كيف تصبح متحدثاً عاماً ناجحاً؟

يبدو التحدث على الملأ فكرة مخيفة أليس كذلك؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن ماري جاكش (Mary Jaksch) الكاتبة ومؤسسة مدونة جود لايف زين (Goodlife Zen)، وتخبرنا فيه عن تجربتها في كيف تصبح متحدثاً عاماً ناجحاً.

فكرتي اليوم هي أنَّ كلَّ شخص لديه القدرة على أن يصبح متحدثاً ناجحاً إذا اختار عقليةً محددة؛ وسأتطرق لهذا الأمر لاحقاً، لكن أولاً، اسمحوا لي أن أخبركم عن تجربتي مع الخطابة، فقد قررت قبل عامين العمل على تحسين قدرتي على التحدث أمام الجمهور؛ لذا انضممت إلى برنامج توست ماستر (Toastmasters)؛ وذلك لأنَّه يُعدُّ بيئة تدريب رائعة، وفي هذين العامين، زادت ثقتي بنفسي، وبدأت أتساءل:

ما الذي يجعلك متحدثاً ناجحاً مضاداً للرصاص (منيعاً)؟

دعونا نفكر أولاً فيما قد تعنيه كلمة مضاد للرصاص (Bulletproof)، فكَّرت في البداية في سترة واقية من الرصاص؛ فهي كما تعلم تحميك منه، وتجعلك مضاداً له، وكلمة بوليت بروف (Bulletproof) تعني أيضاً على وفق القاموس الإلكتروني: آمن من الفشل، وهذا المعنى يبدو جيداً.

لكن عندما بحثت عن الكلمة بحثاً واسعاً، وجدت أنَّ أحد مرادفات كلمة بوليت بروف (Bulletproof) هي كلمة منيع أي محصن ضد التأثر أو الشعور بالضعف، ومن حيث السترة الواقية من الرصاص؛ فإنَّها تجعلنا مضادين للرصاص، لكن ماذا لو أردنا أن نصبح متحدثين مضادين للرصاص؟

هل علينا أن نصبح غير متأثرين؟

بالنسبة إلى العديد من الأشخاص الذين يحاولون البدء في التحدث أمام الجمهور؛ فإنَّ محاولة أن يكونوا غير متأثرين تبدو خياراً آمناً؛ إذ يتخذون وضعية وقوف جيدة، ويستخدمون المنبر بوصفه درعاً، ويحاولون عدم النظر إلى الجمهور، وفصل أنفسهم عن مشاعرهم ومخاوفهم.

مع ذلك، فإذا كنا غير متأثرين، نفصل بذلك أنفسنا عن الجمهور، ولا يمكن أن ينتقل أيُّ إلهام أو تشجيع من الجمهور إلينا بوصفنا متحدثين؛ لذا فإنَّ كونك مضاداً للرصاص كما هو الحال في أن تصبح غير متأثر، ليس هو الحل، أليس كذلك؟

فكما قلت من قبل، يمكن أن يعني كونك مضاداً للرصاص أن تكون في مأمن من الفشل؛ وهذا يبدو أمراً مريحاً، لكن هل هو مفيد؟

شاهد بالفيديو: كيف تتغلب على التوتر قبل إلقاء خطاب؟

تتأرجح تسقط ثم تقف:

دعونا نترك التحدث أمام الجمهور جانباً ونفكر في الأطفال الصغار؛ عندما كنت في الفترة الأخيرة في ألمانيا، قضيت وقتاً كثيراً مع ابنة أخي وعائلتها، كان لوك الصغير، الذي بلغ للتو عمر السنة لتوه، يتعلم المشي؛ كان يشد نفسه يتأرجح يأخذ خطوة، ثمَّ يسقط على الأرض، ثمَّ يعيد الكرة مرة بعد مرة.

لوك الصغير لا يحاول أن يكون "في مأمن من الفشل"؛ بل يريد فقط أن يتعلم كيفية المشي، بصرف النظر عن عدد المرات التي يسقط فيها، وهذه هي العقلية التي نحتاج إلى تبنيها إذا أردنا أن نصبح متحدثين ناجحين حقاً.

