كيف تصبح شغوفاً بأهدافك وتتخلى عن أعذارك؟

لقد وجدت نفسي في الآونة الأخيرة أختلق الكثير من الأعذار لعدم الجلوس من أجل الكتابة، كأن أقول: "ليس لدي الوقت الكافي"، أو "أحتاج إلى التركيز على دراستي الجامعية"، أو "لست شخصاً ملهماً"، أو "ربَّما لن يقرأ أحد ما سأكتبه على أيِّ حال".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المُدَوِّن "ريس روبرتسون" (Reece Robertson)، والذي يحدثنا فيه عن تجربته الشخصية في تحقيق أهدافه والتخلي عن الأعذار.

ولكنَّ الأعذار مثلها مثل الأفكار الأخرى؛ فهي إدراكنا وتصورنا للواقع فقط، ولا تمثل الحقيقة بأي شكل من الأشكال، بل هي الأسباب التي نقولها لأنفسنا لنبرر فعلنا لأمر ما، وعدم فعلنا لأمر آخر.

لقد تعلَّمت أنَّ بإمكانك اختلاق الكثير من الأعذار حول عدم قدرتك على القيام بالأشياء التي تعتبرها هامة، ولكن لا يمكن لأي عذر أن يحقق لك ما تريد، والشيء الوحيد الفعال الذي يمكنه دفعك باستمرار إلى تحقيق ما تريده في الحياة هو الالتزام الراسخ والثابت بأهدافك.

عندما تحدد الأمور التي تقوم بها في حياتك وتعتبرها ضرورة حتمية بدلاً من السعي وراءها بدافع الاهتمام وحسب، تتلاشى أعذارك بسرعة؛ وكما قال المؤلف المشهور "جون الصراف" (John Assaraf): "إذا كنت مهتماً، فأنت تختلق القصص والأعذار والأسباب والظروف حول عدم قدرتك على القيام بما تريده، أو لمَ لا تريد القيام به؛ أمَّا إذا كنت ملتزماً، فتتلاشى هذه الأسباب، وتنجز ما عليك القيام به مهما كلَّفك الأمر".

شاهد بالفيديو: 20 مثالاً على الأهداف الشخصية الذكية لتحسين حياتك

سنوضح لك فيما يأتي كيف يمكنك تطوير التزامك الراسخ بتحقيق أهدافك والتخلص من كل أعذارك:

اجعل أحلامك أقوى من أعذارك:

"بالنسبة إلى العديد من الناس، تعدُّ قوة أعذارهم أكبر من أحلامهم" - روبرت كيوساكي (Robert Kiyosaki).

يقول معظم الناس في كثير من الأحيان أنَّهم يريدون أن يكونوا كتَّاباً جيدين، أو أن يكسبوا مزيداً من المال، أو أن يتمتعوا بلياقة بدنية رائعة؛ ولكن غالباً لا تتحقق هذه الأمور، ويعود السبب في ذلك إلى أنَّ معظم الناس لا يجعلون أهدافهم وأحلامهم راسخة ومؤثرة بالنسبة إليهم؛ كما كتب "بنجامين ب. هاردي" (Benjamin P. Hardy) ذات مرة: "لن تكون أحلامك قوية بالقدر الكافي ما لم تصبح عاطفية".

يتعلق جعل أحلامك راسخة وعاطفية بما يأتي:

  • اتخاذ قرار بالالتزام بالوصول إلى ما تريد أن تكونه، ثمَّ العمل كل يوم لتحقيق ذلك.
  • تسجيل أحلامك وأهدافك كل يوم.

يعدُّ اتخاذ القرار المتعلق بالشخص الذي تريد أن تكونه، ثمَّ مواءمة أفعالك اليومية مع الأنشطة التي ستجعلك كذلك، أمراً يساعدك على تطوير ثقتك بنفسك وتحفيز ذاتك؛ وذلك كونك ستعيش في حالة انسجام.

