كيف تعمل على إعادة التواصل مع فريقك لتحقق النجاح؟

يمكن أن يساعدك الإصغاء إلى الموظفين الذين يعملون معك في شركتك وفهم اهتماماتهم ومخاوفهم على بناء علاقات أقوى وأكثر إخلاصاً؛ لأنَّ هذا الأمر يؤثِّر تأثيراً كبيراً في التزامهم بالعمل وتحفيزهم، والجهد الذي يبذلونه؛ مما يؤدي بدوره إلى تحقيق نتائج إيجابية.



وفقاً لدراسات أجرَتها مؤسسة "جالوب" (Gallup) في المكسيك، يشعر 60% من العمَّال بأنَّهم ليسوا على تواصل مع فريقهم، و28% منهم غير راضين عن عملهم، و12% فقط منهم راضون تماماً، ونحن نتحدث عن هذا الوضع الذي كان قبل جائحة كورونا، والآن دعنا نتخيل ما هو موقف الموظفين من وضعهم في العمل في هذه المرحلة من الأزمة الصحية التي نمرُّ بها.

يبدو أنَّ نسبة السيطرة على "جائحة كوفيد-19" (COVID-19) في ازدياد، ففي نهاية المطاف، بدأَت المنظمات إعادة تنشيط أعمالها؛ لذلك سنبدأ التعايش مع "الوضع الطبيعي الجديد"، لكنَّ المشكلة هنا هي: كيف سنعيد التواصل مع فِرق العمل لدينا للحفاظ على نسبة الإنتاجية بشكل يضمن الحفاظ على سلامتهم؟

إذا أخذنا في الحسبان أنَّ الموظفين هم أهم ما في المنظمة، فإنَّ العودة إلى العمل بعد الجائحة يجب أن توفر وتضمن لهم السلامة والحماية والموثوقية؛ حيث يمكن أن يؤدي انعدام التركيز والطاقة إلى انقطاع التواصل معهم؛ مما يؤدي بدوره إلى نشوء عواقب عدة مثل بيئة عمل سيئة، وإنتاجية منخفضة، وإرهاق، وضعف التواصل، وارتفاع نسبة دوران العمالة، ومن ثمَّ إنشاء بيئات عمل سامة.

تتضمن عملية إعادة التواصل مع فريقك تحديد هدف مشترك ويكون ذلك من خلال عملية تحديد أدوار ومسؤوليات كل عضو في الفريق لتحقيق هذا الهدف، ويمكن أن يساعدك الإصغاء إلى اهتمامات الموظفين ومخاوفهم وفهمها على بناء علاقات أقوى وأكثر إخلاصاً معهم؛ لأنَّ هذا له تأثير كبير في التزامهم في العمل وتحفيزهم والجهد الذي يبذلونه؛ مما يؤدي بدوره إلى تحقيق نتائج إيجابية.

إتاحة الفرص للتواصل بين أعضاء الفريق:

وجدَت الأبحاث التي أجرَتها مؤسسة "جالوب" (Gallup) أنَّ 13% فقط من العمال يشعرون بارتباط وتواصل عميق مع رب العمل؛ ونتيجة لذلك فإنَّهم يبدعون في أعمالهم ويتولون تنفيذها، وأنَّ 63% منهم غير مهتمين بأعمالهم، فهم غير سعداء بعملهم، وغير منسجمين مع بيئة العمل، وحالهم كحال الأشخاص الموجودين جسدياً لا ذهنياً في أماكن عملهم، ولا يبذلون سوى القليل من الطاقة في عملهم؛ وأنَّ 24% منهم منقطعون عن العمل تماماً؛ مما يعني أنَّهم يكرهون وظيفتهم بشكل عملي.

بالنتيجة، 76% من العمَّال في مختلف أنحاء العالم غير مرتبطين بشكل معنوي بأماكن عملهم، كما أنَّهم أقل ميلاً إلى أن يكونوا منتجين.

