثيرٍ من الأحيان

نادراً

التقيُّؤ

نادراً

نادراً

في كثيرٍ من الأحيان

نادراً

الإسهال

نادراً

نادراً

في كثيرٍ من الأحيان

نادراً

آلام المعدة

نادراً

نادراً

في كثيرٍ من الأحيان

نادراً

 ملاحظة: بإمكان الفيروسات أن تنتقل إلى الآخرين خلال فترة الحضانة، أي قبل بدء ظهور الأعراض.

1. نزلات البرد الشائعة:

ثمَّة أكثر من 200 نوعٍ مختلفٍ من الفيروسات التي تؤدِّي إلى الإصابة بنزلات البرد منها: سلالاتٌ من فيروس كورونا والفيروس الأنفي. على الرغم من أنَّها تسبب الإحساس بالكآبة، وأنَّها واسعة الانتشار؛ إلَّا أنَّ نزلات البرد نادراً ما تُوهِن الجسم مثلما تفعل الإنفلونزا.

  • عدد الإصابات: يُصاب البالغون عادةً بنزلات البرد مرَّتين أو ثلاث مراتٍ كلَّ عام، وقد تُصيب الأطفال الصغار ستَّ مراتٍ أو أكثر سنويَّاً.
  • الأعراض الشائعة: تبدأ الأعراض التي تتطوَّر عادةً بشكلٍ تدريجي بألمٍ في الحنجرة، يليه العُطاس، وسيلان الأنف، والاحتقان، وكثرة إفراز المُخاط الذي يتسرب إلى الحنجرة محاولاً تطهيرها من الجراثيم.
  • المضاعفات المُحتمَلة: مقارنةً مع الإنفلونزا، فمن النادر جدَّاً أن تسبِّب نزلات البرد مضاعفاتٍ خطيرة، لكنَّها يمكن أن تؤدِّي إلى التهاب الأذنين، أو التهاب الجيوب، أو إلى التهاب الشُعَب الهوائية، أو التهاب الرئتين في حالاتٍ نادرة، أو إلى أمراضٍ أخرى ثانوية؛ وتحتاج جميعها إلى رعايةٍ طبية. بإمكان نزلات البرد أيضاً أن تُهيِّج حالة الربو أو تفاقمها.
  • الانتشار: تنتشر نزلات البرد في الهواء عن طريق السعال، أو العُطاس، أو لمس أيدي الأشخاص المُصابين، أو لمس الأسطح الصلبة الحاوية على الفيروس، أو التواصل المباشر مع شخصٍ مُصاب.
  • الفترة التي يظلُّ فيها المريض ناقلاً للعدوى: يستطيع المريض نقل العدوى إلى الآخرين قبل يومٍ أو يومين من ظهور الأعراض عليه، ويبقى كذلك إلى أن تختفي الأعراض، حيث يحتاج هذا إلى أسبوعين على أبعد تقدير.
إقرأ أيضاً: 10 طرق للتخلص من آثار نزلات البرد بسرعة

2. الإنفلونزا:

على الرغم من الخوف -الذي له ما يبرِّره- من حوادث التفشي، مثل: تفشي فيروس كورونا؛ إلَّا أنَّ سلالاتٍ متنوعةً من الإنفلونزا -التي ثمَّة 29 نوعاً مختلفاً منها- تسبِّب كلَّ عامٍ حالات وفاةٍ أكثر بكثيرٍ من التي سبَّبتها معظم حالات تفشِّي الفيروسات على مدار عدَّة سنوات.

