كيف تصبح شخصية قوية في 5 خطوات؟

عند التعمق بالتفكير في النفس البشرية نجد أنَّ الله عز وجل وضع فيها العديد من القدرات والإمكانات التي تستطيع معها العيش في هذا العالم كثير التعقيدات ومواجهة كافة المؤثرات التي يمر بها الإنسان في البيئة التي يعيش فيها، ففي الواقع قوة الإنسان لا تأتي من العزلة والانطواء والعيش بعيداً عن الناس؛ بل بخوض التجارب والمرور بالمصاعب ومقاومتها وعدم الرضوخ لها والاستمرار حتى الفوز، فالشخصية القوية المحبوبة والجذابة هي سبيل النجاح وتحقيق السعادة للإنسان.



إنَّ تنمية شخصية الإنسان لكي تصبح قوية ومستقلة وجذابة ومحبوبة لا تحتاج إلى مال أو إمكانات معقدة أو وجود فكر معقد؛ بل كل ما يحتاجه الفرد لصناعة الشخصية القوية هو أن يمتلك الإرادة الصلبة والعزيمة والإصرار والثقة بالنفس التي لم تولد معه؛ بل حققها بنفسه.

الشخصية القوية الواثقة من نفسها هي مفتاح النجاح في الحياة، كما أنَّها تستطيع أن تصنع كل شيء في الحياة، فعند قراءة تاريخ الناجحين نجد أنَّ قوة شخصيتهم كانت أساس نجاحهم، فشخصية الإنسان تشبه الشجرة التي إذا ما اهتممت بها وقدمت لها الرعاية المناسبة كبرت وأثمرت، وخلاف ذلك إن قمت بإهمالها وتهميشها يبست وماتت؛ لذا سنقدم لك في هذا المقال خمس خطوات لتساعدك على بناء الشخصية القوية.

1. الوثوق بنفسك:

الثقة بالنفس هي أساس نجاح الإنسان، فهي التي تدفعك باتجاه اتخاذ مواقف إيجابية وجودها يعني أنَّك إنسان مؤمن بأفكارك وتعتمد على نفسك، وهي من الأشياء التي لا يمكن اصطناعها أو تقليد الآخرين بها؛ بل هي من الأشياء التي يحتاج الإنسان إلى صناعتها بنفسه، فالإنسان عندما ينوي القيام بعمل ما بالتأكيد سوف يحتاج إلى استنهاض هذه الثقة قبل البدء بتنفيذ أيَّة خطوة، فالثقة تمكِّن الإنسان من الاندفاع نحو العمل دون خوف أو أدنى تردد.

الثقة بالنفس لا نعني بها الحب النرجسي للذات أو الاعتقاد بالعظمة؛ بل نقصد الشكل العميق من احترام الذات الذي يقوم على إدراك ما لدى الفرد من نقاط إيجابية يعمل على تعزيزها وما لديه من نقاط سلبية يعمل على تلافيها.

الثقة بالنفس تسهم في تحقيق التوافق النفسي والحصول على حب الآخرين ومواجهة الصعاب والمشكلات والاستمرار في اكتساب الخبرة، ومن ثمَّ حصد النجاح والإحساس بالراحة النفسية، ومن ثمَّ تمثل خطوة أساسية في بناء الشخصية القوية الجذابة.

من النصائح التي تساعدك على بناء ثقتك بنفسك:

  • عبِّر عن رأيك في مختلف المناسبات التي تخصك.
  • اقبل المسؤوليات التي توكل إليك واسعَ إلى النجاح في إتمامها.
  • تحدَّث عما يجول في عقلك وحاول فهم الحقائق.
  • امنح الوقت الكافي للآخرين للتعبير عن آرائهم أمامك وكن صبوراً في فهمهم.

شاهد بالفيديو: 10 خطوات لاكتساب شخصية قوية حسب علم النفس

2. تحمُّل المسؤولية:

تُعَدُّ المسؤولية المقوِّم الأول لسلوك الفرد في حياته ومن أساسيات امتلاك الشخصية القوية المحبوبة؛ إذ يؤدي الفرد خلال مضي سنين عمره العديد من الأدوار الاجتماعية كالطالب والمراهق والشاب والزوج والأب وممارس مهنة محددة، ولكل من تلك الأدوار واجبات محددة يجب عليه القيام بها دون أي تقصير، وهذا بالضبط ما يعرف بالمسؤولية؛ فالمسؤولية هي شعور الإنسان بالتزامه أخلاقياً بنتائج أعماله وإقراره بما يصدر عنه من أفعال.