يجب على المنظمات تقديم فرص تتيح من خلالها إعادة التواصل بين أعضاء الفريق الذي فُقِدَ جراء الجائحة، مثل تسهيل إجراء نقاشات خارج إطار العمل بين الموظفين، وجمع أفكارهم عن اتخاذ تدابير صحية حتى يشعروا بالأمان، والسماح لهم بالتعبير عن مشاعرهم، وإبداء التعاطف، واكتساب الثِّقة بين أعضاء الفرق، فدور القادة هام للقيام بعملية إعادة دمج الموظفين في العمل لتسهيل إعادة التواصل على المستوى الشخصي والعاطفي وتحقيق توازن على مستوى الفريق.

يُعَدُّ التواصل مع فريق العمل لتمكينهم من التكيُّف مع طبيعية العمل الجديد، سواء كان ذلك في الشركة أم في المنزل، من اهتمامات المنظمات؛ حيث إنَّ 56% من الموظفين حول العالم الذين يعملون عن بُعد يشعرون بنوع من عدم التواصل مع شركاتهم وزملائهم، لكنَّ السؤال هنا هو كيف يمكنني التواصل مع فريقي لتحقيق أهدافي؟

إليك عزيزنا القارئ بعض الخطوات الأساسية التي يجب عليك اتباعها لإعادة التواصل مع الموظفين في شركتك:

1. إعداد فريقك:

أبلغ فريقك عن الخطوات الآتية التي ستتبعها في العمل، سواء كانوا سيعودون للعمل في مكتب الشركة، أم يعملون من المنزل، أم في مكان عمل هجين.

2. تعزيز مشاركتهم في اتخاذ القرارات:

أصغِ إلى حججهم ومخاوفهم، وطبِّق الإجراءات الصحية التي تجعلهم يشعرون بالأمان داخل مؤسستك.

3. استعادة العلاقات الاجتماعية بين الزملاء في العمل:

هناك بعض الموظفين في الشركة يحتاجون أكثر من غيرهم للشعور بوجود علاقة تقربهم من زملائهم في العمل، ولكن لكي يكون الفريق مرتبطاً مع بعضه، من الضروري إنشاء علاقات بين الموظفين وزملائهم في العمل، وإذا استمروا في العمل من منازلهم، فمن الهام جداً أن يشعروا بهذا القرب من زملائهم في الفريق في أثناء عملهم.

شاهد بالفديو: 8 نصائح لتطوير مهارة التواصل الفعّال

4. إتاحة تجارب مُحفِّزة:

على سبيل المثال: إذا كان العمل من المنزل، فاعقد اجتماعاً افتراضياً مرة واحدة في الأسبوع كي تتيح لهم الفرصة للتعبير عمَّا يشعرون به أو المهام التي أنجزوها، وإذا كان الهدف من هذا الاجتماع هو إعادة دمجهم في المكاتب، فيمكنك التواصل مع أعضاء فريقك من حديقة أو مقهى باستخدام شبكة واي فاي.

من الأدوات المفيدة للغاية للعمل من المنزل هو ما يسمى بـ "قيلولة المدير التنفيذي"، وهي غفوة قصيرة تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة في فترة الظهيرة؛ أي بين الساعة 1:00 و3:00 بعد الظُهر؛ مما يساعدك على استعادة تركيزك الذهني والجسدي دون أن يتسبب ذلك في الشعور بالخمول عند الاستيقاظ.

5. تقييم فريقك:

تذكَّر أنَّ كل إنسان يحب أن يدرك الآخرون وجوده ويقدرون الجهود التي يبذلها، ويجب عليك بصفتك قائداً تلبية هذه الحاجة بكثير من الأهمية، ويمكنك جعل جميع أعضاء الفريق يتعرفون إلى القدرات المميزة التي يمتلكها موظف مُعين وليس أنت فقط.

حيث يمكنك إرسال رسالة إلى جميع أعضاء الفريق تخبرهم فيها عن العمل الجيد الذي أنجزه أحد زملائهم وتُشجِّعهم على تهنئته على هذا الإنجاز، كما يمكنك القيام بذلك من خلال شبكات التواصل الاجتماعي؛ فالقيام بهذا الأمر باستمرار يؤدي إلى تذكير الموظفين بأنَّ دورهم في الشركة هام.