  • عدد الإصابات: يُصاب حوالي 8% من سُكَّان الولايات المتحدة بفيروس الإنفلونزا كلَّ عام، وهي تقتل وسطيَّاً 12-61 ألف أمريكيٍّ سنويَّاً.
  • الأعراض الشائعة: في البداية ترتفع درجة حرارة المريض بسرعة، وتصل إلى أكثر من 100.4 درجة على مقياس فهرنهايت (38 درجة مئوية سيليسيوس)، ويعاني آلاماً عضلية، ويُحِسُّ بالبرد.
  • المضاعفات المُحتَملة: من المضاعفات التي من المُحتمَل أن تُصيب المريض: التهاب الأذنين، والجيوب الأنفية، والالتهاب الرئوي، وتفاقُم الحالة الصحية للأشخاص المُصابين بأمراضٍ مزمنة، والموت. مثلما هو الحال مع الفيروسات الأخرى، يُعَدُّ كلُّ من الأطفال الصغار، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون ضعفاً في أجهزتهم المناعية؛ أكثر من يعاني من الإنفلونزا.
  • طريقة الانتشار: تنتشر الإنفلونزا في الهواء عن طريق: السُعال، أو العطاس، أو لمس أيادي الأشخاص المصابين، أو لمس الأسطح الصلبة الحاوية على الفيروس، أو التواصل المباشر مع الأشخاص المصابين.
  • الفترة التي يظلُّ فيها المريض ناقلاً للعدوى: يستطيع المريض نقل العدوى إلى الآخرين قبل يومٍ من بداية ظهور الأعراض عليه، ويبقى كذلك مدَّةً تتراوح من 3-7 أيام.
إقرأ أيضاً: 5 وصفات طبيعيّة للوقاية من الإنفلونزا في الشتاء

3. نوروفيروس:

يُهيِّج هذا الفيروس ذي التأثير السريع -يُطلَق عليه خطأً في كثيرٍ من الأحيان اسم "إنفلونزا المعدة"- المعدة أو الأمعاء، ويسبِّب إحساساً شديداً بعدم الراحة في الأمعاء، والذي يستمر فترةً قصيرة. يُعَدُّ هذا الفيروس السبب الرئيس لحالات التسمم الغذائي في الولايات المتحدة، أكثر من التي تسببها بكتيريا مثل: السلمونيلا أو العصيات القولونية.

  • عدد الإصابات: يعاني حوالي 20 مليون أمريكيٍّ، أو حوالي 6% من سكَّان أمريكا؛ كلَّ عامٍ من التهاب المعدة والأمعاء الحاد الذي سببه نوروفيروس.
  • الأعراض الشائعة: على عكس الفيروسات المُسبِّبة لنزلات البرد أو الإنفلونزا، يظهر النوروفيروس فجأةً، ويرافقه في كثيرٍ من الأحيان حالات تقيُّؤٍ وإسهالٍ حادةٍ ومتكررة.
  • المضاعفات المُحتَملة: يُعَدُّ الجفاف الحاد من المضاعفات التي من المُحتمَل أن تُصيب المريض، إذ يدخل إلى قسم الطوارئ حوالي 400 ألف شخصٍ كلَّ عامٍ بسبب النوروفيروس، ويُشكِّل الأطفال غالبيتهم العُظمى، ويُتوفَّى 570-800 مريض، معظمهم من الأطفال، وكبار السن، والأشخاص الذي يعانون ضعفاً في أجهزتهم المناعية.
  • طريقة الانتشار: من أشهر طرائق انتقال هذا الفيروس: براز الإنسان وقيؤه، بما في ذلك قطرات القيء التي يحملها الهواء. بإمكان قطرةٍ من براز شخصٍ مُصابٍ بالمرض بحجم رأس الدبوس أن تحتوي ما يكفي من جزيئات النوروفيروس لنقل المرض إلى شخصٍ آخر. ينتقل المرض غالباً عن طريق الأطعمة التي رُويَت بمياهٍ مُلوَّثة، أو من المطاعم أو المنازل من خلال إعداد شخصٍ مصابٍ الطعامَ الذي يُقدَّم نيِّئاً، أو مَسُّ الطعام بعد طهوه.
  • الفترة التي يظلُّ فيها المريض ناقلاً للعدوى: بإمكان المريض أن ينقل العدوى إلى الآخرين قبل أن تظهر الأعراض عليه، ويستمر كذلك إلى ما بعد التعافي بأسبوعَين.
إقرأ أيضاً: 26 طريقة لتجنُّب الإصابة بالمرض في فصل الشتاء

4. فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19):

يقول خبراء الصحة أنَّه من الصعب تمييز أعراض كوفيد-19 الذي يسبِّبه فيروس كورونا عن أعراض الإنفلونزا، وبإمكان هذه الأعراض أن تكون خفيفةً أو غير ملحوظةٍ أبداً لدى بعض الأشخاص، وشديدةً ومميتةً لدى أشخاصٍ آخرين؛ ولم يتمكَّن العلماء بعد من تفسير ذلك، لكنَّ هذا التفاوت يحدث في أمراضٍ فيروسيَّةٍ أخرى أيضاً.

