كيف تستثمر فترة البطالة في صقل مهاراتك؟

هناك فرص للتطور في كل مكان من حولنا، فإذا كنتَ أحد الأشخاص الذين ما زالوا عاطلين عن العمل في ظل تداعيات جائحة كوفيد-19 (COVID-19)، فاعلم أنَّك لستَ وحدك، فيجد الكثيرون أنفسهم عالقين في حيرة بين البحث عن عمل أو محاولة التطور في حياتهم المهنية، ولكن من المحتمل أن يكون هناك فرصة كبيرة متاحة خلال هذه الفترة من الانتظار.



تغدو سنوات الخبرة المهنية التي تُضمَّن في السيرة الذاتية أقل أهميةً مع مرور الوقت بالمقارنة مع التمتع بالمهارات الصرفة، وإذا كنتَ قادراً على إظهار ما يمكنك تقديمه لشركة ما، فهناك احتمال أكبر بأن تمنحك فرصةً للعمل لديها، ولحسن الحظ، بفضل الإنترنت والمصادر اللامحدودة، أصبحَت تنمية هذه المهارات من أسهل ما يكون.

إذا كنتَ عاطلاً عن العمل حالياً، أو تسعى إلى أخذ خطوتك التالية على طريق التقدم المهني، ففي إمكان النصائح التالية مساعدتك على صقل مهاراتك خارج حدود بيئة العمل التقليدية:

1. قلِّد أصدقاءك:

إليك فكرة لم تخطر على ذهنك من قبل؛ وذلك لأنَّ معظمنا ما زال غير قادر على لقاء الأصدقاء بالتزامن مع فرض إجراءات التباعد الاجتماعي، فلِمَ لا تخطط ليوم عمل مع صديق لك؟ من خلال وضع لائحة بأسماء أصدقائك الذين يمارسون أعمالاً تطمح إلى مزاولتها، وأولئك الذين يتمتعون بمهارات ترغب في اكتسابها، ثمَّ إيجاد مَن منهم قادر على تعليمك إياها من خلال الملاحظة؛ بمعنى أنَّه بدلاً من جلوسهم معك وتعليمك، في مقدورك خوض تجربة غير مباشرة بمجرد أن تكون في محيطهم كحضور الاجتماعات معهم، أو قيامهم بعمل مبدع، أو إجرائهم مكالمات مع العملاء وغير ذلك، وتدوين الملاحظات التي تخص ذلك.

وهذا ما يُشار إليه بمصطلح "التعلم بالمراقبة"، وهو ما يوظفه الكثير منا عندما يريدون تعلُّم أي شيء تقريباً، وبالطبع، التدريب هو واحد من مكونات التعلم، لكنَّنا كبشر، في مقدورنا تعلُّم الكثير بمجرد تقليد الآخرين، وهكذا تعلَّمنا كيفية المشي والتحدث عندما كنا أطفالاً خلال مراحل تطوُّرنا؛ لذلك حاول تقليد أصدقائك في ممارستهم لعملهم عن بُعْد على سبيل التجربة إذا كنتَ ميالاً للعمل في مجال معيَّن، فحاول الانغماس فيه قدر الإمكان، فهذا سيمكِّنك أيضاً من ملاحظة اللغة المستخدمة في تلك الاجتماعات، الأمر الذي من شأنه أن يكسبك كل ما تحتاج إليه من الثقة والخبرة الكافية لإظهارها في مقابلة العمل التالية.

إقرأ أيضاً: أساسيات التدريب الناجح

2. خذ دروساً مجانية عبر الإنترنت:

نظراً لعدم تعرُّضك إلى ضغط كبير في العمل نتيجةً لقيامك به عن بُعْد من خلال تطبيق "زووم" (Zoom)، حاول تخصيص وقت في جدولك اليومي لأخذ دروس عبر الإنترنت، واجعل ذلك مرحاً، وكأنَّك تقوم بابتكار منهاج دراستك الخاص، فغالباً ما ننظر إلى الالتزام بحضور الحصص الدراسية على أنَّه وسيلة لنيل إجازة إنهاء المرحلة الدراسية؛ لذلك لا بُدَّ من البدء بالتفكير في الأمر على نحوٍ مختلف؛ حيث تكون الشركات أكثر ميلاً لمنحك مقابلة عمل أو فرصة للعمل لديها عندما تكون على ثقة بقدرتك على جلب مهارات معيَّنة أو آفاق جديدة للشركة؛ لذا لدى متابعتك لتلك الحصص أو قراءتك لتلك المصادر، أطلِق العنان لذهنك لتوليد أفكار حول كيفية تكييف مهاراتك تكييفاً يجعلها واضحةً وبارزة بالنسبة إلى الشركات.

على سبيل المثال: إذا كنتَ تتعلم كيفية إدارة حملة إعلانية أو كيفية تطوير محركات البحث، فتعلَّمها على نحوٍ يجعلك قادراً على المشاركة في اقتراح حملة إعلانية أو إعداد تقرير مدعَّم علمياً خصيصاً للشركة التي تطمح بالعمل لديها، فهذا من شأنه أن يُظهِر لهم بأنَّك تتمتع حقاً بالمؤهلات والإمكانات التي سبق أن أتيتَ على ذكرها في سيرتك الذاتية.

شاهد بالفديو: كيف تكتب سيرتك الذاتية بشكل احترافي

3. شارك مهاراتك ومواهبك عبر وسائل التواصل الاجتماعي:

هناك الكثير ممن استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة الجائحة لعرض ما في إمكانهم القيام به؛ حيث إنَّ التوقيت مثالي لذلك، لا سيَّما أنَّ الجميع يلزَمون منازلهم ويقضون وقتهم في تصفُّح مواقع التواصل الاجتماعي، وأحد الأمثلة على ذلك هو الممثل "بومان مارتينز رايد" (Boman Martinez-Reid)، الذي ابتكر تمثيليات كوميدية خيالية للبرامج التلفزيونية الواقعية على تطبيق "تيك توك" وحاز على أكثر من مليون متابع، وقد وقَّع الآن عقداً مع وكالة مرموقة، وقصته بمنزلة مثال حي عن قدرة فترة البطالة أن تكون الأساس لتُحقِّق التقدم فيما ترغب في فعله حقاً، فإنَّ العالم هو مسرحك الآن، بفضل منصات التواصل الاجتماعي الحالية.

وآخرون يعرضون ما يمكنهم القيام به سواء من أعمال أم مهارات، من خلال مقاطع فيديو سريعة خلف الشاشة حول كيفية ابتكارهم منتجاتهم الخاصة؛ حيث أظهر بعض المبدعين كيف تمكنوا من تصوير حملات إعلانية أو إعلانات تجارية في منازلهم باستخدام معدات متواضعة.

تعد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي شكلاً آخر لوسائل جذب انتباه الشركات والعلامات التجارية؛ إذ يمكنك من خلالها التعبير عن هواياتك ومهاراتك أكثر من أي وقتٍ مضى، وقد تميل إلى الشعور بأنَّه لا ينبغي لك تعزيز مهاراتك من خلال استثمار وقتك الذي تنتظر فيه رداً من الشركات على طلبات التوظيف التي أرسلتَها، أو التقدم إلى وظائف جديدة، أو انتظار عودة العالم إلى حالته الطبيعية، إلا أنَّ هناك طرائق كثيرة للتعلم، وما عليك سوى تطبيق هذه الدروس على الفور لإحراز التقدم الذي لطالما حلمتَ به في حياتك المهنية.

المصدر




مقالات مرتبطة