إقرأ أيضاً: 4 تعديلات بسيطة على مراجعات الأداء لزيادة فاعلية الموظفين

6. وضع التحديات والأهداف:

لا تنسَ أنَّه يجب عليك الحفاظ على التواصل مع فريقك ليس فقط على المستوى الشخصي، ولكن أيضاً على المستوى المهني، ويجب على الموظفين أن يضعوا في الحسبان هدف الشركة، والعمل على إنجازه أيضاً، كما يُعَدُّ تحدي موظفيك أمراً بالغ الأهمية؛ لأنَّ هذا يحفزهم على أن يعملوا بطريقة أكثر إنتاجية، كما يولِّد إفراز الأدرينالين والشعور بالرضا عن تحقيق الأهداف.

7. وضع الحدود:

هذه النقطة هي الأكثر صعوبة في عملية التنفيذ؛ حيث إنَّه عادةً ما تُوضع حدود كي يلتزم بها أحد الأطراف، وحتى نتمكن من تنفيذ هذه الحدود، يجب أن نخلق توازناً في الحدود التي نضعها، فلا ندير إدارة تفصيلية ولا نتجاهل النتائج.

8. تشجيع الإدارة الذاتية بين الحين والآخر:

يساعد إنشاء هيكل للعمل وتنظيم العمل الذي يجب أن نقوم به على توزيع طاقتنا على كل مهمة نعمل على إنجازها دون التركيز على مهمة واحدة فقط، ولاستعادة القدرة على التركيز، سيكون من الضروري التخلص من عوامل التشتيت التي لا تساهم في تحقيق الإنتاجية، فالعمل على مهام محددة لفترة طويلة يؤدي إلى ضعف الصفاء الذهني.

9. العملية الإدارية:

تعني عملية إعادة دمج العمل البدء من جديد، ففي الكثير من الأحيان ننسى أنَّه لدينا أداة أساسية يمكن أن تنقذنا من عبء العمل، وهذه الأداة هي العملية الإدارية والتي تشمل:

  • التخطيط: ماذا ستفعل؟ وماذا ستنفذ؟ حدِّد الأهداف المرجوة وكيفية تحقيقها.
  • التنظيم: كيف ستفعل الأمر؟ إنَّه يحدد العملية والمهام التي يجب القيام بها لتحقيق الأهداف التي تضعها.
  • الجهة المشرفة على العمل: من سيفعل ذلك؟ حدِّد الأدوار؛ حيث يجب عليك بصفتك قائداً أن تبقي فريقك متحفزاً للعمل بحيث تُنفَّذ كل مهمة بأكثر الطرائق فاعلية.
  • التحكم: حدد الأوقات وتحقق من تنفيذ كل مهمة في الوقت المناسب.

يسبب توقُّف الحاسوب عن العمل أموراً عدة مثل سوء التواصل والقيادة والفشل في تحقيق الأهداف والإرهاق، وفي بعض الحالات الكسل، ووفقاً لـ "بيتر دراكر" (Peter Drucker)، فإنَّ "60% من مشكلات العمل ناتجة عن "ضعف التواصل".

إقرأ أيضاً: متى يجب أن يتواصل قادة الفِرق مع أعضاء فريقهم؟

 الحفاظ على تواصل الفريق له فوائد مثل:

  • زيادة الإنتاجية.
  • المرونة.
  • سلامة الموظفين العامة.
  • إنشاء فرق أقوى.
  • تواصل أكثر مرونة.
  • التزام الموظفين بتحقيق أهداف المنظمة.

وفقاً لتحقيق أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal)، فإنَّ 73% من العمَّال يرون أنَّ علاقات الثِّقة والمعاملة بالمثل تولِّد شعوراً بالانتماء والالتزام تجاه الشركة، فالتواصل مع العاملين لديك، وإخبارهم بما هو متوقع منهم، والثناء عليهم عندما يقومون بعمل جيد، وتشجيعهم على التقدم، ومنحهم الأدوات اللازمة والفرصة للشعور بالتحدي، هي الإجراءات التي يمكننا اتخاذها مع الموظفين كحلٍّ أكثر وضوحاً، فهم يتوقفون عن الشعور بالانفصال عن فريقهم، ويجدون أنَّ قادتهم يهتمون باحتياجاتهم.

المصدر




مقالات مرتبطة