كيف تعيش بأشياء أقل وبمزيد من السعادة؟

يقول الفيلسوف أبيقور (Epicurus): "لا تفسد متعتك بما تملكه، برغبتك فيما لا تملكه، وتذكَّر أنَّ ما تملكه الآن كان من بين الأشياء التي ترغب في امتلاكها".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون مارك تونغ (Marc Tong)، ويُحدِّثنا فيه أنَّه ليس من الضروري أن يمتلك الشخص مزيداً من الأشياء لكي يصبح سعيداً؛ إذ يمكن للقليل أن يزيد من سعادة الشخص.

إذا سألك أحدهم: "هل تريد مزيداً من الأشياء؟" سيكون الجواب، بالطبع، لكنَّ ذلك يعتمد على مزيد من ماذا؟

لا شك في أنَّك ستستمتع بمزيد من الأموال لشراء مزيد من الأشياء الرائعة، ومزيد من المساحة للاحتفاظ بها، ومزيد من الوقت لاستخدامها، فمن لا يرغب في ذلك؟ لكن كما ترى ليس بالضرورة أن يكون السؤال هو المغلوط؛ بل إنَّه الجواب؛ لذا دعنا نحاول مرة أخرى، وهذه المرة سوف ندع أبيقور يُلهم الإجابة.

إذا سألك أحدهم مرةً أخرى "هل تريد مزيداً من الأشياء؟" سيكون الجواب هذه المرة: "هذا يعتمد على لماذا أريد مزيداً في المقام الأول".

"لا شيء يكفي لمن لا يرضى بما يكفي" - أبيقور

كما ترى، إنَّ الرغبة في المزيد أصبحت استجابة مشروطة، أو يمكن القول إنَّها "حاجة".

  1. هل أنت تعيس؟ لا بدَّ من أنَّك بحاجة إلى مزيد من الأصدقاء.
  2. هل الديون متراكمة عليك؟ لا بدَّ أنَّك تحتاج إلى مزيد من المال.
  3. هل الفوضى تعمُّ منزلك؟ لا بدَّ أنَّك بحاجة إلى مزيد من الغرف.

لكنَّ الحقيقة هي أنَّ "المزيد" غالباً ما يفشل؛ لأنَّنا لم نسأل أبداً ما إذا كان "المزيد" هو الحلُّ في المقام الأول، ربما الحلُّ الأفضل هو "أقلُّ" بدلاً من مزيد.

  1. هل أنت تعيس؟ ربما تحتاج إلى أصدقاء أقل، أو أصدقاء أقل تطلباً.
  2. هل الديون متراكمة عليك؟ ربما تحتاج إلى معرفة كيفية إنفاق مبلغ أقلَّ من راتبك الشهري.
  3. هل الفوضى تعمُّ منزلك؟ ربما تحتاج إلى التقليل من شراء الأشياء، وألا تحتفظ بما لا يلزم.

"من لا يرضى بالقليل لا يرضى بشيء". - أبيقور

في الواقع، غالباً ما يؤدي "المزيد" إلى تفاقم المشكلة.

  1. المزيد من الأصدقاء يستهلكون مزيداً من وقتك.
  2. المزيد من المال يغريك أكثر لإنفاق مزيد من المال بما يتجاوز دخلك.
  3. المزيد من الغرف والخزائن والرفوف، تمنحك فرصة أكبر للاحتفاظ بمزيد من الأشياء التي تزيد الفوضى.

كما ترى، إنَّ المزيد يؤدي إلى المزيد، وقد كُيفنا للظنِّ أنَّ المزيد هو الأفضل، والأقل يؤدِّي إلى القليل، والقليل هو للفاشلين أو الزاهدين، وأنا لست أتكلم بقصد أن أقتل البهجة، وبالطبع لا أقصد أنَّنا يجب أن نعود للعيش في كهف، أنا فقط أتكلم عن الواقع.

شاهد بالفيديو: 8 طرق مثبتة علمياً لنيل السعادة

أعط فرصة لـ "الأقل":

إذا سألك أحدهم: "هل تريد أشياء أقل؟ أقل من كلِّ الأشياء التي من المفترض أن تفعلها، وأقل من كلِّ الأشياء التي من المفترض أن تمتلكها؟" فليكن جوابك: "قد أكون مهتماً بالقليل من كلِّ هذه الأشياء".

إقرأ أيضاً: 6 خطوات سهلة للحصول على السعادة الأبدية

منذ اللحظة التي ولدت فيها بدأت التوقعات تمطر عليك:

  1. توقعات أن تكون طفلاً لطيفاً، أو طالباً نموذجياً، أو خريجاً بعلاماتٍ ممتازة، أو ابناً مطيعاً، أو شخصاً ذا شعبية، أو مواطناً صالحاً، وما إلى ذلك، وبدلاً من محاولة دفع نفسك إلى المزيد والمزيد من الأدوار والأقنعة، جرِّب أن تعطي الأقل من كلِّ شيء، على سبيل المثال: مظهراً زائفاً أقل، وضغطاً أقل، وما إلى ذلك.
  2. توقعات لكسب أجر جيد، والحصول على العلاوة، وتحقيق دخل ممتاز، وما إلى ذلك، بدلاً من المطاردة غير المنتهية للمال لكي تصبح ثرياً، جرِّب الأقلَّ من كلِّ هذه الأمور، وخذ وقتك في معرفة ما تحتاجه حقاً ليجعلك سعيداً وآمناً، فقد يكون أقل ممَّا تتخيل، قد لا يكون قياس قيمتك الداخلية بثروتك هو الطريق الأضمن للسعادة.
  3. توقعات بامتلاك أحدث الأدوات، وأن تتبع أحدث صيحات الموضة، ويكون لديك منزل أكبر، وسيارة أفضل، وما إلى ذلك، فبدلاً من استنزاف طاقتك، اكتشف الممتلكات التي تمنحك ما يكفي من الفرح.
إقرأ أيضاً: كيف تحصل على السعادة في حياتك؟

في الختام:

قيل: "لا شيء يستحق ثمن القلق، فالمزيد يؤدي إلى مزيد من القلق، والقليل يؤدي إلى قلق أقل".

في المرة القادمة التي سيسألك فيها شخص ما إذا كنت تريد المزيد، أجبه: "لا شكراً، لقد حصلت على أكبر قدر ممكن من المزيد المزعج الذي يمكنني التعامل معه؛ لذلك أفضِّل القليل، ويمكنني أن أفعل الكثير بالقليل"

المصدر




مقالات مرتبطة