بمجرد أن تبدأ العيش بما يتوافق مع قيمك وأفعالك، لن تضطر أبداً إلى الاعتماد على قوة إرادتك، وإنَّما ستعرف ما عليك القيام به وتسعى إلى الوصول إليه.

بالإضافة إلى ذلك، سيمنحك تسجيل أهدافك كل يوم وضوحاً بشأن المستقبل الذي تريد صنعه؛ فعندما تبدأ تسجيل أمورك الحالية والمستقبلية التي تتخذها لتحقيق أهدافك، ستنشط عقلك الواعي واللاواعي على حدٍّ سواء، وتبدأ من خلال تطبيق ذلك تحديد أهدافك، وتمتلك الكثير من الأفكار الملهمة والجريئة التي تساعدك في تحويل مدخلاتك اليومية إلى حقيقة معاشة.

إقرأ أيضاً: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف

اعلم أنَّنا نمتلك الوقت الكافي إذا نظمنا ما نريد القيام به:

"سنمتلك الكثير من الوقت للقيام بالأمور الجيدة في حياتنا إذا استخدمنا الوقت المتوفر لدينا بالشكل المناسب" - بنجامين هاردي (Benjamin Hardy).

غالباً ما يكون العذر الأكثر انتشاراً بين الناس هو "ليس لدي الوقت الكافي"؛ ولكن، لا تتعلق المشكلة بضيق الوقت في الواقع، وإنَّما بنقص المعرفة والتنظيم الصحيح للوقت.

لقد تعلمنا أنَّه من الممكن أن نبرر عدم إحراز بعض التقدم بما يأتي: "لا يمكنك القيام بالكثير في يوم واحد"، أو " يمر الوقت بسرعة"؛ ولكن عندما تدرك أنَّ الوقت لا يمر بسرعة، وأنَّ الجميع يعيش 24 ساعة، ستسأل: "لمَ يستطيع بعض الناس إنجاز أعمال أكثر من غيرهم؟"، ونجيبك: "يعود ذلك إلى أنَّهم ينظمون أولوياتهم وينجزون الأمور الهامة فقط"؛ أو كما قال "غاري كيلر" (Gary Keller) في كتابه "الأمر الوحيد" (The ONE Thing): "هم يتخذون خطوات صغيرة، ويعني ذلك تجاهل كل الأشياء التي يمكن القيام بها وفعل ما يجب فعله فحسب".

ما الأمور الهامة بالنسبة إليك؟ وفي أي المجالات تريد تحقيق أكبر قدرٍ من النجاح؟ حدد أولويات هذه المجالات بدلاً من القيام بالكثير من الأمور الأخرى التي يمكنك القيام بها؛ ذلك لأنَّ انشغالك لا يعني أنَّك شخصٌ منتجٌ أبداً.

فى الختام:

يقول جرانت كاردوني (Grant Cardone) أنَّ إحدى أعظم نقاط التحول التي حدثت في حياته عندما توقف عن انتظار النجاح كي يأتيه تلقائياً، وبدأ بدلاً من ذلك التعامل معه باعتباره واجباً والتزاماً ومسؤولية.

تعدُّ المبادئ المختلفة التي نُوقِشت في هذه المقالة الأشياء التي قمت بها لتطوير أفكاري، وآمل أن تتمكنوا من فعل الشيء ذاته مع أنفسكم.

من أجل إزالة الأعذار من حياتك، عليك جعل أحلامك أقوى منها؛ حيث يمكن أن يساعدك جعل أهدافك وأحلامك مؤثرة من خلال اتخاذ قرارات حاسمة وتدوينها في الالتزام بها على الدوام.

لا يعدُّ الوقت عاملاً مقيِّداً؛ فنحن نمتلك الوقت الكافي لإنجاز الأشياء التي نريدها إذا ركزنا على ما يجب القيام به فعلاً، بدلاً من القيام بالكثير من الأمور التي يمكننا القيام بها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة