كيف تغيِّر حياتك بنفسك؟

خدعتنا الأفلام والكتب والقصص التي سمعناها حين كنا أطفالاً، ففي حين كانت هذه القصص مصدراً رائعاً للإلهام، لكن حين تكبر تدرك أنَّ الواقع مختلف، حين لا تجري الأمور كما تريد، ولا تحقق أهدافك، ولا تتمكن من التغلب على عادة سيئة أو حين تشعر بأنَّك عاجز، لن يظهر مارد سحري لإنقاذك.



لا يتغير شيء في الحياة إلا إذا غيرته:

أخبرونا في القصص التي قرأناها عندما كنا أطفالاً أنَّ شخصاً ما أو شيئاً ما سينقذنا من الألم، ومن العادات السيئة ومن الفشل وسيحمينا من أخطائنا، لكن في الواقع لن يحصل أيُّ شيء ما لم ندرك أنَّ التغيير يجب أن يبدأ منا إن أردنا نتائج مختلفة في حياتنا.

لا يعني هذا أن تكون متشائماً، أو أن تعتقد بأنَّ قصص الأطفال كانت مؤذية، في الواقع يجب أن تتفاءل فتلك القصص كانت تحوي على الكثير من الحكمة التي يمكننا تطبيقها اليوم إذا فهمناها فهماً صحيحاً، لكن لو قرأت تلك القصص دون التعمق في معناها وقارنتها بحياتك الشخصية فتكون قد ارتكبت خطأ كبيراً، عندما تفعل ذلك، سيتكون لديك في العقل اللاواعي معتقدٌ يوهمك بأنَّ شيئاً ما سينقذك من حالة عدم الرضى التي تعيشها.

تحدد القصص التي نرويها لأنفسنا أشكال شخصياتنا، وإذا لم نغير القصة ستتكرر وسنعيش في الحالة نفسها مع العادات نفسها والمشاعر نفسها والنتائج نفسها، سواء في حياتنا الشخصية أم المهنية.

من الأكاذيب التي يبدو أنَّها موجودة في كلِّ قصة سمعناها عندما كنَّا أطفالاً هي أنَّنا نستحق حياة رائعة، وأنَّ شخصاً أو شيئاً غيرنا مسؤول عن إغناء حياتنا بالسعادة والمال والعلاقات المُرضية والصحة.

شاهد بالفيديو: 5 عادات خاطئة يجب أن تبتعد عنها لتتخلص من التعاسة

تحمُّل المسؤولية ضروري لعيش حياة أفضل:

يصل الإنسان إلى مرحلة يجب أن يتقبَّل فيها أنَّه المسؤول الوحيد عن تحقيق التغيير في حياته، كما قال رائد الأعمال "جيم رون" (Jim Rohn): "يجب أن تتحمل المسؤولية، لا يمكنك تغيير الظروف  أو الفصول  أو الرياح، لكن يمكنك تغيير نفسك".

يعني هذا أنَّنا لا نستطيع أن نلوم أهلنا أو الظروف التي نشأنا فيها أو أي شيء آخر على حياتنا الحالية، اذا أردت حقاً عيش حياة أفضل في جميع المجالات يجب أن تحمل أنت المسؤولية؛ لكنَّ ذلك يتطلب منك مراجعة نفسك، وتلك الخطوة الأولى كي تعترف بأنَّ تصرفاتك الحالية لا تفيدك لتحقيق الحياة التي تريدها في المستقبل، الأمر الذي يتطلب التمتع بالقوة النفسية.

تحمَّل مسؤولية كسلك:

نحن نحاول كثيراً أن نبرر تكاسلنا بقصص نُظهِر فيها أنفسنا بوصفها ضحية وباختلاق أعذار لفشلنا؛ لكنَّ كل ذلك يساهم في استمرارنا في تحقيق النتائج السيئة التي لا نريدها في حياتنا، يتطلب تسليط الضوء على نفسك وعلى تصرفاتك القوة، اسأل نفسك ما الذي يمكنك تغييره وما هي العادات التي يجب أن تتخلى عنها والخطوات الصغيرة التي يجب أن تتخذها؟ ما الذي يجب أن تقوله أو لا تقوله؟ وما الذي يجب أن تغيره في تصرفاتك لتحصل على نتائج أفضل؟ وانتبه ما إذا كانت معتقداتك عن نفسك تساعدك على التقدم نحو المستقبل الذي تريده.

"تحمَّل مسؤولية الالتزام بحياتك وقيادة نفسك والنمو والحرية" - المؤلف "كريستوفر أفيري" (Christopher Avery) -

ربما أنت الآن في مرحلة في حياتك تشعر خلالها برغبة قوية في فعل شيء جديد، فتريد أن تتقدم، لكن لا تعرف كيف، وتريد التخلص من عاداتك القديمة، لكن لا تشعر بأنَّ لديك حافز، وتريد أن يستثمر شخص ما في أفكارك؛ لكنَّك لا تبذل الجهد المطلوب لتستحق ذلك.

إقرأ أيضاً: النجاح في الحياة: كيف تغيّر حياتك نحو الأفضل؟

في الختام:

يجب عليك أن تدرك أنَّ لا أحد سيأتي لينقذك ويحقق لك الحياة الأفضل التي تريدها، يجب أن تغير القصة التي تخبر بها نفسك وتتحمل المسؤولية بالكامل، أدرك أنَّك إذا أردت التغير يجب أن تتخلى عن عاداتك القديمة وتبدأ بالتحسن تدريجياً كل يوم، وأنَّ ذلك لن يكون سهلاً في البداية، لكن مع مرور الوقت ستبدأ بتحقيق النتائج شيئاً فشيئاً حين تبدأ بتحمُّل مسؤولية القرارات في حياتك، وستشعر أنَّ الأمور تسير لمصلحتك وليس ضدك.

إقرأ أيضاً: 4 وسائل مؤثرة لتغيير حياتك

كما يقولون: إذا استمررت في فعل ما فعلته دائماً ستتحقق ما حققته دائماً؛ أي لن يتغير شيء ما لم تفعل شيئاً مختلفاً، يجب أن تتحمَّل المسؤولية بالكامل وحينها فقط ستتغير حياتك.




مقالات مرتبطة