  • عدد الإصابات: تحديد ذلك متروكٌ للزمن، لكنَّ عدد الحالات يتزايد في أرجاء العالم. يمكنك الاطلاع على آخر الإحصائيات والأخبار المتعلقة بفيروس كورونا المستجد في موقعنا النجاح نت.
  • أشهر الأعراض: من أشهر أعراض كوفيد-19: ارتفاع درجة الحرارة، والسعال، وضيق النفس؛ ويُعَدُّ ارتفاع درجة الحرارة منذ البداية من الأعراض التي تُميِّز المرض، يَتبَع ذلك سُعالٌ جافٌ حينما تصبح حالة المريض متوسطة أو شديدة الخطورة. يُعَدُّ ضيق النفس من علامات المرض المميزة، ومن المضاعفات الخطيرة التي تميِّز كوفيد-19 عن الإنفلونزا أو نزلات البرد؛ لكنَّ أشخاصاً آخرين -من ضمنهم بعض الأطفال- أُصيبوا بالمرض بعد أن عانوا أعراضاً خفيفةً تشبه أعراض نزلات البرد أو الإنفلونزا، وفي الوقت نفسه ثمَّة آخرون يُصابون بالمرض وينقلون العدوى إلى الآخرين دون أن تظهر عليهم أيُّ أعراض. ذَكَر الأطباء مؤخراً أنَّ عدداً كبيراً من الأشخاص الذين أُصيبوا بكوفيد-19 فقدوا حاسة الشم، لكنَّ هذا الأمر لم يخضع بعد للدراسة للتأكُّد ممَّا إذا كان عرَضاً من أعراض كوفيد-19، أم مرتبطاً ببعض الأمراض الأخرى.
  • المضاعفات الخطيرة المُحتمَلة: من المضاعفات الخطيرة التي من المُحتمَل أن تُصيب مرضى كوفيد-19: الالتهاب الرئوي، والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، والفشل الكلوي، والموت.
  • طريقة الانتشار: ينتشر في الهواء عن طريق السعال أو العطاس، وعبر الأسطح الصلبة، والتواصل المباشر مع الأشخاص المصابين ضمن نطاق 6 أقدامٍ (183سم) بحسب "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها". من المُحتمَل أيضاً أن ينتقل المرض عن طريق براز البشر وفقاً لدراسةٍ نُشِرَت في 17 شباط في مجلة (Emerging Microbes and Infections)، وقال الباحثون أنَّ انتشار المرض عن طريق البُراز واحتمال أن يكون مُسبِّباً للإسهال قد يكونان من عوامل انتشاره السريع، لكنَّ معظم الأدلة تشير إلى أنَّ هذا ليس من العوامل الأساسية المُساهِمة في انتقال العدوى.
  • الفترة التي يظلُّ فيها المريض ناقلاً للعدوى: من المُحتمَل أن يكون المريض قادراً على نقل العدوى إلى الآخرين قبل ظهور الأعراض عليه، لكنَّ نقل العدوى يكون في معظم الحالات حينما تكون الأعراض ظاهرة، وإنَّ تفاصيل ذلك لم تُكتشَف بَعد.

آخر الآراء حول أعراض كوفيد-19:

لأنَّ كوفيد-19 لم يظهر إلَّا في أواخر العام الماضي، لم تتأكَّد مراكز الأبحاث بَعد من احتمال وجود أعراضٍ مختلفة غير الأعراض الثلاثة الأكثر انتشاراً، إذ يقول "ريتشارد كوارتارون"، المتحدث باسم "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها": "ليس لدينا في الوقت الحالي أيُّ تفاصيل إضافيةٍ لأنَّ الأشخاص الذين يصابون بكوفيد-19 تظهر عليهم مجموعةٌ من الأعراض المُحتملة".

بيد أنَّ الباحثين أخضَعوا مؤخراً 138 شخصاً للدراسة، والذين نُقلوا إلى المستشفى حينما تدهورت حالتهم الصحية بعد إصابتهم بالالتهاب الرئوي نتيجة الإصابة بكوفيد-19 في ووهان في الصين.