هل لديك عقلية ثابتة أو متنامية؟

إذا كان لديك عقلية متنامية، فأنت ترى نفسك في عملٍ قيد التقدم، بينما إذا كان لديك عقلية ثابتة، فأنت تظنُّ أنَّ قدراتك ثابتة، وبواسطة عقلية النمو، يمكنك رؤية ما يسمى "بالفشل" بوصفه فرصاً للتعلم، والنمو تماماً كما يفعل الطفل الصغير؛ ومن ناحية أخرى تمنعنا العقلية الثابتة من التطور.

قبل بضع سنوات، أشارت إحدى صديقاتي إلى أنَّني كنت أميل إلى تسمية نفسي "فاشلة إلكترونياً"، خاصة عندما أواجه مشكلاتٍ فنية على الإنترنت؛ إذ قالت: "لماذا لا تكفِّي عن قول ذلك، وتلاحظي ما سيحدث؟".

بعد فترة، لاحظت أنَّني جيدة بالفعل في تعلُّم كيفية استخدام البرامج الجديدة، وقد تحولت هذه القدرة الآن إلى إحدى نقاط القوة في عملي بالإنترنت.

لقد حوَّلت عقليتي الثابتة إلى عقلية متنامية:

نفس الأمر مع تعلُّم التحدث في الأماكن العامة؛ فعندما ترى نفسك بصفتك عملاً قيد التقدم وتتبنى إمكاناتك اللامحدودة، فأنت على الطريق لتصبح متحدثاً ناجحاً.

لكن ما الذي يجعلنا متحدثين ناجحين؟

دعنا أولاً نلقي نظرة على التطبيقات العملية للحصول على عقلية النمو؛ إذ توجد ثلاث طرائق رئيسة لدعم عقلية النمو الخاصة بك بوصفك متحدثاً عاماً ناشئاً:

1. تعيين نهج الأهداف:

كما ترى، يوجد نوعان مختلفان من الأهداف، أهداف التجنب، وأهداف المقاربة، وأهداف التجنب هي أشياء مثل: "أريد تجنب استخدام الملاحظات"، أو "أريد أن أتوقف عن الشعور بالقلق في أثناء حديثي"، وأهداف المقاربة هي أشياء مثل: "أريد إيصال أفكاري الثلاث بوضوح" أو "أريد الاستمتاع بالتحدث".

كما يمكنك أن تتخيل أنَّ أهداف المقاربة أكثر فائدة من أهداف التجنب، وهم يتماشون مع عقلية النمو.

2. تدعيم نفسك:

هذا يعني امتلاك الشجاعة للوقوف بشموخ وعدم التقليل من شأنك؛ ففي كثير من الأحيان، يبدأ المتحدث بنوع من الاعتذار محاولاً التقليل من أهمية ما سيقوله أو الاعتذار عن كونه غير جدير، لكن يوجد علاج بسيط لذلك باتخاذ وضعية وقوف شامخة.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح مهمة لاكتساب فن ومهارة الإلقاء

3. الانفتاح على اللحظة الحالية:

إذا حيَّدت مشاعرك وأصبحت غير متأثر، تفقد الارتباط بالجمهور وبنفسك.

إذن، السؤال هو: ما الذي يجعلنا نشعر بمزيد من الانفتاح؟

لدي إجابة بسيطة على ذلك: ما يجعلنا نشعر بمزيد من الانفتاح هو الابتسام.

إليك هذه التجربة: أغمض عينيك للحظة، وتخيل أنَّك منفصل عن الجميع، كأنَّك في فقاعة صغيرة خاصة بك، ولاحظ شعورك.

الآن افتح عينيك وابتسم.

إقرأ أيضاً: كيف تصبح متحدثاً عظيماً؟

هل تلاحظ الفرق؟

إذاً ما هو أول شيء يمكنك القيام به لتهيئة نفسك قبل بدء الخطاب؟

  • انظر إلى الجمهور وابتسم

ماذا يعني أن تصبح متحدثاً مضاداً للرصاص؟

إذا كنت ترتدي سترة واقية من الرصاص غير مرئية، ستكون آمن من الفشل وغير متأثر؛ إذ يمكنك حماية نفسك والدفاع عنها، لكنَّك تعزل نفسك عن الآخرين وعن نفسك.

المصدر




مقالات مرتبطة