كيف تعدل أهدافك في أوقات الشك وعدم اليقين؟

إنَّ وصف ما نعيشه في الأوقات المضطربة لا يكفي للتعبير عمَّا يحدث؛ فمن المؤكد أنَّ العالم الحديث يتسم بحالة من عدم اليقين أكثر من أي وقت مضى.



إنَّ تحديد أهداف مفيدة وبلوغها خلال هذه الأوقات التي تتسم بقدر كبير من عدم اليقين يمكن أن يكون تحدياً أكثر من المعتاد، وغالباً ما يعني النجاح تعديل أهدافك في مواجهة حالة عدم اليقين بحيث تبقى مفيدة قدر الإمكان، وفي هذا المقال سنلقي نظرة إلى سبب خوفنا من حالة عدم اليقين والفوائد التي نادراً ما تُناقَش والتي يجلبها عدم اليقين وكيفية تعديل أهدافك إضافة إلى الطريقة للوصول إليها عند مواجهة حالة عدم اليقين.

أسباب خوفك من عدم اليقين:

إنَّ الخوف من حالة عدم اليقين ليس أمراً جديداً على العالم الحديث الذي نعيش به، وهو استجابة طورها البشر على مدى آلاف السنين، وإنَّ السبب الكامن وراء هذا الخوف من عدم اليقين الذي طورناه بسيط؛ يتمثل في أنَّ عدم اليقين يجلب احتمالية حدوث خطر غير واضح المعالم أو خفي؛ فعندما لا تعرف بالضبط ما يخبئه المستقبل لك يزرع ذلك في عقلك احتمال حدوث جميع أنواع النتائج غير المرغوب فيها في المستقبل.

ومع ذلك فإنَّ المستقبل المجهول ليس بطبيعته محفوفاً بالمخاطر؛ بل إنَّه ببساطة أمرٌ لا يمكنك توقعه دائماً؛ ففهم أنَّ عدم اليقين هذا لا يعني دائماً حدوث نتائج سلبية هو الخطوة الأولى للتغلُّب على عدم اليقين واستخدامه لمصلحتك.

فوائد عدم اليقين:

على الرغم من أنَّ سلبيات عدم اليقين واضحة إلَّا أنَّ له فوائد أيضاً؛ إذ يمكن أن يدفعك عدم اليقين إلى وضع استراتيجيتك ومسار أهدافك موضع الشك، وهو أمر نادراً ما يكون سيئاً.

قد يكون للتشكيك في نفسك دلالة سلبية لكنَّه غالباً ما يكون أفضل طريقة لتحديد المعوقات المحتملة التي ربَّما تكون قد تجاهلتها، كما أنَّ انعدام اليقين الواضح في العالم هو تذكير بحقيقة أنَّ عدم اليقين موجود دائماً، وبصرف النظر عن مدى الراحة التي تشعر بها أو كيف تبدو لك بعض الأمور فإنَّ عدم اليقين أمرٌ موجود دائماً.

عندما تصبح حالة عدم اليقين جلية يمكن أن يكون بمنزلة تجربة تلفت انتباهك وتذكرك دائماً بالتخطيط لعدم اليقين مهما بدت أمورك مؤكدة.

إقرأ أيضاً: كيف تحدد الأهداف بفاعلية وتستمر في التطور؟

تعديل أهدافك في مواجهة عدم اليقين:

خلال أوقات عدم اليقين الشديدة خصوصاً قد يكون من الضروري تعديل الأهداف التي حددتها أو عمليتك للوصول إليها أو كليهما، ومع أخذ ذلك في الحسبان إليك ثلاث استراتيجيات فعالة لتعديل أهدافك في مواجهة الأوقات المضطربة:

1. توضيح أهدافك وغاياتك:

من الهام دائماً التأكد من أنَّ أهدافك وغاياتك واضحة قدر الإمكان لا سيَّما عندما تواجه حالة من عدم اليقين؛ فعندما يكتنف الغموض مسارك فمن الضروري أن تفهم وجهتك بأكبر قدر ممكن من الوضوح، وضح أهدافك وغاياتك واستخدم فهمك الواضح تجاهها كبوصلة لإرشادك خلال أي عقبات خفية تواجهك.

شاهد بالفديو: كيف تكسر حاجز المستحيل وتصل إلى أهدافك

2. التركيز في ما يمكنك التحكم به:

غالباً ما يشعرنا عدم اليقين بأنَّنا لسنا مسيطرين على حياتنا، في حين أنَّه من الصحيح أنَّك لن تكون قادراً أبداً على التحكم بكل عامل يؤثر في حياتك وبالأهداف التي حددتها، إلَّا أنَّه سيكون هناك دائماً كثير من الأشياء التي يمكنك التحكم بها، وهذه هي الأمور الوحيدة التي تستحق التركيز عليها.

ابقَ حذراً واستمر في المضي قدماً واستمر في التركيز على المهام التي يمكنك التحكم فيها، وتغلب على التحديات الجديدة التي تعترض طريقك بدلاً من القلق بشأن ما قد يحدث أو لا يحدث، ويمكنك التأكد من أنَّك ما تزال تفعل كل شيء للوصول إلى أهدافك بصرف النظر عن مدى عدم وضوح الطريق للوصول إليها.

3. تعزيز اليقين:

في مواجهة حالة عدم اليقين إنَّه لمن المفيد أن تعزز أكبر قدر ممكن من اليقين في حياتك؛ حتى لا تربكك مشاعر فقدان السيطرة؛ هذا يعني ابتكار اليقين في كل جانب من جوانب حياتك قدر المستطاع، وفي كلا الجانبين المرتبطين مباشرة وغير مباشرة بالأهداف التي تسعى جاهداً إلى الوصول إليها.

يعود هذا إلى التركيز على الأشياء التي يمكنك التحكم بها والتأكد من أنَّه لديك استراتيجية واضحة ومحددة جيداً لكيفية معالجة هذه الأشياء؛ فكلما زاد اليقين الذي يمكنك إنشاؤه في أوقات عدم اليقين ستشعر بمزيد من التحكم؛ ممَّا يجعل احتمال أن يصبح عدم اليقين هذا أمراً مُدمراً لدرجة أن يعوق تقدُّمك أقل.

How To Adapt Your Goals When Faced With Uncertainty




مقالات مرتبطة