قدَّم البحث الذي نُشِرَ في 7 شباط في مجلة (JAMA) بياناتٍ أوليةً أظهرت أنَّ نسبة ظهور الأعراض على المرضى كانت كالتالي:

  • ارتفاع درجة الحرارة: 98.6%.
  • التعب: 69.6%.
  • السُعال: 59.4%.
  • الآلام: 34.8%.
  • صعوبة التنفُّس: 31.2%.
  • الغثيان: 10.1%.
  • الإسهال: 10.1%.
  • ألم الرأس: 6.5%.
  • التقيُّؤ: 3.6%.

لكنَّ هؤلاء المرضى كانوا يعانون أعراضاً حادة، ونصفهم تقريباً يعانون أمراضاً أُصيبوا بها سابقاً منها: ارتفاع ضغط الدم، والسُكَّري، وأمراض القلب؛ لذلك قد لا تُبيِّن الأرقام الأعراض التي تظهر عادةً على الأفراد الأصحَّاء.

في بحثٍ آخر نشره "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" في الصين، والذي أُجري على 44672 شخصاً مصابين بفيروس كورونا، كانت أعراض 81% من هؤلاء خفيفة، من ضمنهم أشخاصٌ ظهرت على بعضهم أعراض خفيفةٌ تشبه أعراض الإنفلونزا، وعلى بعضهم الآخر أعراض خفيفةٌ تشبه أعراض نزلات البرد.

إنَّ نسبة الوفيات بكوفيد19 ليست معروفةً بشكلٍ مؤكَّد، لكنَّ بياناتٍ مبنيةً على حالات المرض التي شهدتها إيطاليا نُشِرَت في 17 آذار في مجلة (Journal of the American Medical Association) وجدت أنَّ معدل الوفيات يتراوح بين 0.3% لدى الأشخاص الذي تتراوح أعمارهم بين 30-90 عاماً، و3.5% لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60-69 عاماً، و19.7% أو أكثر لدى الأشخاص الذين يبلغون من العمر 80 عاماً أو أكثر. في حين تبلغ نسبة الوفيات بالإنفلونزا الموسمية عادةً 0.1% من مجموع المصابين الكُلِّي.

الأعراض الخطيرة لفيروس كورونا (كوفيد-19):

من الجدير بالذكر أنَّ أعراض أيِّ مرضٍ لا تظهر على جميع الأشخاص بالطريقة نفسها، وأن ثمَّة العديد من سلالات نزلات البرد، والإنفلونزا، والنوروفيروس المختلفة، والتي تختلف أيضاً درجات تأثيرها في المرضى. في بعض الأحيان، قد لا ترتفع درجة حرارة مريض الإنفلونزا مثلاً، وقد تصيبه أعراضٌ من النادر أن تصيب مرضى الإنفلونزا الآخرين، وقد يُحس الأطفال وكبار السن وأي شخصٍ يعاني مشاكل صحيةٍ أعراضاً أشدَّ من التي يُحِسُّ بها الآخرون.

من بين عشرات الأعراض الخطيرة، يجب على من يُحِسُّ بالأعراض التالية تلقِّي الرعاية الطبية فوراً:

  • نوبات.
  • آلام في الصدر.
  • صعوبة التنفس أو تسارع الأنفاس.
  • الحرارة التي تستمر أكثر من أربعة أيام أو ترتفع إلى أكثر من 104 درجات على مقياس فهرنهايت (40 درجة مئوية).
  • الحالات التي تستمر أكثر من المدة المُعتادة.
  • الحالات التي تتحسَّن ثمَّ تتدهور.
  • الجفاف الحاد.
  • ازرقاق الشفتين أو الوجه.

ثمَّة بكلِّ تأكيدٍ عديدٌ من الأمراض الأخرى التي قد تبدو مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا في البداية، لكنَّها تحتاج إلى رعايةٍ صحيةٍ عاجلة، منها:

  • الحصبة: قد تبدأ الحصبة في معظم الأحيان بأعراضٍ تشبه أعراض نزلة البرد؛ لكنَّها تكون مترافقةً مع طفحٍ جلدي، وترتفع فيها درجة الحرارة إلى 104 درجات على مقياس فهرنهايت (40 درجةً مئوية).
  • النُكاف: يبدأ النُكاف بأعراضٍ تشبه أعراض الإنفلونزا، لكن مع انتفاخٍ في الغدد اللعابية؛ ممَّا يؤدي إلى تورُّم الخدين وانتفاخ الفك.
  • التهاب البلعوم العُقَدي: يبدأ التهاب البلعوم العُقَدي سريعاً بألمٍ في الحنجرة وتورُّماتٍ مؤلمة. (العُقَدِية مرضٌ بكتيريٌّ وليس فيروسيَّاً، ويمكن أن يُعالَج بشكلٍ فعَّالٍ باستعمال مضادات الالتهاب التي لا تُعالِج الفيروسات).