لكي تكون شخصية قوية وواثقة عليك أن تكون مسؤولاً؛ لذا يجب عليك تنفيذ المهام الملقاة على عاتقك، كما عليك أن تنجز الأعمال الخاصة بك وكذلك الأعمال ذات العلاقة بحياة الآخرين، فاسعَ إلى امتلاك المعرفة الخاصة بك وبمجتمعك، وعزز شعور الانتماء لديك نحو الجماعة والمجتمع، ومارس أي نشاط يمكن له أن يحقق التقدم لمجتمعك، واعترف بأخطائك وقيمها، وتحلَّ بالنظام والانضباط، وابقَ تحت سلطة القانون، واعرف حدودك في العلاقات التي تقيمها مع الآخرين، ولا تلقِ اللوم على الآخرين في أخطاء أنت اقترفتها، وفكر في حديثك قبل أن تقوله، ولا تذكر أفكاراً يمكن أن تسبب الحرج للآخرين.

3. وضع خطة لحياتك وتحديد أهدافك منها:

من أجل الحصول على الشخصية القوية الجذابة يجب عليك أن تحدد غايتك من الحياة وما الذي تريده منها بالضبط، فلا بد من وجود أحلام محددة أو هدف بعينه ترغب في تحقيقه أو مكان تريد أن تصل إليه، وهذا لن يتم ما لم تقم بتحديد هدفك الرئيس وتجزئته إلى أهداف فرعية وتحدد ما يحتاج كل منها لإنجازه بحيث تستطيع في النهاية بلوغ هدفك الأساسي.

تتجلى أهمية تحديد خطة حياتك وكتابتها في أنَّ ذلك سوف يساعدك على تنظيم أفكارك وسيزيد حماستك ويرفع قدرتك على الإنجاز، فعندما تضع خطة وتحدد أهدافك اعمل على تحديد دوافعك لإنجاز كل منها ولماذا تريد أن يتحقق، ويجب أن تدرك أنَّه كلما أبدعت في وضع هدفك وجعلته مميزاً زادت رغبتك في تحقيقه؛ لذا اصنع خطة لحياتك وضمنها أهدافك واجعلها بجانبك دائماً وراجعها باستمرار لتتأكد من نسبة ما تنجز منها.

4. السيطرة على الانفعالات:

يتجلى الذكاء الانفعالي بالقدرة على إدراك والتعبير عن الانفعالات بالشكل الصحيح، فالاتزان الانفعالي يؤدي دوراً هاماً في التخلص من المخاوف وتردد الأفراد في القيام بمهامهم، ومن ثمَّ بناء الشخصية الواثقة، كما أنَّ إدارة المشاعر تساعد على فهم المشاعر والتغيرات التي تصيبها والأسباب المؤدية إليها، فمثلاً كل من شعور الزهو والبهجة يدلان على السرور والسعادة، لكن يوجد فرق بين أسباب الوصول إلى كل منهما، ففهم المشاعر يمكِّن الفرد من التصرف بطريقة صحيحة لا تؤدي إلى إيذاء نفسه أو إيذاء من حوله أو التسبب بحدوث مشكلة.

الضبط الانفعالي هو مهارة يستطيع الفرد من خلالها التحكم بمرونة سلوكه الانفعالي اللفظي وغير اللفظي وخاصةً في حالات التفاعل الاجتماعي مع الآخرين وتعديله بما يناسب كل موقف، ومن النصائح التي سوف تساعدك على السيطرة على انفعالاتك وتكوين شخصيتك الجذابة والمحبوبة من الجميع:

