كيف تعثر على نصفك الآخر؟

إليكم حقيقة يجهلها الكثيرون: ليس بمقدورك البحث عن نصفك الآخر أو شريك حياتك؛ ليس بالمعنى الحرفي لكلمة "بحث" على أقلِّ تقدير. والغريب في الأمر أنَّك حينما لا تبحث عن الحب، فغالباً ما تجده يطرق بابك! ولكن رغم ذلك، فباستطاعتك القيام ببضع خطواتٍ لتعزيز فُرَصِكَ في العثور على الحبّ الحقيقي؛ ولعلَّ أوّلها أن تُبقي نفسك منفتحاً تجاه هذا الأمر؛ بحيث لا تُضيِّع الفرصة على نفسك إن شاءت الأقدار أن يظهر ذلك الشخص في حياتك.



ولأنَّ الأمر يتوقّف على مشاعرك وأحاسيسك الشخصية -أفكارك وعواطفك ورغباتك- دوناً عن سواها؛ فإيجاد الحبِّ لا يخضع إلى أيِّ علمٍ دقيق، لكن يمكنك في المقابل أن تُسَرِّعَ هذه العملية. لذا نقدّم إليك فيما يلي بعض النصائح التي تساعدك في هذا الصَّدد:

1. ثِق بأنَّ شريك عمرك موجود في مكان ما:

هل سمعت عن "قانون الجذب - Law of Attraction"؟ خلاصة القول هي أنَّك تجذب إليكَ ما تؤمن به: السلبيّة إن كنتَ سلبياً، والإيجابيّة إن كنتَ إيجابياً، وما شابه ذلك. ولعلَّ مقولةَ "تفاءلوا بالخير تجدوه" أروع عبارةٍ تتلائم وهذا القانون. لذا إن لم تثق بوجود ذلك الشخص، فلن تقابله على الأرجح.

نحن لا نقول بأنَّه يتعيَّنُ عليك أن تُعطِّلَ مسار حياتك، وتظلَّ منتظراً إلى أن يأتي الحبّ إليك؛ ولكن كن منفتحاً على احتمال وجود شخصٍ مكملٍّ لشخصكَ على أقلّ تقدير.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب السر للكاتبة روندا بايرن

2. تجنَّب التَّفكير بأنَّ هنالك دائماً "شيء أفضل" في انتظارك:

قد يبدو إليك هذا الأمر منافٍ للبداهة للوهلة الأولى، لكن إذا بقيت تبحث عن "شيءٍ أفضل"، فلن تُقدِّرَ ما يوجد أمامَ ناظريك أبداً.

تكمن المشكلة في اعتقادك بأنَّك تملك خيارات "لا حصر لها"؛ وهو ما يمنعك من رؤية الخيار الصحيح حينما يتراءى أمام ناظريك. وفي حقيقة الأمر: كلما كَثُرَت "خياراتك"، قلَّت جودة "اختياراتك".

وصف عالم النفس باري شوارتز هذا بأنَّه "مفارقة الاختيار". لا يعني هذا أنَّه عليك خفضَ توقعاتك أبداً، وإنَّما أن تتحلَّى بمزيدٍ من المرونة في هذا الصدد.

يقول البروفيسور "سكوت ستانلي": "عندما يبحث الناس "أقلَّ أو أكثر" من اللازم، فإنَّ بحثهم هذا لن يستوفي معايير التوصّل إلى نتيجةٍ جيّدة لما يبحثون عنه. لذا يُنصح بالتخلّي عن الخيارات الأخرى؛ فالاعتقاد بأنَّك قد تجد الكمال في مكانٍ آخر إن بحثت أكثر، سيزيد من صعوبة الالتزام مع شخصٍ يعجبك ويكون متواجداً أمام ناظريك".

3. ثِق بأنَّك تستأهلُ أن تحظى به:

ما يدفعُ الناس إلى أن يرضوا بأقلّ مما يستحقون، هو عدم اعتقادهم أنَّهم أهلٌ لأن يحظوا بحبٍّ حقيقيٍّ في المقام الأول.

تصفُ عالمة النفس السريري وخبيرة العلاقات الدكتورة "كارمن هارا" ذلك قائلة: "أنت لن تحصل على أيّ شيءٍ من هذه الحياة إن كنت تعتقد أنَّك لا تستحقه؛ إذ سيتكفّل لاوَعْيُكَ بمنع حدوث ذلك. وأوّل أسرار من حققوا كلّ نجاحٍ يُمكن تخيّله هو إيمانهم بأنَّهم يستحقون كلّ الخير في هذا العالم".

لذا وبغضّ النَّظر عن شكلك وماضيك وعمرك ومهنتك؛ فأنت تستحقّ علاقةً صحيّةً مستدامةً مع شخصٍ لطيفٍ وطيّبٍ تحبه ويحبك، وتهتمّ به ويهتمّ بك.

4. تمتَّع بما يكفي من وعيٍ ونُضج:

إن لم تكن واعياً وناضجاً، فمآلُ أيّ علاقةٍ تخوضها الفشلُ حتماً. تقول عالمة النفس "راماني دورفاسولا": "أكثرُ ما يقلق هو أن يحاول المرء ملء فراغٍ نفسيٍّ يعيشه عبرَ إيجاد شريك حياته. فالعلاقة ليست حلاً لهذا النّوع من المشكلات؛ فالحلّ يكمن في الشخص نفسه، وليس في إيجادِ الشخص المناسب".

لذا ركز على تمكين نفسك وحبها قبل أن تبحث عن حُبِّ حياتك.

5. ثق بغريزتك:

إنَّه لمن النادر أن تُخطئ الغريزة البشرية؛ بيد أنَّ "المنطق" يميل إلى رفض ما تمليه علينا غرائزنا لمجرّد أنَّ ذلك يبدو أمراً غير منطقي. ولكن عندما يتعلّق الأمر بالحب، يجب ألا تتجاهل غرائزك أبداً؛ وخاصة أنَّ الوقوع في حبِّ أحدهم يطغى عليه الانجذاب لا التفكير المنطقيّ السليم.

تقول الدكتورة "كارمن هارا" عن ذلك: "اتبع مشاعرك إذا كنت منجذباً بشكلٍ حدسيّ إلى شخصٍ معين. ينطبق الشيء نفسه على التحذيرات التي قد تتلقاها من غرائزك عندما تقابل أحدهم؛ فإن أخبرتك غريزتك أنَّ في الأمر خطباً ما؛ فأصغ إليها، ولا تقع بأيِّ أفخاخ قد ينصبها لك ذلك الشخص. ودَعْ غرائزك تبعدك عن أصحاب النوايا السيئة، وترشدك إلى شريكٍ يمنحك علاقةً مُرضِيَة".

إقرأ أيضاً: أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك قبل الخطوبة

في الختام:

إنَّ العثور على شريك العمر أمرٌ يرغب فيه الجميع، بيد أنَّ الكثير من الناس يكون مآلهم الوقوع ضحيَّةً لعلاقة سامة في أيامنا هذه؛ لذا تمسَّك بالمعايير التي وضعتها لنفسك، وتحلَّ بالمرونة بشأن العثور على الشريك المناسب في الوقت ذاته.

وكما الحياة ليست ورديّة كما قد تصوّرها هوليوود، فالحبُّ ليس عبارة عن إيجاد شخصٍ مثاليّ خالٍ من العيوب؛ فشريك الحياة هو مجرّد إنسان مثله مثل غيره، بيد أنَّه يضيف إلى حياتك بُعداً آخر لا يستطيع أيّ شخصٍ آخرَ منحكَ إيَّاه.

 

المصدر




مقالات مرتبطة