قد تشبه أيضاً أعراض حالات التحسس الموسمية أعراض نزلات البرد أو الإنفلونزا، لكنَّ ما يميِّزها غالباً: الحكة والدموع اللذين ليسا عرَضَين من أعراض نزلة البرد، أو الأنفلونزا، أو الأمراض المُعدية الأخرى؛ كما لا يسبِّب التحسس آلاماً في الرأس أو آلاماً عضلية، ويمكن أن يستمر التحسس أسابيع بكلِّ تأكيد.

نشر الوعي عوضاً عن المرض:

طوَّرَت الفيروسات عبر ملايين السنين قدرةً خارقةً على العيش خارج جسمٍ مضيف، وإصابة الآخرين، والانتشار من خلال الطواف في الهواء داخل جزيئات المُخاط التي تخرج عن طريق السعال أو العُطاس. حتى في أثناء التحدُّث، يمكن أن تنطلق قطراتٌ تحوي فيروساتٍ تبحث عن جسمٍ مضيفٍ جديد. تقول "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها": "يمكن أن تَحُطَّ هذه القطرات على أفواه الأشخاص القريبين أو أنوفهم، أو من الممكن أن تستنشقها الرئتان". وبإمكان الفيروسات أن تنتشر أيضاً حينما يمَسُّ شخصٌ مصاب وجهه ثمَّ يصافح الآخرين، أو يمسك مقابض الأبواب، أو يُعِدُّ الطعام.

بإمكان فيروسات نزلات البرد والإنفلونزا أن تعيش مدة 15-20 دقيقةً على الجلد، وعدة ساعاتٍ على الأسطح الصلبة؛ ويَذكُر بحثٌ أُجرِي مؤخَّراً على كوفيد-19 أنَّ هذا النوع من فيروسات كورونا قد يعيش بضعَ أيامٍ على الأسطح.

إذا كنت تعتقد بأنَّك مريض، أو إذا كنت تعاني ارتفاع درجة الحرارة، أو تسعل أو تعطس أو تتقيَّأ:

  • الزم المنزل واعزل نفسك.
  • تجنَّب مسَّ عينيك، وأنفك، وفمك.
  • غَطِّ أنفك وفمك بمرفقك لا بيديك حينما تسعل أو تعطس.
  • عقِّم مقابض الأبواب، والطاولات، وأواني الطهو، والألعاب، وأيَّ سطحٍ صلبٍ من المحتمل أن ينقل الجراثيم.
  • اغسل يديك غسلاً صحيحاً باستمرار، وافركهما بالماء والصابون مدة 20 دقيقة. قد تكون مُعقِّمات اليدين مفيدة، لكن فقط عند الضرورة، وإذا استُخدِمَت استخداماً صحيحاً.
  • تجنَّب المصافحة، والعِناق، والقُبَل. رغم أنَّ في اللعاب أجساماً مضادةً وأنزيمات تقلِّل خطر انتقال عديدٍ من الفيروسات، إلَّا أنَّ القُبَل يمكن أن تنقُل الإنفلونزا، ونزلات البرد، وغيرها من الفيروسات وحتَّى الجراثيم.

إذا أحسستَ أنَّك مريضٌ مرضاً شديداً، أو أُصبتَ بأيٍّ من الأعراض الخطيرة المذكورة في الأعلى، أو اشتبهتَ بأنَّك مصابٌ بفيروس كورونا؛ لأنَّك زرتَ منطقةً تفشَّى فيها المرض، أو احتككتَ مع شخصٍ أُصيب به - ضع الكتاب من يدك، وانسَ حساء الدجاج، واتصل فوراً بالطبيب أو راجع قسم الإسعاف.

المصدر




مقالات مرتبطة