  • ابتعد عن أسباب انفعالك، فإذا سبب لك شخص من أفراد أسرتك الغضب، يجب عليك أن تغادر المنزل لبعض الوقت حتى تهدأ وتصبح قادراً على التفكير بشكل صحيح.
  • التمس العذر للآخرين، فعند قيام الآخرين بأشياء تغضبك أو تسبب لك التوتر، لا تغضب وتبدأ بإثارة الفضائح؛ بل حاول أن تكون هادئاً وتلتمس الأعذار لهم وخذ الأمور ببساطة لا سيما إن كانت تجمعك بهم علاقات جيدة.
  • تعاطَف مع الناس وحاول أن تفهمهم، وضع نفسك مكان الآخرين، وامنح الآخر الفرصة لكي يتكلم ويعبر عما يريد، ولا تقم بأي عمل في أثناء ذلك؛ بل استخدم لغة جسدك كي يشعر بأنَّك مهتم به وحاول إعطاء النصائح الصحيحة التي يمكن أن تكون فعلاً حلاً له.
  • استرخِ وكن أكثر هدوءاً قدر الإمكان، وقم بأي نشاط تحبه يستطيع أن يجعلك بعيداً عن مكان الانفعال.
  • لا تفكر كثيراً في الاحتمالات؛ ماذا لو فعلت هذا؟ ولماذا لم أفعل هذا؟ هذا صحيح، وهذا خطأ، ولا يجب فعل ذلك، وما إلى هناك من أشياء تهز الشخصية وتجعلك متوتراً وضعيفاً.
  • عدِّل أسلوب تفكيرك وتجنَّب أحاديث النفس السلبية واتبع السلوكات التي من شأنها جذب الطاقة الإيجابية إلى حياتك.
إقرأ أيضاً: الثبات الانفعالي: أنواع الانفعالات والتحكم بها

5. الاهتمام بالمظهر الخارجي:

إن كنت من الأفراد الذين خضعوا سابقاً لمقابلات شفهية سواء من أجل الحصول على وظيفة أم الانتساب إلى جامعة أم معهد ما، فأنت بالتأكيد تدرك أهمية المظهر الخارجي في حياة الإنسان وكيف يمكن أن يؤدي المظهر دوراً رئيساً في تكوين الشخصية القوية والجذابة، فمن المعروف أنَّ الجزء الأكبر من الحكم على الأفراد في تلك المقابلات يكون من خلال المظهر الخارجي.

يُعَدُّ المظهر الخارجي للفرد أحد مفاتيح النجاح الرئيسة وسبباً هاماً في طريقه للتطور العلمي والمهني ومن الأشياء التي تعطي انطباعاً جيداً عن الفرد وبأنَّه يملك شخصية محبوبة وواثقة من نفسها؛ إذ يعكس المظهر الجيد مجموعة من الأشياء منها نظافة الفرد ورتابته وحسن السلوك واحترامه لنفسه وللمكان الذي يذهب إليه أو يوجد به؛ لذا لتتمتع بشخصية قوية وجذابة يجب عليك أن:

  • تمارِس التمرينات الرياضية وتعمل على اتباع نظام غذائي صحي يدعم جسمك وعقلك.
  • تحافظ على راحة جسدك من خلال النوم عدد ساعات كافٍ.
  • تحافظ على نظافتك الشخصية.
  • تطوِّر مهاراتك في لغة الجسد وتتعلم الإشارات التي تمثل عامل جذب للآخرين.
  • تختار الملابس الأنيقة التي تناسب مكان عملك أو نمط حياتك دون تكلف أو أن تكون مبهرة.
إقرأ أيضاً: 7 خطوات تساعدك في تقبّل شكلك الخارجي وتزيد من ثقتك بنفسك

في الختام:

الشخصية القوية الواثقة الجذابة لا تعني أن يكون الفرد متسلطاً أو متغطرساً وفارضاً سيطرته في المكان الذي يوجد به، وهي أيضاً ليست تواضعاً مذلاً أو خجلاً مربكاً أو شهامة خائف.

الشخصية القوية تعني أن تكون متواضعاً وحاسماً في الوقت ذاته، لكن ضمن حدود المنطق والعقل، وأن تتعامل مع الآخرين بالاحترام المطلوب وتقدِِّر كل ما يفعلونه من أجلك ومن أجل المجتمع الذي تشاركهم في العيش فيه، وأن تكون مسؤولاً عن حياتك وجديراً بعيشها، ومتقبلاً لنفسك دون قيد أو شرط، ومستعداً لخوض المغامرات لتحسين نفسك والتخلص من سلبياتها، ومحبوباً اجتماعياً وصاحب علاقات جيدة، ومتمتعاً بالذكاء الانفعالي الذي يمدك بأساليب التصرف الصحيح في كل المواقف على اختلافها، فالشخصية القوية مفتاحك لامتلاك حياة أفضل وأكثر سعادة؛ لذا اسعَ جاهداً لكي تمتلك تلك الشخصية القوية والجذابة وتثبت ذاتك.




مقالات مرتبطة